|44| الإنهيار

1.1K 74 7
                                    

Amira pov ...

لم تأتِ تلك الآيات القرآنية الكريمة،والأحاديث النبوية الشريفة في موضوع تحريم الزنا لكي تورث في نفس المسلم سخطاً أو تذمراً على هذا الدين.. بل على العكس تماماً فقد جاءت هذه الآيات والأحاديث لتهذب أخلاق المسلم ... ولتنظم مسيرة حياته على النحو الذي يجعله أكثر المخلوقات استقامة وطهارة على هذه الأرض... وأكثرهم بعدا عن المساوىء والأضرار... كما في قوله تعالى:(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)...

فتلك العلاقة المحرّمة ما بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية هي إحدى الكبائر التي حذر منها المولى وحرمها في كافة الملل والشرائع السماوية .. فالزنا يعتبر من كبائر الذنوب وأعظم المعاصي .. فبه تختلط الأنساب .. وبه تنتهك العفة .. وتنتقل من خلاله أخطر الأمراض... وأكثرها استعصاءاً على العلاج...

لا دينياا و لا صحياا و بأي شكل من الأشكال قد أبرّر مااا فعله هاري ...
أعرف أنّه قام بهذا قبل أن اعرفه .. و انه وقتهاا كان طائشاا ..
لكن هذا لا يبرر انه قام بشيئ لا يمكن ان اسامح عليه ..
ان كان قد فعلها بوقت من الأوقات . فلا شك أنه سيفعلها ثانية ..
انا لست فاقدة الثقة به إلي هذه الدرجة .. لكن لا اعرف ..
انا حقاا متورة جداا ... بذلك اليوم عندما طلب هاري يدي للزواج .. احسست ان العالم حولي توقف .. لم يعد هناك احد غيرناا ..
كنت اتمني ان تكتمل فرحتي .. لكن هذه حياتي منذ ان كنت صغيرة .. من المستحيل ان تكتمل فرحتي ..
مستحيل أن احب شيئاا و لا يخذلني او يذهب و يتركني .. اول شيئ امي و الان هاري ..

"من سيكون التالي في هذه الحياة البائسة التي أعيشهاااا .. من يريد ان يتركني ثانية ؟؟" صرخت بأعلي صوت لأرمي تلك المزهرية التي كان أمامي علي الرف ..

"أميرة .. أميرة عزيزتي .. ماذاا هناااك .. ماالذي يحدث ؟؟ " سمعت صوت أبي يصعد بالسلم و ينادي عليّ ... ازن انه سمع صوت انكسار المزهرية .. و صرااخي ...

اسرع إلي الغرفة ليفتح الباب بهلعٍ ... كانت ملامح الفزع بادية علي وجهه ...

"ماالذي يحصل ... تكلمي صغيرتي ؟؟ " كان يسأل بإستمراارر .. لكن اقسم انه ام يعد لدي جهد للتكلم حتي ..
إرتميت بأحضانه .. ليلف ذراعيه حولي ويضمني إليه أكثر ..
كم كنت محتاجة إلي حضنك أبي ...
كان يربت علي ظهري بخفة ... و يمسح علي شعري ..

"هيااا تعالي معي ... " قال ليبعدني عنه بهدوء و يسحبني نحو السرير ...
إستلقي عليه ليضمني ..
"ما رايك أن أروي لك قصة .. مثلما كنت افعل لك عندما كنت صغيرة .. " قال لأومئ له بخفة ...

"يحكي أنه بمكان بهذا العالم .. كان هناك رجل فقير جدااا..  يدعي علي .. يعمل حطاباا لكنه لا يجني إلا القليل من هذا العمل الشاق ..
كان يجلس ذات مساء مع زوجته فاطمة ..
كانت فتاة من عائلة غنية و راقية... و لكن عندما رفض اهلها زواجها من علي بسبب فقره ... فعلت المستحيل بتتزوج منه هذا ما دفع عائلتها إلي التبرء منها ...
كانت تحبه حباا جمّى .. و هو كذلك ...

وذات مساء زوجته طلبت منه
مشط لشعرها الطويل حتى يبقى أنيق...
نظر إليها الرجل وفي عينيه نظرة حزن 
وقال لها أستطيع ذلك ..
حتى أن ساعتي تحتاج إلى قشاط جلد ،
و أستطيع شراءه ..
لم تجادله زوجته و أبتسمت في وجهه !

في اليوم التالي وبعد أن أنتهى من عمله
ذهب إلى السوق وباع ساعته بثمن قليل ،
وأشترى المشط الذي طلبته زوجته ..
وعندما عاد في المساء إلى بيته وبيده المشط
وجد زوجته بشعر قصير جداً ،
وبيدها قشاط جلد للساعة ،، فنظرا إلى بعضهما
وعيناهما مغرورقتان بالدموع
ليس من ما فعلاه ذهب سدى !!
بل انهما أحبا بعضهما بنفس القدر ..
وكلاهما أراد تحقيق رغبة اخر ...

تذكري دائماا يا عزيزتي ..
أن تحبي شخص أو أن تكون محبوبة من شخص ما ،
عليكي أن تسعي لإسعاده بشتى الطرق
حتى لو كان ذلك غالياً ..
فالمحبة الصادقة ليست أقوال بل أفعاااال .. " قال أبي لأتنفس بعمق ..
تذكرت إهتمام هاري بي و وقوفه إلي جانبي .. تذكرت كيف كان لطيفا معي .. عندما مرضت أيضاا ..
إلاهي ساعدني .. رغم ما فعله لا أستطيع أن أمحوه من بالي .. فهو كان في كل ذكرياتي الجميلة ...
لكن للأسف هذه الحياة .. ليس دائماا ما تحصل علي ما تريد ..
كنت أفكر .. حتي أن رأسي كاد ينفجر من مكانه .. إلي ان انهكني التفكير لأنام بأحضان أبي ..

.............................................................
رايكم بالشابتر ..
الرواية قربت تخلص ..
توقعاتكم للشابتر الجاي ...
بحبكممممممم كتييييييييييييييير ...

You Will Be Mine [H.S] (مكتملة) 🌷حيث تعيش القصص. اكتشف الآن