التاريخ الإسلامي

142 8 11
                                    

كل ما نعرفه عن بطلنا هذا أنه غلام دون العشرين من عمره ، وأنه ينتمي إلى قبيلة الأزد القحطانية التي خرجَّت الكثير من عظماء هذه الأمة

قصة بطولته في اليرموك تبدأ عندما خرج فارس ضخم من جيش الروم يطلب المبارزة قبل أن تبدأ المعركة كعادة الجيوش قديماً، عندها ومن بين جيش المسلمين الذي يكفي أن نقول أنه كان يضم بين صفوفه 100 من البدريين، خرج غلام ملثم من الأزد لا يعرفه أحد وهو دون العشرين

جرى ناحية أبي عبيدة بن الجراح وقال له : يا أبا عبيدة إني أردت أن أشفي قلبي ، واجاهد عدوي وعدو الإسلام ، وأبذل نفسي في سبيل الله تعالى لعلي أرزق بالشهادة فهل تأذن لي؟

هزت هذه الكلمات قلب أبا عبيدة بن الجراح ، فأذن له ، فمشى هذا الغلام الأزدي على درب الخلود الأبدي ولكنه توقف فجأة...

وأدار وجهه تجاه أبي عبيدة وعيونه تشرق نور اً، فنظر في عيني أبي عبيدة عامر ابن الجراح وقال له كلمات لا تنبع إلا من شباب أمة الإسلام : يا أبا عبيدة ، إني عازم على الشهادة ، فهل توُصيني بشيء أوصله إلى رسول الله !صلى الله عليه وسلم !؟

وما أن سمع أمين هذه الأمة هذه الكلمات إلا وأجهش في البكاء فقال له والدموع تبلل لحيته: "أقَرْ أِ رسول الله !صلى الله عليه وسلم مني ومن المسلمين السلام وقل له يارسول الله . . . جزاك اللهّ خير اً، وإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا"

فانطلق ذلك الغلام الأزدي كلأسد الجارح نحو العملاق الرومي وقاتله حتى قتله فأخذ لمحرسه وسلاحه وسلمهما إلى المسلمين ، فعلت صيحات الله أكبر في جيش الموحدين لتدخل الرعب والخوف في صدور المشركين

ثم عاد الغلام من جديد إلى جيش الروم وصاح بهم صيحة هزت كيانهم: هل من مبارز؟

فخرج له فارس ثاني لا يقل ضخامة عن سابقه ، فبارزه بطلنا المجاهد فقتله ، فتقدم رومى ثالث فقتله ، ثم رايع فقتله

فتعجب الروم من أمر ذلك الغلام الذي يقبل على الموت بنفسه ، ومع الفارس الروماني الخامس وبعد أن أنهك الفتي المجهول عندنا المعلوم عند الله، تحققت أمنيته في الشهادة ، فقطع ذلك العلج الرومي رقبته، فطارت رقبة الغلام على الأرض

أستشهد ذلك البطل المجهول ليوصل رسالة أبي عبيدة عامر بن الجراح إلى رسول الله !صلى الله عليه وسلم ولتبدأ فصول ملحمة إنسانية خالدة ما عرفت أرض الشام مثلها من قبل . . . . لقد بدأت معركة اليرموك!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

التاريخ الإسلاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن