يوميات أسود الخولي.. "1" (ليث & سلسبيل) بقلمي/ منى لطفي

67.8K 1.3K 65
                                    


كبير العيلة

يوميات أسود الخولي

الليث وسلسبيل (1)

بقلمي/ (احكي ياشهرزاد) منى لطفي


جلس رجال عائلة الخولي الثلاثة ملتفين حول ركوة النار في ذلك البرد الغليظ حيث يتلفح كل منهم بوشاح صوفي ثقيل، وبينما يرتدي شهاب سترة جلدية لتقيه من البرد كان كلا منه غيث والليث يضع عليه عباءته الصوفية الثقيلة بلونيهما البني والأسود بالترتيب، فيما عمامة الرأس البيضاء تلتف حول رأسيهما بينما يرفع شهاب ياقة سترته الى أعلى لتقي أذنيه من الهواء القارص في تلك الليلة شديدة البرودة..، ولو دققنا النظر في كل منهم نجد علامات التجهّم تعلو الوجوه، وكيف لا وهم ثلاثتهم قد قرروا عقاب زوجاتهم.. واحدة لعنادها الشديد، وأخرى لبرودتها المستفزة والأخيرة... لانصياعها لجنون بنت عمها... زوجة الكبير.. غيث الخولي، ولكن ليكتشفوا أن ما بدأ كعقاب لهن أصبح عقاب لهم أنفسهم حيث حرموا أنفسهم من التمتع بدفء أحضانهن وبدلا من ذلك ألقوا بأنفسهم في حضن ذلك البرد القارس وبدلا من التمتع برؤية تلك الأوجه الفاتنة الحسن كان وجه راجح وصابر الذي يصيب بأزمة قلبية حااااادة!!!!..

كان شهاب أو لمن قطع الصمت الدائر إذ زفر بضيق وهو يميل ليضع كوب الشاي والذي قد امتص منه سخونته بعد أن احتضنه بين يديه فأصبح بارد المذاق جانبا وهتف بحنق:

- يعني وبعدين؟.. مين يقول كدا؟.. رجالة عيلة الخولي كل واحد فيهم سايب بيته في ساعة زي دي؟.. واللي يغيظ أنه ولا واحده منهم فكرت ولو بالغلط تتكلم وتسأل جوزها فين؟..

لم يعقب أيّ من غيث أو الليث على كلماته فناداهما بإلحاح:

- يا هووووو.. أنت يا عمدة أنت وهو، ما حد فيكم يتكلم؟..

الليث ببرود ينافي النار التي اتشعلت في صدره منذ أن وقفت أمامه صغيرته الحبيبة سلسبيله تخبره وبكل صفاقة أنها قد قررت أن تستعين بسلافة في تعلّم مبادئ الحاسب الآلي، وأن سلافة قد أخبرتها أنها لو أظهرت تقدما ملحوظا في دراستها فستقنع غيث بجعلها تساعدها في الاهتمام بأمور الديوان الخاصة بالشئون الأدارية، قال الليث ببرود صقيعي فيما عيناه تشتعلان بنيران حارقة:

- رايد إيه يا وِلد عمي؟.. وايه الحديت الماسخ بتاعك دِه؟.. احنا ما هملناش ابيوتنا، مين اللي جال أكده؟..

شهاب بسخرية:

- ماهملناش بيوتنا؟.. طيب تقدر تقولي احنا سايبين بيوتنا وقاعدين في عز طوبة في التلج دا بالليل بره ليه؟.. إيه بنغير جو؟!!..

الليث بزفرة خانقة:

- ما تحوش خوك يا غيث، مش طالباه خفية دم على آخر الليل يعنيّ!!.

يوميات "اسود الخولي" (كبير العيلة) بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن