يوميات "أسود الخولي" 2 (غيث & سلافة) بقلمي/ منى لطفي

43.3K 1K 36
                                    

كبير العيلة

يوميات أسود الخولي

غيث وسلافة(2)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

نظر شهاب الى غيث بعد انصراف الليث ابن عمهما، وقال له بتفكّه فيما تقوست شفتيه في ابتسامة ساخرة:

- ابن عمك خد في وشّه وقام من غير ما يقول ست الحسن أختنا ضايقته في إيه، يا ترى هتتكلم أنت كمان ولا هتقوم وتروح ابنت عمي اللي شكلها عاملة حاجة طلعت من نافوخك؟!!..

نظر اليه غيث بلا مبالاة قبل أن يقول بغضب بارد:

- لاه وانت الصادج، انت اللي شاكلك ماراتكْ عاملاه فيكي عاملة طالعه امن ودانك ونافوخك إو زُورك كومان!!!!!!!!!..

زفر شهاب بضيق:

- أووف.. متفكرنيش يا غيث إحياة أبوك، أني هطُج من اجنابيّ..

ليضحك غيث ضحكة صغيرة ويجيب:

- طالما رطّنت بالصعيديّ يا وِلْدْ أبويْ يبجى مش عِملة واحدِه..

قاطعه شهاب باختناق:

- وأي عملة يا ابن أبوي، اسكت اسكت..، المهم خلينا فيك أنت... المدام عملت فيك إيه لدرجة أنه اللي يشوفك يجري بعيد عنك بالمشوار؟..

حدجه غيث بنظرة صارمة قبل أن يهتف به وهو ينهض من مكانه:

- تصدّج بالله أنه الليث عنديه حج، أني ماشي....

وانصرف يتابعه شهاب ببلاهة حتى إذا ما غاب غيث عن ناظريه تحدث بوجوم ناظرا أمامه:

- هو كل واحد فيهم كل ما أسأله مراتك عملت فيك إيه يفز يقوم مرة واحدة ليه؟.. هما بنات الخولي عملوا في رجالتها إيه بالظبط؟....

********************

دلف غيث الى طابقه وقد قاربت الساعة الحادية عشر مساءا، ولم يصادف أيّ من جدّيه في الطابق السفلي فلا بد وأنهما في جناحهما الآن ينعمان بنوم هانئ، حيث الشتاء على أشده في هذه الوقت من العام، فـ "طوبة".. من أقسى شهور البرد التي تمر بهم، ليصعد الى طابقه السكني حامدا الله في نفسه أنه لم يصادف أيّا من جديه أو عمه وزوجته فهو ليس في مزاج رائق لتبادل الكلمات المنمقة..

أوصد الباب خلفه واستند اليه زافرا بعمق، قبل أن يواصل سيره اتجاه غرفة النوم، ليقف أمام الباب لهنيهة ثم ما لبث أن بدل رأيه ودلف الى الغرفة الثانية المجاورة لغرفتهما حيث صغيرتهما رهف، ليلج بهدوء الى الداخل، حيث الظلام يسود الغرفة اللهم بصيص نور ضعيف قادم من مصباح صغير في الزاوية،اقترب على مهل من الفراش المكسو بغطاء وردي اللون يحمل صورا لأميرات ديزني، فيما الغرفة بطلائها الوردي اللون وأثاثها ينبأ بأن صاحبة الغرفة طفلة صغيرة قد تخطت عامها الثالث، خاصة بألعابها الملقاة هنا وهناك...

يوميات "اسود الخولي" (كبير العيلة) بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن