صراع توأم الروح

1: موت و حياة...

"واااع...واااع..."

خادمات يتجارين على طول الرواق مرتديات مآزر بيضاء و اثواب سوداء... فرحات سعيدات بالمولود الجديد...

رجل ثائر كالمجنون يدفع الناس على طول الممرّ، ناسيا منزلته العظيمة...

انه الملك الذي اخرج المملكة من مأساة حربها الأهلية بعد حادثة اغتيال الملك السابق ضعيف البنية لعجزه عن ادارة شؤون المملكة، فتجوّز اميرته الجميلة بعد قصة حب طويلة عاشا خلالها النضال في سبيل حب فان...

اجل انه اللورد السابق ساحر النساء، "وورلد إتيرنال" الذي تجاوز المستحيلات و حمل لقبه الشريف بعد تحقيقه الإنتصار لصالح مملكته في حرب دامت قرنا كاملا...

كان يحث الخطى صوب باب ابيض قد زيّنت حوافّه بنقوش ذهبية و مقبض من الذهب الخالص مكلّل بأنفس المجوهرات...

دفع الباب بسرعة و دخل تلك الغرفة البديعة بلونها الدموي القاني و اثاثها الكلاسيكي العتيق و زخاريفها الذهبية البديعة، يتوسطها سرير مخملي مفارشه من الحرير الخالص و وسائده من ريش النعام المنفوش...

و قد استلقت عليه امرأة حسناء بمفاتنها، و كانت شاحبة الوجه متثاقلة الأنفس مما زادها إثارة كما لو كان مشهدا صوره فنان عبقري من خارج هذا الكون...

لكن الملك لم يهتمّ إطلاقا لتلك الشكليات، فسعادته بوريثه الأول تتجاوز المعقول... و ما ٱن أبصر الممرّضة تحمل ملاءة من القطن المنفوش حتى سحبها من بين يديها بكل رفق و لين...

نهضت تلك المرأة خائرة القوى بكلّ بطء تتلمّس اطراف ملاءة صغيرها، ليجلس وورلد ببطء على حافة السريرو يضعه في حضنها، تتأمل جمال صغيرها الأخّاذ، ببشرته شديدة البياض و شفاهه المتورّدة و أنفه الصغير و وجنته اللّينة... افترّ ثغر تلك الملكة كاشفا عن ابتسامة ملائكية، ليجلس زوجها على حافة السرير معانقا عائلته الجميلة...
فجأة، اقتحم شخص ما الغرفة لاهثا، يتبعه اربع جنود محاولين إيقافه...

ليصيح بهم الملك:اتركوه! ألا تعلمون من يكون الشخص الذي تعبثون معه؟! إنّه الأمير المنفيّ... سليل آخر للعائلة المالكة!

بسرعة ابتعدوا عنه خطوات و انحنوا إليه معتذرين، و غادروا بسرعة مرتبكين...

ثم أمر الملك بقية الأطباء و الممرضين بمغادرة الغرفة لبدء نقاش عائليّ...

هدأت الأجواء للحظات، ثم فتحت الملكة فمها كاسرة هذا الصمت، و قالت بصوتها السّاحر: اشتقت لك جويل! لم أرك منذ نفاك أبي لتهمة التّآمر ضدّ الأسرة الحاكمة، لكن الآن صار بالإمكان أن نعيش معا فأنا أدرك صدقك و إخلاصك لإخوتنا!