"١٧-غسان كنفاني (٢)"

216 8 3
                                    

*يا للخاسرين حين يؤلبون على انفسهم الكون بحثاً عن سلوى ! حين يعلقون اقدارهم على مخالب قدر لا يعرفون عنه شيئاً كي يصير بوسعهم ان يتحملوا انفسهم ! 

*إن شراستك كلها إنما هي لإخفاء قلب هش ، لا حدود لهشاشته، ذات يوم ستصل أصابع امرأة ما إليه وستطحنه..وإذ تجيء يومها إليّ سأفهمك وحدي!

*إن أسعدنا هو أبرعنا في التزوير، أكثرنا قدرة على الغوص في بحر الأقنعة.

*" ننسى؟ ذلك مستحيل" ، وأنا  أيضاً  لا أريد أن أنسى . ليس بوسعي أن أطمر الزهرة الوحيدة في عمري هكذا ، لمجرد أنك ذهبت ، وأن أملي في أن ألقاك هو مثل أملي في أن ألقى طفولتي .

*المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل ، وكذلك الرجل في عمر المرأة ، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض ، بذل النسيان والندم راقة فوق راقة

*عشت معك حقيقة عمري. ضعت فيك إلى حد لم أصدق أنه قد تمضين، كان ذلك مثل المستحيل ، ولكنك –ذات صباح غبتِ ، كما لو أن شروقك في جبيني لم يكن!

*إنني أكره ما يذكرني بك ، لأنه ينكأ جراحاً أعرف أن شيئاً لن يرتقها

*تريدين أن تقولي لي أن روعة علاقتنا كانت في أنها لم تكن؟إنني لا أصدق . ولست أريد أن أصدق. إنني لا أقيس جسدي بصيغ التهرب والخذلان ، وأقول لك: اليوم وغداً وإلى الأبد أنك أهنتِ فيّ ما أعتز به أكثر مما كتبت وأكتب وسأكتب.لقد قتلتِ فيّ الرجل لتعبدي وهماً ليس أنا

*دونك أنا في عبث . أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيراً بجريمة لم يرتكبها وهو في طوق المشنقة ، كي يبرر لنفسه نهاية لا يريدها

*إن الانتظار ، فيما بيننا ، حفرة تكبر كلما عمقت أظافرنا اكتشافها ، إننا لا نستطيع أن نردمها بأي شيء فليس في علاقتنا ما نستطيع أن نستغني عنه لنخطو إلى بعضنا فوقه

*يكبر غيابك في صدري بصورة تستعصي على العلاج

* لنجعل من نفسينا معاً شيئاً أكثر بساطة ويسراً ، لنضع ذراعينا معاً ونصنع منهما قوساً بسيطاً فوق التعقيدات التي نعيشها وتستنزفنا .. لنحاول ذلك على الأقل.

*ألا تفهمين أن هذا الذي ينبض داخل قميصي هو رجل شرقي خارج من علبة الظلام ؟ حتماً تعرفين. أنت هائلة في اكتشاف مقتلي لذلك تتهربين مني أحياناً ، لذلك (لا تقولين) ولذلك بالذات تقولين!

*إنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا أطلب حبك ..أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا، أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد

*هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا؟

*ولكنني هذه المرة سأمضي وأنا أعرف أنني أحبك، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها معاً.

*إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، بعد، أن تغيّبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع.

*أنا أعرف منك بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة ، وبأنه سيغير شيئاً من حقيقة الأشياء.

*إن الشروق يذهلني ، رغم الستارة التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل  أمامي – مجرد شرائح....وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معك ، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي . ببساطة لأني أحبك. وأحبك كثيراً يا غادة، وسيُدَمرُ الكثير مني إن أفقدك، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي: تلتهب كلما هبت عليها الريح .

*يا إلهي .. فوقي تعبر كل الاشياء التي أردتها ان تكون لي .. ولكنها لن تكون أبداً

*سوف أحكم بالموت على نفسي لو سمحت لأحدهم بأن يعتبرني مجرد ممر في حياته

* لقد أخطأنا حين اعتبرنا ان الوطن هو الماضي فقط .. فالوطن هو المستقبل

* مرة تقولون ان اخطاءنا تبرر اخطاءكم .. ومرة تقولون ان الظلم لا يصحح بظلم آخر .. تستخدمون المنطق الاول لتبرير وجودكم  كيهود  هنا .. وتستخدمون المنطق الثاني لتتجنبوا العقاب الذي تستحقونه .. ويخيل لي انكم تتمتعود الى اقصى حد بهذه اللعبة الطريفة

*ثمة ارتطام قدري لا يصدق .. وغير قابل للتجاهل .. وهذا الذي يجري اليوم بيننا .. ما هو الا حوار مستحيل اننا حين نقف مع الانسان فذلك شيء لا علاقة له بالدم واللحم وتذاكر الهوية وجوازات السفر

*ان الانسان هو في نهاية الامر قضية

*ان اكبر جريمة يمكن لاي انسان ان يرتكبها .. كائناً من كان .. هي ان يعتقد ولو للحظة ان ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه

*علميه أن الزيف هو جواز المرور الأكثر حسماً، وأن الدنيا هراء يكسب فيها من ينزلق على سطحها

*الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !

*(أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها ...ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك. )

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 03, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اقتباسات | Quotationsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن