Are you Frozen ?

مُقدمة ×~

ألقيتُ ما فِي ظهرِي ويديّ وسطَ الغُرفة الفارِغة ، حَدقتُ بأرجَائِها و جُدرانِها الخَشبية المطلية المزرقّة ، و أرضيّة مُشابِها في اللّون، أزعجنِي كونُها أشبهُ بالصندُوق ، لكن فكّرت أنها سَتغدو أفضل عندما تمتلِئ بالأثَاث ، سَمعتُ أزيز شَاحنة توقفَت أمَام منزلُنا المتواضِع ، ترجلَ منها عُمّال و قامو بإِصدارِ ضجيجٌ عال ، نزلتُ من فورِي آخذةً جولي معي الى الحَديقة الخلفيّة ، تاركةً أبي يتفاهم معهُم ، جَلسنا أنا وهي بهدوء تحتَ ظِلالِ الشّجرة الضّخمة ، أسترخت جولي فوق رجليّ ممددةً قدميهَا القصِيرتين و أغمَضت عينيهَا بإرهاق ، الإنتقال أمرٌ صعبٌ جداً علىٰ طفلةِ في الخَامسة، خاصةً اذا كانت المسافة تبعد اكثرُ من 700 كلم ، لا ألومك جولي ،إنتقالُنا من جونثن أمرٌ صعبٌ علي أيضاً ، من منزلِنا بالأخص ، فهناك كانت ذكرياتي الوحيدة معها ، قبل أن ترحل ، أحسستُ بدمعتي تنساب بحرقة فمسحتها بخفة خائفة من أن تسترِق جّولي النظر اليّ ، أغمضت عيني بألم محاولة النوم أنا ايضاً ، لم ألبث دقيقتان حتى غرقتُ في النّوم ،،، في حُلميَ المُعتاد كُنت دائماً أكون في سيارة أبي الحمراء ، جالسة بجانب جولي و امي أمامي تغني بصوتها العذب ، كنت ارىٰ كل لحظة تمر ببطء ، وأترقب تلك اللحظة التي أسمع فيها أزيزُ سيارة مسرعة و متهورة تصدُم سيارتنا بعنف ، فأغمِضُ عيني و أسدُ آذاني ، الا يكفي ان أرى حتفي مرة واحدة ، هل علي ان أراه كُل ليلة ! ، هل علي؟ ،

، لم يكن ما حلمته الآن شئ من هذا ، كان مريحاً هادئاً ، لم يكن كسائر أحلامي المأسَاوية ، هل هذا يعني أن حياتي قد بدأت من جديد ؟، أتمت اعادة وِلادتي يا تُرىٰ ؟

صَحوتُ علىٰ همسِ ابِي ، و تربِيتِ جّولي برقةٍ علىٰ خدي ، همس ابي بحنَان مُحاولاً عدم ازعاجي "صغيرتي ، لقد انهى العمال ترتيب الاثاث ، هيا لتنامي في غرفتک"

كان هذا سريعاً !، توقعتُ ساعتين بعد ، وقفت بترنُح و حاولتُ تفكيكِ تشنجِ عضلاتي ، نمتُ بشكلٍ خاطئ تماماً ، قلت محاولةً محوَ اي علامةِ تعب علىٰ وجهي -"لا ، لقد اخذت كفايتي لا اشعر بتعبٍ الآن ، سأذهب لاعد شئ نأكله لابدّ و انكما جائعان مثلي" اخفقت في رسم ابتسامة تقطع شك ابي ، و كأنني نسيت كيف ابتسم !

أعدت الغداء أو العشاء ايً يكن ، و جلست برفقة ابي و جّولي نتناوله بهدوء ، من الجيد ان جولي لا تزال نعسة ، نومها في الثامنة مناسب جداً ، اتمنى ان استَطيعَ النوم ايضاً !

××~