~~~
أفقت بكسل و ارهاق ، أشعر و كأن اضلاعي ممزقة ، ورأسي قد فاقني في وزنه ، بالكاد استطعت رفعه عن المخدة ، جلست على حافة السرير ، أدلك رأسي و كتفيّ ، و أحاول تذكر ما حدث قبل نومي ،. . أجل صحيح لقد إستلقيت بجانب جولي ظهراً و ،،،
لحظة جولي !!! ، اين ذهبت ! ، هرعت مهرولة ابحث عنها ، يا الاهي الرحيم اين هي ! ، انها الساعة الثامنة و الربع لقد تأخرت في النوم كثيراً ،، سمعت صوت صراخ صدر من المطبخ ، ذعرت ، يا الهي جولـــي ! صرخت بإسمها ،، دخلت المطبخ وانا لا التقط انفاسي ، لأجدها تلعب بالأواعي و تصرخ ضاحكة ، زفرت بحرارة رغم انعدام الهواء بداخلي ، حمداً لله !
-"مساء الخير صغيرتي ، استيقظتي في الوقت المناسب تماماً للعشاء "
أبي ! لما هو هنا ! ،، لا لا ، انها الثامنة ، لقد قال أنه سيعود عند الثامنة ، آهه لم يكن علي النوم ، تبــاً لي. . و لقد اعد العشاء بنفسه ،،
-"فلو ما بك ، اتشعرين بخطب ما ؟" سألني ابي بقلق ، لقد لاحظ جمودي و انا امسك رأسي و اضغط عليه بشدة ، لقد حسبني أتألم ، في الحقيقة انا أؤنب نفسي لا اكثر .
أجبت -"انا بخير ، لا أصدق انني جعلتك تعد العشاء و انت قد عدت من العمل لتوك ، و جولي...آآآه " توقفت عن التحدث ، ولم يبق لي غير ان اضرب رأسي بدواليب المطبخ حتى يتهشم و اتخلص منه ، رد بابتسامة حنونة مبعداً يدي عن رأسي خوفاً ان تحطمه -"لا بأس عليك صغيرتي ، لست متعباً البتة ، فقط كان علي الجلوس و استقبال المرضى ليس وكأنني ابني ناطحة سحاب او ما شابه ، ثم إن جولي كانت مستلقية تلعب بخصل شعرك و تغني " ،، هذا لم يرحني كثيراً ، من الجيد ان جولي بقيت في الفراش ولم تذهب هنا و هناك ، و لكن اعلم ان ابي يدعي عدم ارهاقه ، اعرفه كما اعرف نفسي ، حاله في التمثيل كحالي تماماً ،،
أثناء العشاء ،، تحدث الي ابي عن الثانوية، قال ان علي تسليم اوراقي قبل ان ينتهي التسجيل ، يا الهي لا اود الذهاب الى الثانوية ، لكن علي ذلك من اجل والدي على الأقل ، اومأت بضيق له وقلت انني سأذهب في الغد ، ثم اكملت طعامي ،،، بعد ان نظفت الصحون ، تركت جولي تلعب بالعابها معي حتى تشعر بالنعاس ، اخرجت صناديق كنت قد حشرتها تحت سريري ، صندوقان متوسطا الحجم ، كان علي ان احزر ايهما يحتوي الكتب و الاوراق المدرسية و ايهما يحوي الصور و الالبومات و الاغراض الأخرى ، فتحت احدهم ، ويالا حسن الحظ ، انه المطلوب ،، بحثت عن اوراقي و شهاداتي و اخرجتها جميعاً ، بقي في الصندوق كتب اشتريتها سابقاً ، اخذتها ورتبتها على الرف المعلق ، من الأقدم قراءة الى الأحدث ، ساعة الصفر لكرستي ، جين آير لتشارلوت ، عصبة الرؤس الحمراء لكونان دويل ، واخيراً روميو و جولييت لشكسبير ، لطالما عشقت امي تلك الأخيرة ، حتى انها اسمت جولي حباً لجولييت ، لقد اهدتني الكتاب قبل عدة ايام من موتها ، لكنني لم افتحه لظني انه تافهه ، هذا الانطباع اخذته من الافلام التي تعرض و المسرحيات التي كنا نمثلها في المدرسة ، ولكن بعد ذهابها اصبح كل شئ بالنسبة لي ،،، تبقى المزيد من الكتب ، سأرصها بعد ان اكمل قراءة التي على الرف ،، أدخلت الصندوقين مكانهما و وضعت الاوراق على المكتبة حتى اراها امامي ولا اضر للبحث ،، لاحظت فجأةً ان جولي توقفت عن اصدار الأصوات ، فلتفتت لأتفقدها ، الصغيرة كانت متكأةً على طرف السرير نائمة بعمق ، رفعتها عن الأرض بهدوء ، ثم ذهبت الى غرفتها و وضعتها على السرير بحرص ، اطفأت الأنوار و اشعلت اضواءً خافتة حتى لا تفزع الجبانة من الظلمة ، اغلقت الباب بحذر و عدت الى غرفتي ،، كنت اعلم انني لن انام الان ولا لاحقاً ، لذا تناولت رواية جين آير وشرعت بقراءته ،، استوقفتني ورقة في منتصف الصفحة ، لما كل هذه الأوراق يا فلونــا !!
أنت تقرأ
Are you Frozen ?
Ficção Adolescenteهاري/ هل أنت متجمدة ؟ حسناً ساذيب جليدك .. ،، فلونا ، فتاة تجمد قلبها و حبست نفسها داخل عالمها الحزين ، دائماً ما تكتب عن من يخرجها منه ، وعندما اتى أبت الخروج . هل سينجح هاري في مهمته بإنقاذ بشرية من الوقوع على هاوية الوحدة ؟