نهاية بطلا شجاع

492 8 0
                                    

***في البداية ستخبرك أنها راضية بك على ما انت عليه من فقر وبؤس ،راضية تماما عن اضطراباتك وشخصيتك الغريبة ، ..ستقنعك أنها مهووسة بتفاصيلك وبعمقك الذي لا حد له، إن هذا الجانب من الغموض هو ما يشدها إليك ..هو ما يستفزها لمعرفتك أكثر .. تريد تعريتك واكتشاف ما بداخلك، ماذا يوجد خلف هذه الملامح الشاحبة ،أي رجل يسكن هذه الخرابة !!
إنه فضول من نوع آخر قد يجعل الشخص يضحي بنصف عمره لإشباع فضوله وجوع نفسه،ستتمكن منك بطريقة أو بأخرى ، ستصدقها طبعا ،من ذا الذي يرفض امرأة جميلة مثقفة تجيد العبث بالمشاعر واستنطاق الشخص الأخرس الذي بداخلك !
بينما هي تحدثك برقة وترغمك على البوح ستدوس على ظلك وروحك دون أن تشعر بذلك، أنت الآن شبه مخدر، قد تقوم بكل الحماقات التي لم تتخيل يوما أنك ستقترفها ، ستجد نفسك تتحول لاإراديا إلى شخص لطالما كرهت أن تكونه ..
في نهاية الأمر ثق أنها ستمل منك ، لا حاجة لها بك الآن ! لم تعد تغريها البتة ، لأنها لم تحبك أساسا بل أحبت الجانب المظلم فيك وحين أحرقت فضولها بداخلك عرفت أنك مزدحم بالفراغ ..!
حينها فقط ستشعر أنك خدعت ! سيتجسد تمثال غباءك ويجلس بجانبك ..تتبادلان الشتائم لوقت طويل ...لوقت طويل جدا..

***أريد السفر ... أريد زيارة جبال التبت و التقاط سلفي مع راهب ... و ركوب الأمواج في هاواي ... و تدخين الماريخوانا النقية في بلاد الجامايك ... و أختلي بنفسي في عشاء رومنسي تحت برج إيفل ... و أتبول على حائط البيت الأبيض و الأكل حتى التخمة من الدونات ... و أكتب إسمي على حائط الكريملن في روسيا ... و أعلم يابانيا الشتم بالعربية ... و أنام وحدي داخل مقابر الفراعنة في مصر ... و أمر على الجزائر فأخطف طائرة و أملؤها ببراميل الكيمياوي و أطير فوق تونس و على أغنية بيتهوفن المفضلة أشعل سيجارة و أخرج رأسي من النافذة و أقصف تونس بالكيمياوي و أحلق حتى ينفذ مني الوقود فأكسر حبة السيانيد في ضرسي و أموت ببسمة تحتل وجهي ..

***صدقني يا صاح ستندم أشد ندم على كل لحظة صراحة غبية كشفت فيها نقاط ضعفك وقوتك .. على لحظة أزحت فيها قناعك لأحدهم .. على كل لحظات ضحكت فيها بشدة وظننتك سعيدًاا .. على كل الوعود الغبية والأحلام الوردية السخيفة .. ستندم جدًا وستشتاق لنفسك القديمة البائسة ، لكن هيهات لن يجدي الندم .. تحشالك ولعمال على ربي ...

***سأكتبها و أهرب ...لست مثال رائع يقتدي به الأشخاص ... أو رواية يقرأها عاشق ...لست حبيب تغيض به حبيبة صديقتها ... أو إنجاز مذهل يتداولونه على نشرات الأخبار و البلاتوات التي تنبع جهلا و تطورا غبيا و حضارة بكماء في بلادي الجميلة التي تكتسح شوارعها مكتبات عريقة و دور سينما ثرية بلا أسماء ...
لست فيدال كاسترو أو شي غيفارا ... لست صدام حسين ... لست توباك ولا نجيب محفوظ أو سارتر و لا صامويل بيكيت... لست صلاح الدين الأيوبي و لا إبن الوليد ... لست أم كلثوم و لا حليم ... لست جوني ديب و لا ستالون سيلفستر ... ولا آلباتشينو و لا إسكوبار ... لا إبن خلدون و لا الجاحظ ...أنا في زاوية غير مرئية تقع في جزء صغير من هباءة أخرى لكنها مرئية ... انا #رجل اكل الغبار احلامه ......

في طريقي الى جهنم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن