وقفت تنتظره بلهفة بعد أن خرجت برفقة ألآف من المنتظرين عودة احبتهم لم يكن فوزهم بالحرب مهما بالنسبة لهم بقدر رؤيتهم فرسانها
ومنشودها كان فارس الفرسان، أشجع الشجعان، أسد الصحراء كما يلقبه الجميع، قائد الجيش أسد من حماة البلد، دماء الوطنية تجري بعروقه أحب بلده و كان فداء له مراراً... اولهم في الكر وآخرهم في الفر لا يهاب إلا الله ولا يخشى الموت ما دام به نبض
كابوس الطغاة، آفات غرزت مخالبهم في فؤاد بلاده لتتحرك نزعته الغيورة التي تأبى أن تتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرض بلادهأسدها هي ... الحنون المحب اللطيف الذي يجن جنونه لنظرة منها، و يفقد قلبه بابتسامة ثغرها
وقفت و حجابها يرفرف ليرتطم بطرف وجهها و بفستانها المحتشم و وجهها المشرق، كانت كاملة وما الكمال إلا لله ... لعيون كالحور سوداء زادتها خطوط كحلها فتنة، حواجب عريضة سوداء ظللت عينيها مع رموش كثيفة تتلوى بغنج ليكتمل جمالها بانف دقيق وشفتين بلون ورد الجوري
أبتسامة متمردة شقت طريقها الى محياها وهي تنظر لوجه ليثها الصغير الذي احتضنته ذراعيها الى صدرها، لقد اعتاد ان يقول "ليث هو الاسم الذي يناسب أبن الأسد"
اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تتذكر لقاءهم الاول و إصراره على أن تصبح زوجته
flash back
قبل خمس سنوات، خرجت من الجامعة كانت فتاة مجتهدة في دراستها، تدرس الطب و دائما تردد أنها ستصبح طبيبة لتعالج حماة الوطن و الذين يحاربون الغزاة
مشت بين الازقة الضيقة بعجل، فاقدة للأمان بعد أن دنس الأجانب صفاء بلدها و شهامة شبابه
أعترض طريقها شابين من الأجانب و تحديداً من عناصر الغزاة الذي قسموا بلدها ,تفاجأت بوجودهم بعيداً عن حدودهم الا يخافون من جيش المقاومة التي تقع المنطقة تحت حمايتها ؟
تشبثت بحجابها وهي ترشفهم بنظرات متحدية واثقة، لا تنكر أن عقلها يبث خوفاً في جسمها بافكاره المسممة ولكن قلبها كان واثقاً متيقناً أن الله معها ولن يمسها سوء
أقتربت يده من حجابها وهو يتمتم بإنقليزيته الركيكة " لنرى ما يخفيه هذا القماش الرديء واللباس المبتذل"
أبتسمت بفخر عندما توقفت يده في منتصف الطريق اليها، وقد ظهرت ملامح الألام على وجهه بوضوح بينما كانت تستمع الى صوت عظامه التي تتحطم
لم تجرأ على الالتفات لرؤية الواقف خلفها وكأنه قد سمع أفكارها ليتقدم وهو ما يزال يقبض على أصابعه "اسمه حجاب ذلك القماش الرديء، هو حياء نساءنا، هو نقاء وعفة بناتنا، هو فرض من الله وهو ما يميزنا" هتف بفخر و صوته الاجش يتغلل الى مسامعها
نظرت له بطرف عينيها، لترى ملاك على هيئة رجل، عيون سوداء وشعر اسود يرجعه للخلف لتتمرد خصلات على جبينه من شدة نعومته، ذقن بالكاد يظهر اما جسده فهو قصة ألف ليلة وليلة ببشرته الحنطية و عرض منكبيه الذي يظهر مدى ظئالتها مقارنة بمنحنيات جسده كعارضي الازياء يمتاز عليهم بكتل من العضلات التي تصرخ من تحت قميصه الابيض
أنت تقرأ
كيف ابكيه وقلبي ينبض باسمه
General Fictionعشق تجاوز حدود عشقها عشق ارض حبى فوق حبات ترابها ليغدو رجلا ولا كل الرجال عشقها ولكن عشق وطنه اكثر