حدقت رماديتاهُ عبرَ نافذةِ غُرفته في أرجاءِ حديقة ِ المشفى ،هنالك من جاء لزيارةِ شخصٍ عزِيزٌ على قلبه و هنالك من يبكي حُزناً على فِراق من يُحِب ، إبتعد عن النافذة و أمسك قلمهُ و كُراستهُ المُهترى ثُمَّ أغمض عيناه بهدوء فبدأ بتحريك يديه لِـ رسم طيفِ أحلامِهِ الذي أصبح يُراوِدُه بين ليلةٍ و أُخرى.
حلَّ اللَيل و السَاعةُ الآن العاشرةُ و النصف ، هوى بجسده النحيل على سريرهِ الطبي فتناثَرَت خُصلاتُ شعرهِ السوداء على وِسادَتِهِ ، ههسَ لِـ نفسِهِ مِثلَّ كُلِّ ليلة "أحلامٌ سعيدة يا آستيل.." لمْ تمُر ثواني إذ هو غارقٌ في أرضِ الأحلام.
...................
خُصُلاتُها البنية المحترقة كجذع الأشجار تراقصت مع ألحانِ الناي الذي عانق شفتيها الكرزية عازِفةً عليه ، بشرتُها البيضاء مُشربة ببعض الحُمرة الخفيفة التي زينت وجنتيها ، مرت فترة أيقنَ فيها بأنها لوحةٌ فنيةٌ مُتكاملة لا ينقُصُها شيء .فتحت ياقوتتيها القرمزية كـ لونِ فُستانها إلتفتت إليه بعد أن أبعدت الناي عن شفتيها فإرتسمت إبتسامة صغيرة عليهما ، هي لا تراه أو تسمعهُ إنما تشعُرُ بنورٍ رماديٍ خافِت عُبُست فور ملاحظتِها أن نورهُ أصبحَ باهتاً أكثر من قبل ، أمالت رأسها فسألت بنبرةٍ قد ظهرَ عليها الحزن "أيُها النجم ، أرجوك لا تفقِد الأمل" لم يُجيبها فهي لن تسمعه ، نهضت من مكانها و إقتربت منه "أيُها النجم كون قوياً، أنا أرجوك!!" إنهمرت دموعها عند أخر جملتها ، نظرت إلى النور الرمادي و إبتسمت لـ تُلوح لها "أيُها النجم ، سوف أزورُكَ مرة أُخرى إنتظرني" هبت ريح قوية بعض الشيء فتختفي الفتاة و يحُلَ مكانها بتلات زهرةُ الكرز ثم يختفي كُلُّ شيء
....................فتحَ رماديتاهُ بعد حُلمِه ، الصمت مايُحيط بهِ فالفجر لم يبزُغ بعد ، رفع نظرهُ للكُرسي المتحرك بجانبه الأيسر و تنهد قائلاً "الحياة غير عادلة فعلاً..." لقد فقد كُلَّ ذرةِ أمل بأن يأتي من يتقبلُهُ ، يُحِبُ حروقهُ التي تملئ جسده ولا يُشعِرهُ بأنهُ عبء ثقبل جداً ، فهو لم يختر عدم مقدِرَتِهِ على المشي .
توقَفَ عن التذمر الذي لا جدوى منه ، حتى و لو صرخَ إلى أن تمزقت أحبالهُ الصوتية أو بكاء دماً فسوف يتم تجاهُلهُ تماماً كأنهُ مُجرد حصى بطريقٍ ما.
أغمض رماديتاهُ مانعاً دُموعهُ من النزول ، طول تلك السنوات تماسك و حاول لكن جميعُ مافعلهُ تبعثر عندما إنهمرت دُموعهُ التي هزت قلبهُ الذي تحمل و كتم غضبهُ و حزنهُ ، صرخ بيأس لعلهُ يرتاح .
توقف عن الصراخ حينما إلتقطت أُذنها لحنً جذب حواسهُ كُلِها ، بدَ اللحنُ مألوف بالنسبة له غرق في تفكيرهِ بينما إقتربت منهُ فتمسح دموعهُ برقة مع إبتسامتها المحفورة بذهنهِ ، إجتاحهُ شعور حلو لا يعرفهُ ، رماديتاهُ لا تُفارق قزمِزيتها .
أمسكت وجههُ بين يديها بلُطف بنفس إبتسامتها أمالت رأسها للجانب "ألم أقول لك أن تبقى قوياً يا آستيل" همس رَداً عليها "أنا آسف" ، إحتضنته بقوة و تقول " أيُها النجم الباهت أنت بين يدي الآن لا تخف أو تحزن ، بل إبتسم و تفاءل حتى تُنير بقوة مجبراً العالم على رؤيتك" كلِماتُها جعلت من رماديتاهُ تلمعان من جديد و قلبهُ ينبض بالحياة ، إبتسم بسعادة و حُب فقال "شُكراً لكِ سيلين"
.........رُغم أنها كان مجرد حُلم عابر فأنا لم أنساه ولو للحظة ، فكيف لي أن أنسى من جعل مني نجماً مُنيراً في السماء .
حتى و إن كانت طيفً أو وهماً 'سيلين' علمتني أن أبقى قوياً حتى مماتي|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السلام عليكم...
أول ون شوت لي أحس إنه إختبار 🗿💔المهم..
-رأيك الصادق الصدُق بالون شوت🌸-شعورك في البداية و النهاية🌿
أي إنتقاد أتقبلهُ برحابةِ صدر💕
JaaJoo678||تم و الحمدلله||
أنت تقرأ
بين يدي || One Shot||
Short Story"إذ كُنتَ نجماً ساقطاً من السمَاءِ ،فأنا سأُمسِكُّ بيدي رُغمَ حَرارتِك." بقلم ،،ram_chan،، كُتِبت في 16/نوفمبر/2017 وتم الإنتهاء منها في 20/نوفمبر/2017 مشتركة بمسابقة للمتعة فقط🔥