انها الثانية عشر اذا هى على وشك القدوم الى غرفتى اعتدت على وجودها تقريبا لم تعد تخيفنى كما فى السابق اعتدت على النوم بينما هى تراقبنى لم تعد ترعبنى نظراتها ولا همساتها التى تشبه فحيح الافاعى وهى تهمس فى اذنى بكلمة واحدة لا اعرف ما الذى تعنيه بها حقيقة ايضا لا اعرف ما الذى تريده من زيارتها الليلية هذه كل يوم الى غرفتى تقف قرب خزانة ملابسى فى ذلك الركن المظلم والبعيد من الغرفة .
صدقا لم احاول يوما ان انير الغرفة لاراها جيدا ولا اعرف السبب هل هو خوفى من ان تهاجمنى اذا ما تحركت ام خوفى من رؤيتها بالكامل ام لانى لا اريدها ان تغادر فانا اعرف جيدا انها ستختفى على الفور لذلك اكتفيت بما يمكننى رؤيته من خلال ضوء القمر الذى يدخل عبر زجاج نافذتى و يسقط على جزء صغير من الجهة اليسرى من وجهها و شعرها وهذا الجزء الذى اراه كاف لمعرفة مدى بشاعتها لا ارى فى عينها سوى الظلام و الظلام فقط حفرة سوداء هذا يجعلنى اتساءل ما هو شكل عينها الاخرى التى لم ارها يوما هل هى حفرة اخرى مظلمة , لا افكر ابدا فى النهوض من سريرى و الذهاب الى حيث تقف لاستكشف ما لا استطع رؤيته منها بسبب الظلام اذا فخوفى هو الذى يتحكم بى ويمنعنى من الاقدام على فعل اى شىء طوال ساعات بقاءها اى طوال الليل , بمجرد ان اغلق عينى واغفو اسمع صوتها فى اذنى واشعر بانفاسها الساخنة كأن الجحيم موجود بداخلها فتنفث اللهب فى وجهى كلما همست الى قائلة كلمتها المعهودة "هَوْنًا" , اعود فافتح عينى لاجدها كما هى واقفة فى الركن البعيد كيف حدث هذا كيف و متى اقتربت منى ثم عادت وابتعدت هكذا مرة اخرى و بهذه السرعة , اذكر اول مرة رأيتها اذكر كل تفاصيل تلك الليلة جيدا واحداثها التى وقعت بعد ان انتقلنا الى بيتنا هذا مباشرة اجل كانت اول ليلة لى فى هذه الغرفة , وقتها اغمضت عينى لانام فشعرت فجأة بهواء ساخن يلفح وجهى اقشعر جسدى حتى شعرى احسست به يقف ماذا هناك ما الذى يحدث هكذا سألت نفسى لكن لم اتمكن من اخراج اى صوت من حنجرتى كذلك لم استطع التحرك و كاننى اصبت بالشلل ادركت الامر بعد لحظات لقد سمعت عن هذه الاعراض من قبل انها تسبق ظهورهم اذا فاحدهم قادم لزيارتى من العالم الاخر استسلمت و توقفت عن محاولة الصراخ وطلب النجدة او محاولة التحرك والقيام من السرير فقط بقيت مستلقيا اراقب ما يحدث تلفت هنا وهناك لا اعرف فى اى جزء من الغرفة سوف اراه الى ان اهتزت الغرفة و اخذت ارضها تصدر صوتها عال تزلزلت الارض و تشققت بالتحديد فى ذلك الركن المظلم بجوار الخزانة وشيئا فشيئا خرجت ضيفتى من تحت الارض وكانها نبتة اخذت تنمو بسرعة امام عينى الى ان خرج جسدها بالكامل بعدها عادت الارض كما كانت لا اثر لاى شقوق فيها , بقيت واقفة هناك تنظر فقط و هذا ما تفعله كل ليلة تتأملنى طوال الليل و تنتظر ان اغفو حتى تهمس فى اذنى بكلمتها الواحدة و تعود لتقف فى ركنها المظلم مرة اخرى حتى الفجر و عندما يحين موعد عودتها الى الجحيم الذى تاتى منه تنشق الارض مرة اخرى لتبتلعها ثم يختفى كل شىء , لا ثر يبقى لها , ماذا اذا اردت اخبار احدهم عنها ما الذى سيقوله فانا لا املك اى دليل بالتاكيد سيقال انى جننت هذا بالاضافة الى سماع التفسيرات التى لا تعنى شيئا سوى انى غبية اولها ربما كنت تحلم !! وهل انا غبي لهذه الدرجة فلا اعرف كيف افرق بين الحلم و الواقع ؟ ربما تتخيل , انها مجرد اوهام , هلوسات كلها تفسيرات يعتقد اصحابها انها عقلانية اما انا فلا , قررت ان اتصرف ولكن بحذر بحثت عن تاريخ المنزل فمن كان يسكن قبلنا اقرباء لنا سوف اسألهم لماذا غادروا و هل للبيت تاريخ و ماض مخيف اذا سال احدهم لما اطرح مثل هذه الاسئلة اقول لهم اننى فضولي لا اكثر , بحثت هنا و هناك سألت هذا وذاك لم اترك شىء لم افعله لاصل الى حقيقة ما يحدث معى ,ذهبت الى منزل قريبنا المالك السابق لمنزلنا و هو رجل كبير فى السن كنت اقول له "جدى" ادرك الامر بمجرد ان طرحت اول سؤال
- "لما تركتم المنزل" ؟
أنت تقرأ
سيمفونيه العاصفه [ون شوت]
Truyện Ngắnون شوت (قصه قصيره) مشتركه بيني و بين رام المركز 163🌹.... 5/12/2017