○
●
○متجر الألعاب هو المكان الخيالي، فيه حُلم كل طفل هناك. بينما الأولاد يتوجهون عند رفوف السيارات السريعة، تتوجه الفتيات عند رفوف الدمى الجميلة لينتقون ما يحبونه من الألعاب و يأخذونها لبيوتهم الجديدة.
في كل يوم ترحل ألعاب قديمة و تأتي ألعاب جديدة في انتظار صديق و لكن في هذا المحل تبقى دمية واحدة تنتظر على الرف بشوق و صبر بصديقة جديدة تأخذها لبيتها و لو كان حلمها بهذا الأمر هو مستحيل و لو فالأحلام الجميلة تكون جميلة لأنها قد تكون مستحيلة و لدمية قماش لا يد لها و لا قدم، مرتدية فستانها المهترئ المليء بالأقمشة من كافة الأشكال و زر أسود لامع يأخذ مكان عين واحدة لتدمع عندما تلمح نفور الأطفال منها الأطفال .
مرت سنوات عديدة و لا زال الغبار عليها من بين كل فترة لأخرى صاحب المحل ينظف الدمى إلا هي بعذر أنها قديمة و لا فائدة منها، لذلك فإن الدمية تفكر في كل يوم لماذا لا أحد يريدني؟ لتضحك عليها كل الدمى الجميلة و الراحلة بشناعة و استهزاء فمن يريد دمية قديمة مصنوعة من قماش؟
لماذا؟ أليست دمية كباقي الدمى و لو كانت قبيحة أو قديمة ؟ أفليس من العدل أن تحصل على من يحبها كما يحبون الناس الدمى الجميلة و الجديدة؟ بهذه الأفكار ينتهي يوم دمية واحدة على الرف، تفكر بتفكير شاق و تبكي بكاء لن يسمعه أحد من فمها المغلق بالخيط الأسود.
مدة طويلة انتظرت و تمر الفصول سنويا و البشر المارين فقط ينظرون و يبتعدون بسرعة كأنما هي لعنة سيئة و غير محظوظة فقط تجلب التعاسة و الحزن، إلى أن أتى يوم في فصل الصيف و كالعادة كانت الدمية على الرف تنتظر و تنتظر و الشمس المارة من نافذة العرض تصنع ألوان ذهبية عليها .
توقفت عن الإنتظار عندما نظرت أليها فتاة صغيرة في السن باستغراب لتتكلم
- ألست وحيدة؟ لماذا أنتِ على الرف بدون بقية الدمى؟
فرحت الدمية و وقع رأسها على كتفها يا ترى هل هذه هي صديقتها الجديدة، التي ستتكلم معها و تسعدها؟
بدأت تشعر بالأمل عندما ابتسمت الطفلة بطيبة و قالت بكل برائتها
-لا أحد يريد أن يشعر بالحزن حتى و لو كان دمية.
ركضت الطفلة بعد قولها هذا ثم سمعت الدمية ندائها لأمها لأنها حصلت على الدمية المثالية، بعد مدة لا تتجاوز الدقائق أتت الطفلة و يدها بيد أمها لتهلع بالإشارة على دمية القماش. كأنها تخاف أن يصل إليها صديق غيرها
-هذه هذه..!!
صرخت بكل فرحتها بينما تغلغلت ملامح عدم الرضى على وجه الأم لتسحب يد ابنتها و تنظر للدمية بكل كره و لم تكفي نظرات الكره بل زادتها بكلمات مؤلمة كإبرة الخياطة.
أنت تقرأ
دُمية على الرفّ
Short Storyدمية قماش وحيدة في محل الألعاب بدون صديق، هل سيأتي صديق ليُسعدها أم ستبقى الدمية الوحيدة على الرف؟ ........