دُمية على الرف

36 2 1
                                    



متجر الألعاب هو المكان الخيالي، فيه حُلم كل طفل هناك. بينما الأولاد يتوجهون عند رفوف السيارات السريعة، تتوجه الفتيات عند رفوف الدمى الجميلة لينتقون ما يحبونه من الألعاب و يأخذونها لبيوتهم الجديدة.

في كل يوم ترحل ألعاب قديمة و تأتي ألعاب جديدة في انتظار صديق و لكن في هذا المحل تبقى دمية واحدة تنتظر على الرف بشوق و صبر بصديقة جديدة تأخذها لبيتها و لو كان حلمها بهذا الأمر هو مستحيل و لو فالأحلام الجميلة تكون جميلة لأنها قد تكون مستحيلة و لدمية قماش لا يد لها و لا قدم، مرتدية فستانها المهترئ المليء بالأقمشة من كافة الأشكال و زر أسود لامع يأخذ مكان عين واحدة لتدمع عندما تلمح نفور الأطفال منها الأطفال .

مرت سنوات عديدة و لا زال الغبار عليها من بين كل فترة لأخرى صاحب المحل ينظف الدمى إلا هي بعذر أنها قديمة و لا فائدة منها، لذلك فإن الدمية تفكر في كل يوم لماذا لا أحد يريدني؟ لتضحك عليها كل الدمى الجميلة و الراحلة بشناعة و استهزاء فمن يريد دمية قديمة مصنوعة من قماش؟

لماذا؟ أليست دمية كباقي الدمى و لو كانت قبيحة أو قديمة ؟ أفليس من العدل أن تحصل على من يحبها كما يحبون الناس الدمى الجميلة و الجديدة؟ بهذه الأفكار ينتهي يوم دمية واحدة على الرف، تفكر بتفكير شاق و تبكي بكاء لن يسمعه أحد من فمها المغلق بالخيط الأسود.

مدة طويلة انتظرت و تمر الفصول سنويا و البشر المارين فقط ينظرون و يبتعدون بسرعة كأنما هي لعنة سيئة و غير محظوظة فقط تجلب التعاسة و الحزن، إلى أن أتى يوم في فصل الصيف و كالعادة كانت الدمية على الرف تنتظر و تنتظر و الشمس المارة من نافذة العرض تصنع ألوان ذهبية عليها .

توقفت عن الإنتظار عندما نظرت أليها فتاة صغيرة في السن باستغراب لتتكلم

- ألست وحيدة؟ لماذا أنتِ على الرف بدون بقية الدمى؟

فرحت الدمية و وقع رأسها على كتفها يا ترى هل هذه هي صديقتها الجديدة، التي ستتكلم معها و تسعدها؟

بدأت تشعر بالأمل عندما ابتسمت الطفلة بطيبة و قالت بكل برائتها

-لا أحد يريد أن يشعر بالحزن حتى و لو كان دمية.

ركضت الطفلة بعد قولها هذا ثم سمعت الدمية ندائها  لأمها لأنها حصلت على الدمية المثالية، بعد مدة لا تتجاوز الدقائق أتت الطفلة و يدها بيد أمها لتهلع بالإشارة على دمية القماش. كأنها تخاف أن يصل إليها صديق غيرها

-هذه هذه..!!

صرخت بكل فرحتها بينما تغلغلت ملامح عدم الرضى على وجه الأم لتسحب يد ابنتها و تنظر للدمية بكل كره و لم تكفي نظرات الكره بل زادتها بكلمات مؤلمة كإبرة الخياطة.

دُمية على الرفّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن