قصة واحدة لكن أبطالها كثر
لا تزال ضحايا الهاتف.. تُذكر أخبارهن.. وتُدون مآسيهن.. فمتى ستكون الأخت المسلمة على وعي بأساليب السفهاء وقد كشفت حِيَلهُنْ.. وإلى متى ستظل الشهوة تستعبد النفوس.. وتخرب البيوت!
وإليك أختي قصة تقريبية تتكرر أدوارها.. ويختلف أبطالها ومكانها وزمانها لكن قالبها واحد يتكون من فصول ثلاثة: فالضحية هي: الفتاة ودافعها الشهوة أو الرغبة في الزواج.
والمضحي : السفيه المعاكس ودافعه المبطن هتك الأعراض
والظاهر: التعارف والزواج.
الأسلوب: المعاكسات.
وإليك تفاصيل الأحداث:
«لم يبخل أهلها عليها بشيء ما، بل إنهم يغدقون عليها المال طلبا لسعادتها، لكنها كانت – كأي فتاة – تطمح للاقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة.. وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينه، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الاحتيال عليها وفي تجاذب أطراف الكلام معها أطار السهاد عن عينيها، كانت تتمتم في الكلام؛ لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال ثم أغلق سماعة الهاتف!! هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها..
وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه.. وبدأ يُمَنِّيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه.. ثم ماذا»!
أريد أن أرى وجهك!! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص.. لكن لم تتقدم لخطبتي ولم.. ولم.. وأخاف.. ويمكن، بهذه العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة.. لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين، ثم يغلق السماعة.. كانت الفتاة قد تعلقت به، وظنت أن أملها تلاشى فحزنت لأنها لم تجب طلبه.
وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب «صديقها» لتلبي رغبته، ولكن من وراء نافذة المنزل، ولم يمانع ذلك المتلصص، لأنه قد أعد «طعما» آخر يصطادها به... فلما حقق مطلبه، طالبها بالخروج معه، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه؟!.. ثم يبحث عن شريكة صادقة.. وجريئة.. لحياته غيرها، هكذا يتبجح.. ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها.. تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية.. نعم إلى الهاوية.. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. ضاعت الفتاة.. ضاع الشرف.. وتركها ملوثة بعارها!! [فتى الأحلام – سعاد محمد فرح ص11].
أنت تقرأ
قصص يتفتق من حروفها الألم [قصص للفتيات]
Spiritualقصص يتفتق من حروفها الألم [ قصص للفتيات ]: هذه الورقات تحتوي على قصصٍ واقعيةٍ، نهايتها مُؤلِمة، ودروسُها مُحزِنة، لكن تحكي ما فيها من آلامٍ وأحزانٍ لتُلامِس فيكِ حسَّ اليقَظة والفِطنة، والتذكُّر والتعقُّل حتى تكون الفتاة على بيِّنةٍ من طريقِها. ومأس...