كانا يمشيان كُلٌّ منهما بمُحاذاةِ الأخر، بهدوءٍ وصمتٍ لم يتكلم أحدهما بشيء فَرُبما لِصوتِ أنفاسهم حديثٌ أخر.
حتى تحركت يد يونغي اليُسرى لِتلتقط خاصتها بين كفه بِحركةٍ سريعة، رفعت رأسها ونظرت لهُ بإبتسامة صغيرة ثُم شدّت بيدها بين خاصته لأنها شعرت بها ترتجف بخفه، مُتوترًا!
"ما رأيك أن نجلس هُنا لبعض الوقت؟" سألت بعد فترة مُشيرةً على إحدى المقاعد الموجودة في الحديقة لِيومىء بصمت.
جلسا لينطق هو بعدما أخذ نفسًا "شُكرًا لأنكِ وافقتي" بتوتر صغير نطق، الأمر ليس فقط لأنهُ خجول بعض الشيء وإنما لشعوره بالغرابة؛ لأول مرةً يخرجُ برفقة أحدهم بإستثناء زُملاء العمل.
إلتفتت لهُ وإبتسمت بخفه "لا داعي لأن تشكرني، سَأكون مُتواجدة حولك متى ما أردت"
"اوه شُكرًا" همس واضعًا معصمه خلف رقبته عابثًا بِخصلات شعره الخلفية بتوتر؛ سماعِ ذلكَ جعل قلبه يخفق ومشاعر غريبة تحوّم حوله.
'هي الأولى التي أخبرتني بهذا رُغم أننا لا نعرفُ بعضنا البعض'
"هل يمكنني سُؤالكِ شيئًا ما؟ لا تُجيبي إن لم تستطيعي" قال لتُجيب بـ نعم.
"لِمَ تُخفين هويتك؟"
تنهدت بِعُمق لتنظر للسماء، رفعت يدها لترى ذلك النور الخفيف يتسلل بين فراغات أصابعها "الشمس سَتغرب قريبًا.." ألقت نظرة عليه لتجدهُ هو الأخر يُبادلها النظرة.
"أريد العيش بحرية، أريد الخروج هكذا وأستمتع، أريد أن أواعد وأقع بالحُب أيضًا دون أن يعرف أحد، أريد الذهاب إلى البقالة والتسوق براحة، شيء كهذا"
إبتسمت بوجهه كالعادة لكن يونغي لا يعلم لِمَ شعر بأن هذه الإبتسامة ليست صادقة كما السابقات.فتح فاهُ؛ يبدو أنه أراد قول شيءٍ ما لكنها تنهدت مجددًا وعبث بأصابعها بهدوء قائلة بنبرة خاوية
"لا أريد سماع هذا 'أين عائلتك؟' 'كيف فارقوا الحياة؟' لا أريد أن يتم سؤالي أشياء كهذه، لا أريد تذكر كيف غادروني أمام عيني، كيف أنهم قُتلوا أمامي" مسحت وجنتيها سريعًا قبل أن تُمطر عيناها أكثر ثم أكملت بإبتسامة "أنكِ الوحيد من يعلم بهذا الشيء"يونغي لم يسعه قول شيءٍ سوى أنهُ كان مصدومًا لكنه نطق بعدها "لكن أنا غريب، أعني مازلنا لا نعرفُ بعضنا جديًا لكنك أخبرتني بهذا الأمر؟"
قهقهت بخفه ومن ثُم إستقامت "لا يُهم إن كانت معرفتي بكَ قوية، لا يُهم إن عرفتك الأن، لا يُهم إن عرفتك غدًا، ولا يُهم إن عرفتك بالأمس، لكني أعرف أنكَ من أريد إخباره"
إلتفت لتجده جالسًا على المقعد ويُحدّق بها مُستغربًا، ضحكت وإقتربت لتُمسك بيده تحثه على النهوض معها "هيا لنُغادر الشمس غرُبت"
"أجل لنعد" نطق بهدوء ثم عادا للمنزل بصمت حتى همس "أنتِ تُحبين الألوان كثيرًا، لاعجب في هذا"
قهقهت ونظرت له "ليس كل من أحب الألوان تُمثله السعادة رُبما لنُخفي بها شيئًا سيئًا وأحيانًا لنُوهم نفسنا بأشياء أخرى"
"رُبما" نطق بعد أن هربت تنهيدة طويلة منه،
"لهذا أكره اللون الأسود إنه يُذكرني بالكثير من الأشياء السيئة"تمتمت بصوتٍ خافت لكنه إكتفى بِالصمت حتى وصلا لِلمنزل، وذهب كُلٌ منها إلى بيته بعدما ودعا بعضهم بإبتسامة.
يونغي عَلِمَ الكثير عنها هذا اليوم وأيضًا قد أفصح عن نفسه أكثر ولأول مرة أمام شخصٍ ما ، يونغي أثبتَ لنفسه نهاية هذا اليوم أنه واقع في حُبها بِالفعل منذُ الرسالة الأولى.
أنت تقرأ
Black | أسود
القصة القصيرة" مين يونغي، لمَ تستمر بِإرتداء الملابس السَوداء ؟ " - مين يونغي - مُكتمل ✓