فضيلة الشيخ/ .... حفظه الله، وسدد خطاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد سمعت محاضرتك «رسالة من الفقراء»، وهذه الرسالة كتبتها إليك الأخت الغيورة، بل المقهورة من ظلم واستبداد والدها، فحركت المحاضرة شجوني التي ما سكنت، وجراحي التي أبدًا ما التأمت، وحزني المضني القاتل؛ فأمسكت قلمي، ومداده دمُ قلب ممزق، ودمع عينيَّ الباكية، وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد، وإلا فوالله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو إنني قد يئست من كل شيء، وكل أحد من أهل الدين والدعاة والصالحين وأهل الخير والمروءة إلا من رحمه الله تعالى؛ فهي الشيء الوحيد الذي يعزيني؛ فأنا واثقة موقنة مؤمنة برحمة الله: (إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين).
ذلك أنني يا شيخي الفاضل عشت مأساة، وما زلت أعيشها، وأسأل الله الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، أن يرفع عني عذابه، إن كان هذا عذابًا علي أوقعه الله، ويربط على قلبي إن كان امتحانًا وابتلاءً، ويرحم ذلي وفقري؛ إنه سميع مجيب.
أيها الداعية الكريم:
إليك مأساتي وأيامي المظلمة السوداء.
إليك الظلم والقهر الذي أعيشه.
إليك معاناتي أنا وأخواتي في الله، وإن كان لكل منا مأساة، لكنها في النهاية تصب في قالب واحد، وهي أننا بلا أزواج، بلا أطفال، بلا حياة، أحياء بلا قلوب، هياكل قتلها الألم والحزن، وسأطيل عليك، ووقتك ثمين، لكن تحمَّل فقد تحمَّلت أعباء أعظم من هذه الرسالة الثقيلة الظل.