ثم تقول:
شابةٌ في مقتبل العمر، لا أم، لا أخ، كلهم فروا من منزل أبي لسوء معاملته مع إخواني، وعندي زوجات أبٍ، كالسيدات، لا يضربن إلا باللي..
هذه الفتاة عمرها يضيع، وشبابها يقتل، وحتى قرشها والرزق الذي من الله يؤكل، ثم ماذا؟!
أنا في بلاد إسلامية.
معنا علماء ودعاة وقضاة.
أين هم عن هذه المعاناة؟
حدثت أبي، توسلت إليه، وأخيرًا هددته إن لم يزوجني.. ثم ماذا كان رده؟!
كنت أميل إلى الالتزام، وأصارع نفسي، وأجاهد الهوى والشيطان، ونصرني الله على كثير من المعاصي.
فقد تركت الغناء انتصارًا، وداومت على السنن الرواتب والوتر، وانتصرتُ أكبر في مواطن يعلمها الله، وسوف يحفظها الله لي.
وأخيرًا أحضر أحد عمومتي رجلاً من طرفه فزوجني والدي وأنا مكرهة؛ لأن هذا الرجل لا يخاف الله.
ولكن والدي لم يكفَّ عن نفث سمومه حولي.. يقول: لا تعطي راتبك زوجك وأعطنيه..
تقول: والزوج – هداه الله – فيه من القصور في الدين، وضعفه، ما الله به عليم.
وبدأت أحاول معه لعل الله يهديه، فكان يحدث بيننا ما يحدث من شجار، وخاصة عند صلاة الجماعة..
ثم هو يسافر إلى الخارج، ويرتكب الكبائر، وقد ذهب الزوج الحكيم إلى الوالد الرحوم العطوف يشكوني إليه، فوقع الفأس في الرأس، ثم قال والدي له: هذا طبعها، لسانُها طويل، بذيء، هاتها عندي أُرَبِّها، أمها ما ربَّتها!!
قالت: وأنا أصبر على الزوج، وأدعوه إلى الهداية، وأتحمل الضرب منه والأسى؛ لأنه إذا أعادني إلى والدي كان أدهى وأمر().
قالت: ومن ورائه من أهل بيته ورفاقه السيئين من يعبيء رأسه؛
لكن أنا إذا تركت زوجي فماذا أفعل؟ لمن أذهب؟
أخيرًا بعدما كان الزوج كالعسل المصفى بالنسبة لما سوف أحصله؛ وإلا فهو كالزقوم، أصبح كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم؛ صار يكرهني، ويرتكب المعاصب ليغضبني، ويحاول أن يضيع ما عندي من دين كي أفر وأهرب، فإذا قلت له: اتَّق الله فيَّ، قال: إذا أعجبك، أو اطلبي الطلاق.