القاضى شريح بن الحارث بن قيس ، وهو قاض مخضرم أدرك عصر الخلفاء الراشدين و الأمويين ، إختلفوا فى سنة موته ، قيل عام 78 أو 87 . ولكن اتفقوا على أنه عمّر كثيرا ، وأنه تولى قضاء الكوفة فى عهد عمر بن الخطاب ، واستمر فيه الى أن مات فى العصر الأموى ، وحاز شهرة فى العدل و الذكاء أيضا. ونقتصر من أخباره على ما اورده ابن الجوزى فى المنتظم 6 / 185 ، وقد جمع هذه الأخبار ممن سبقه .
من نوادره إنه حكم على رجل باعترافه فقال الرجل : يا أبا أمية قضيت علي بغير بينة.! فقال:" أخبرني ابن أخت خالتك ". يعنى أنت الذى أخبرتنى .
ومن تثبته فى الحكم تلك الرواية التى حكاها الشعبى قال (: شهدت شريحًا وجاءته امرأة تخاصم رجلًا فأرسلت عينيها فبكت فقلت: أبا أمية ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة فقال: يا شعبي إن أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون. )!!
ولكن محور اتصافه بالعدل يأتى فى هذه الرواية التى حكم فيها على إبنه لصالح خصوم إبنه . يروى أن ابنًا لشريح قال لأبيه: إن بيني وبين قوم خصومة فانظر فإن كان الحق لي خاصمتهم وإن لم يكن لي الحق لم أخاصم. فقص قصته عليه فقال له والده : انطلق فخاصمهم. فانطلق إليهم فتخاصموا إليه فقضى شريح على ابنه ، فقال له لما رجع داره: والله لو لم أتقدم إليك لم ألمك ..لقد فضحتني. فقال القاضى : يا بني والله لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم ولكن الله هو أعز علي منك ..خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم فيذهب ببعض حقهم.
نقول عنها محور إتصافه بالعدل لأن القاضى شريحا قال لابنه (: يا بني والله لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم ولكن الله هو أعز علي منك ). أى إنه يخاف الله جل وعلا ومقام الله جل وعلا لديه اكبر من محبته لابنه ، والقاضى المسلم العادل هو الذى يخشى الله جل وعلا ويتقيه ويتحسب للقائه قبل يوم الحساب ، ويتذكر هيبة العزيز الجبار وهو يصدر رأحكامه.
إنه الله جل وعلا أيها الظالم .!!
أنت تقرأ
القضاء في الاسلام
General Fictionلما كان العدل دعامة الأمم الراشدة حرص الإسلام على تأكيد أهمية دور القضاء وخطورة موقعه في الأمة الإسلامية قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء 58 وقال صلى الله عليه وسلم ( إن المقسطين ع...