الحضرة

80 6 6
                                    

في جوف الظلام في تلك البقعة النائية انتشروا مجموعة لا تتعدي اصابع اليدين اتوا بحثا عن الهدوء الذي يوفره المكان...

كل منهم جلس وحيدا غائبا عن الاخرين يسبح في ذكرياته وآماله...

حياتهم تتشكل علي وجوههم واضحة كشمس الظهيرة...

وفجأة ودون مقدمات وجدوه هناك واقفا وسط المجموعة رافعا رأسه الي السماء...

من هو؟ ومن اين اتي؟

لا احد يعلم...

فقط وقف بجلبابه البلدي الفضفاض وعمامته البيضاء المتألقة تحت ضوء البدر...

التفتت الرؤس والتفت حوله بينما هو مازال في عالمه الخاص لا يحرك ساكنا...

التمعت عينيه بابتسامة رضا...

وبصوت كأنه الرعد دوي في قلوبهم قبل اسماعهم, "هلموا الي الله عباد الله..."

لم يدري اي منهم ما القوة التي دفعته للهموم من موقعه والانضمام اليه ليلتفوا حوله صانعين حلقة هو مركزها...

ورفع يديه امام صدره وصفق مرة مهللا, "الله"

ليجدوا انفسهم يرددون خلفه...

عاد وكرر ما فعل ليتكرر رد فعلهم...

وهكذا بدأ يردد وهم خلفه حتي وصلوا الي ايقاع منتظم ووقف هو محافظا علي ايقاعهم فكلما بدأ احدهم في الاخلال بهذا الايقاع كان هناك ليعيده اليهم...

بينما بدأت ارواحهم تهيم في ملكوت الكون وهموم حيواتهم ترتفع عن كواهلهم تاركة اياهم في حالة غريبة تجمع بين النشوة والسُكر رغم ان أي منهم لم تمس الخمر شفتيه يوما...

شعروا ان بامكانهم التحليق فوق كل مشاكلهم...

استمروا علي حالتهم تلك حتي انتصف الليل...

عندها اذن صاحبهم ذو العمامة...

وجدوا انفسهم يبحثون عن البئر القريب ليغسلوا ذنوبا ارهقت كواهلهم ويتجهوا الي صلاة لم يعهدوا مثلها قبلا...

صلاة خشوع كللتها قلوبا عرفت معني الحب فذابت في العشق...

وكما تجمعوا علي غير موعد تفرقوا دون وداع...

🎉 لقد انتهيت من قراءة الحضرة 🎉
الحضرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن