مع أول اشراقة شمس الصباح أفاقت "غدير" من نومها وارتدت سريعا بنطال اسوداللون ضيق يظهر ملامح جسدها وارتدت فوقه بضى موف اللون ملتصق بجسدها الرشيق الذى وقد ظهر بلوحة فنية لرسام هربت من ريشته معالم الاحتشام.ورسمت جسد ممشوق القوام من غير اى لباس .
احضرت حقيبة يدها وحقيبة الهاندباج ودست بها بعض من ملابسها المثيرة التى تتميز بها فى محيط اسرتها المفككة وبين أقرانها بالجامعة .
ثم توجهت الى الجامعة .
نزلت "غدير" من سيارة الاجرة التى كانت تقلها .وما ان حطت قدميها عن الارض حتى توجهت اليها كل العيون .لتناظرها فلقد كانت فتاة فائقة الجمال يتدلى شعرها البنى اللون من رأسها حتى منتصف جسدها الشبه عارى الذى يفوح منه عطرها الاخاذ الغالى الباهظ الثمن.
توجهت الى بعض من اصدقائها تغنى وتتمايل امامهم .
: وحشتونى وحشتونى وحشتونى .اهلا .اهلا .اهلا .بااعز الحبايب اهلا
قاطعتها صديقتها "حسناء" التى ما ان رأتها من الوهلة الاولى لم تستوعب ولو للحظة بأن يوجد بينها وبين هذه الغدير اى تشابه يوحى بأنهم اصدقاء . او حتى زملاء.
فقد كانت "حسناء" فتاة هادئة .محتشمة اللباس .معروفة بين اقرانها بالاحترام والالتزام التام.
ولكن بالفعل يوجد بينهم صداقة .لا يعرف احد لما التقى الربيع بالخريف ولكن هذا ما قد حدث بالفعل ........
"حسناء"مقاطعة غنائها : يامجنونة اسكتى الشباب بتبص علينا
"غدير" بنظرة عدم اهتمام: ما اللى يبص يبص محدش عايزمنى حاجة
حسناء وهى ممسكة بيديها :طب اسكتى طيب علشان خاطرى
صدمت "إلهام" التى كانت واقفة بجانب "حسناء" تناظر ما يدورحولها غير مصدقه جرأة هذه الغدير وبصوت خافت
":حسناء" انا هامشى قبل ماتفرج علينا الكلية كلها .يالا سلام
"حسناء" وهى تتشبث بيديها:استنى يا بنتى هاتسبينى لوحدى كده.استنى طيب علشان متخدش بالها .
"إلهام" بتأفف:يا بنتى انا مش عارفة انتى مصاحباها ازاى دى
"حسناء"بهدوء شديد:يا بنتى انا متاكدة انها كويسة هى محتاجة بس حد يدلها على الطريق .علشان خاطرى استنى شوية وهنمشى سوا
على الجانب الاخر ويبعد عنهم ببضع خطوات يقف "زياد علوى" وأحد أصدقاءه.
"غدير" وهى تشيراليه :"زياد" تعالى بسرعة عايزاك .
تعالى اقف معايا لحسن الاختين الحلوين هناء وشرين سايبنى وعمالين يتودودو .
تنظر "إلهام" لحسناء بغيظ شديد وتحدثها قائلة :شايفه بتقول ايه اللى انت خايفة على احساسها ."حسناء" انا اسفة انا هامشى .
أرادت "حسناء"ايقافها ولكن "إلهام" لم تعطى لها الفرصة .ذهبت مسرعة وتركتها بمفردها بجانب "غدير" و"زياد" الذى وقف محدقا بها وهى على وجهها بعض الغضب لترك صديقتها لها .
"زياد":حسناء مالك فى حاجة ؟
"حسناء" وقدانتبهت لوجوده بجانبها :ها !!لالا مفيش حاجة "يازياد "
"غدير" :معلش اصل صاحبتها حبيبتها سبتها ومشيت .لا وايه سبتها مع واحدة شريرة زيى .
"حسناء":لا طبعا بتقولى كده ليه.هى مشيت بس علشان عندها سكشن دلوقتى .
"غدير" بابتسامة ساخرة :بجد .طيب على العموم انا جاية النهاردة وفرحانة معنديش استعداد اتضايق علشان واحدة زى دى .
"حسناء":يابنتى قلتلك هى متقصدش حاجة متكبريش الموضوع بقا .بعدين مقلتليش اية الحاجة اللى مخلياكى فرحانة اوى كدة .
"غدير" :هنطلع كلنا رحلة .
"حسناء" بأندهاش :رحلة اية يابنتى وازاى ادارة الكلية تعمل كدة دة خلاص الامتحانات قربت !!!
"غدير"ضاحكة :ومين قال ان الكلية هى اللى عاملة الرحلة .
"حسناء" باستغراب : امال مين!!!
"غدير" :انا .انا اللى قررت أعملها .
"زياد" :طيب والرحلة دى هتكون فين
"غدير" :اسكندرية
"حسناء" :نعم بتقولى اية .قولى كدة تانى لانى حاسة انى سمعت غلط
"غدير" :لاياقطة مسمعتيش غلط ولا حاجة .هنروح البحر
"زياد" وهو يفكر :أممم خلاص نروح البحر
"غدير" :اشطة اول واحد اهو .
"زياد" :واعملى كمان حساب الواد "أحمدكمال" معانا
"غدير" :كدهون بس من عنيا التنتين .ها .وانتى يا"حسناء "
"حسناء" :لاطبعا انامقدرش اروح معاكو .بابا استحالة يوافق .دى بتبقا الرحلة هنا فى القاهرة ومبيرضاش
"غدير"بأنفعال :بقولك اية مش كل رحلة تبوظيهالى كده
"حسناء" بلوم شديد:انا بردك اللى ببوظلك رحلاتك .ماشى ياغدير ربنا يسامحك .بس بردك مش هاينفع .
"زياد ":ماتيجى صحيح يا"حسناء" .كمان بابا عنده شالية هناك فى المعمورة
تعالو انا هنظملكم المكان .
تقاطع حديثهم زميلاتهم" ريم صبرى " التى كانت اتية من بعيد وما ان رأتهم فتوجهت اليهم على الفورقائلة :ايه ده ايه ده شالية ايه؟وبحر ايه؟ يا عمونا انت وهى .
"غدير" :حبيبة قلبى اللى معايا دايما على الخط .تعالى جنب اختك يا اختى
"ريم ":طب فهمونى الاول
"غدير" :اقولك ياستى بكرة الاربع عندنا اية ؟؟
"ريم" :معندناش حاجة كان المفروض فى كورس بس أتأجل .
"غدير": شطورة احنا بقا مش هنقول انة اتأجل .هنقول انة زى ما هو
ونروح الصبح اسكندرية سوا انتو ترجعو بليل كأنكم كنتو فى الكلية وبعدها الكورس وانا اقعد هناك يوم زيادة اشم نفسى شوية
"ريم ":وهتباتى عند مين يا بنتى انتى ليكى قرايب هناك .
"غدير" :لا بس هاحجز فى اى لوكاندة اوضة اليوم دة
"غدير" وهى تشير "لحسناء" :ها يا سوسو قولى موافقة بقا .
فكى يوم واحد بس .وارجعى تانى ياستى اقفليها فى وشنا
"حسناء" :لالا خرجونى انا من الفسحة دى ارجوكم .انا استحالة اكذب على بابا وماما .
بعدين كمان اناعمرى ماسافرت بره القاهرة خالص
"زياد ضاحكا" :سفر ايه يا"حسناء" دة 3ولا4ساعات وتلاقى نفسك هناك .
"حسناء":مش هينفع يعنى مش هينفع .صدقونى
"ريم ":سيبوهالى انا وانا هظبطها .بس الاول قوليلى يا"غدير" انتى مامتك معترضتش على بياتك بره اليوم ده.
"غدير"ضاحكه:يا بنتى دى حاجة سهلة وعادية جدا .قلت لماما انى هاروح عند تيتة يومين .وطول ما انا هناك اصلا ماما مش بتعبرنى .فى الاول بس بتتصل بتيتة تقعد توصيها عليه وبعد كده بتنسى انها ليها بنت تسأل عليها .يعنى انا النهاردة فعلا هاروح ابات عند تيتة وماما هتكلم تيتة وخلاص بكرة هانزل الصبح وهقول لتيتة انى راحة الكلية وبليل اكلمها اقولها انا روحت عند ماماهتكون تيتة اصلا نايمة هتفكر انى روحت وتيتة مبتعرفش تتصل يعنى مش هاتكلم ماما وأبات انا واقعد يوم كمان هناك وارجع بليل على بيتنا وبما ان ماما خارجة طول النهار مش هاتحس بوجودى وسهل اوى اقولها انا جيت امبارح بليل وكنت تعبانة ونمت من غير ما اقولك ونزلت الصبح رحت كليتى .عادى يعنى وبما انى قفلة اوضتى بمفتاحى يعنى محدش هايقدر يدخل ويشوفنى موجودة ولا لا.بس كدة ..
"ريم" :يابنت الذينا .ايه الدماغ الجامدة دى
"حسناء" :متزعليش منى يا"غدير". بس كده غلط خالص اللى انتى بتعمليه ده
"غدير" :احياة ابوكى يا شيخة فكك منى بقا .
"زياد" :بصى يا"غدير" اناحابب اننا نسافر جدا بس بصراحة مش عجبانى حكاية بياتك بره دى .لو ضرورى يبقا نتفق وكلنا نبات عندى فى الشالية على الاقل نكون معاكى.
"حسناء" :نعم ايه اللى انت بتقولهولها ده يا"زياد ."
"زياد" :انا مش قصدى حاجة يا حسناء انا مش عايزها بس تبقا لوحدها وطبعا البنات هتكون لوحدها والشباب لوحدهم .
"غدير" :ايوه بقا .لو كده..انا موافقة .
"حسناء":برده الفكرة غلط احنا عايشين فى مجتمع شرقى .بيحكمنا شرع ودين مينفعش نتعداه بالشكل ده.
"غدير" وقد استشاطت غيظا من "حسناء" : طب خليكى انتى هنا بقا ياست الشيخة يا مؤدبة .انا هروح .ثم نظرت "لزياد" و"ريم "نظرة تفحصية وحدثتهم قائلة :
ها وانت وهى برده مش هينفع تيجو ..
"ريم" :بصراحة انا خايفة ثم شردت ببصرها قليلا وأكملت بإبتسامة خبيثة :بس هروح برده.
"غدير" وقدارتسمت على وجهها معالم الفرح :وانت يا"زياد ."
"زياد":بصراحة مقدرش اسيبكم لوحدكم فى محافظة تانية ممكن حد يتعرضلكم ولا حاجة .ثم صوب نظرة "لحسناء"قائلا :ولا انت ايه رأيك .ينفع برده اسبهم كده.دى حتى مش من الرجولة يعنى .
"حسناء":اللى انتو عايزين تعملوه اعملوه انا نصحتكم وخلاص
"غدير" بعدم اهتمام لحديثها :قشطة اما اكلم رامى بقا لحسن منتظر اوى يشوف ردكم ايه.
"ريم "مهلله :معقول "رامى" جاى معانا .انامش مصدقة
"غدير" انت عبيطة يابت .هو "رور" يقدر ميكنش معايا
"ريم" ضاحكة:ايوه بقا الله يسهله .كان قلبى حاسس ان فى بينكم حاجة .وانا بقا يا اختى مقولكيش لما قلبى بيحس بحاجة .لازم ولابد تحصل
"غدير" :يا سلام ربنا وعدنى بأصحاب فيهم شى لله الشيخة "حسناء" قال الله وقال الرسول .والشيخة "ريم" بتاعت الاحاسيس وكدة ها ها ها
انفجرت "ريم" من الضحك على أثر كلمات هذة "الغدير"
اما "حسناء" فأستأذنت وعلامات الغضب على وجهها من الاستهزاء بحديثها بهذا الشكل .
"ريم" :استنى استنى يا"حسناء" انا جاية معاكى استنى متسبينيش
"غدير" وهى ممسكة بيدى "ريم" :استنى هنا سيبك منها يكش تتفلق هو الواحد ناقص هم
"ريم" :استنى ايه.دى الوحيدة فى صحابى اللى ماما بتثق فيها يعنى من غيرها مش هاعرف اسافر معاكى .
"غدير" :ازاى يعنى
"ريم ":اقولك ياحبيبتى ازاى .
شوفى ياستى .......
أنت تقرأ
رحلة مش سعيدة. للكاتبة: نيهال عوض
Romanceهل تتفق معى انه من الاسهل لأصدقاء السوء أن يأخذوك معهم الى الانحطاط او يوقعوك فى شباكهم رغما عنك أكثر مما كنت تتوقع انت ان تأخذهم لطريق الفضيلة والإلتزام ؟ وكيف سيكون مصيرك بعد الوقوع فى مكائدهم ؟ وهل سيرحمك من حولك ويلتمسون لك العذر ام سيتصيدون لك...