أغرورقت عينا والدته بالدموع حينما رأت بدلته وتمنت لو انها رأته يوم عرسه بها
محمود: اتمنى يا ماما انك تيجى معايا يوم الجمعة بيت حسناء تتعرفى على أهلها بدال ما اروح لوحدى كده .
أرادت والدته ان تغير مجرى الحديث فحدثته : مش ناوى بردك تقول لعمك .
محمود:أ ن شاء الله يا ماما هاكلمه النهاردة وأعزمه .
والدته : يعنى فرح ابنى البكرى هايتعمل على الضيق ومشفهوش يا"محمود"
محمود: ما انا بقولك يا ماما تيجى معايا انت اللى مش راضية .
والدته وهى تبكى : كده يا"محمود" هتشمت فيه الناس وأولهم مرات عمك .دى منين ماتشوفنى تلمحلى على
ان اختك عدت ال30 ولسه قاعدة جنبى .وتيجى انت كمان تتجوز بالطريقة دى .زمانها هاتقول .اشمعنى دى .وساب التانية ليه .وتقعد تستفسر عن أصلها وفصلها ومش هاتسيب حاجة الا لما تقولها .
محمود: أنا مش مصدق يا ماما انك بتفكرى كده .اختى وربنا شيلها الخير كله ان شاء الله . بعدين ماهو جلها عرسان كتير بس مكنش فى نصيب مش يعنى مفيش خالص ولا بايرة .
وحسناء بعيد عن اللى حصلها واللى هى ملهاش ذنب فيه .هى جميلة ومثقفة وأهلها ناس طيبين من الطبقة المتوسطة .مش ناس زى اللى فى مخيلتلك خالص ,وحتى لو فقراء .أظن بردك ده ميعبهاش .صح ولا لا يا ماما .أنت نفسك كنتى بتحكيلى زمان أنك وبابا كنتو من طبقة متوسطة لحد ماربنا فتح علينا وبقينا كده .الانسان مش بشكله ولا فلوسه .وانت اللى علمتينى كده .
والدته : سامحنى يا بنى بس اللى انا فيه مش شوية .
محمود بأستسلام : خلاص يا ماما زى ماتحبى
************************************************** *********
دخلت "أمانى" حجرتها وأجهشت بالبكاء فجلست بجانبها "حسناء" قائلة
علشان خاطرى يا"امانى" أنا مش عايزة اشوف دموعك دى خالص .أسمعى هو دلوقتى هايخرج من أوضة طنط وهايجى يتكلم معاكى اتكلمى معاه بالراحة وفهميه .
أمانى وهى مازالت باكية : انت فاكرة يا"حسناء" انه هايدخلى دلوقتى ويتكلم معايا .
"حسناء" بدهشة!!ايوه .هو قالك هانتكلم فى البيت .
أمانى : انت لسة متعرفيش اخويا يا"حسناء" ."محمود" لما يزعل من حد مبيكلمهوش فى ساعتها بيقعد فترة على مايفكر يتكلم تانى معاه .لما يخلى اللى قدامه تطلع عينه.
حسناء :حتى لومجاش انا هاكلمه .لانك فعلا مغلطيش .
فى تلك اللحظة سمعت "حسناء" صوت باب حجرتها .فأستأذنتها قائلة : أنا هاروح اتكلم معاه دلوقتى وهاخليه يدخل ويعتذرلك كمان.
أمانى بسخرية: أنت بتحلمى .
لم تستمع اليها "حسناء" وتوجهت لغرفتها وطرقت الباب ودخلت فوجدته بالحمام جلست على الكنبة تنتظره حتى خرج من الحمام واضعا منشفته على خصره .فأغمضت عينيها سريعا حتى أرتدى ملابسه وأحست به وهو يجلس على فراشه .فتحت عينيها وحدثته وهى لازالت جالسة على تلك الكنبة :لوسمحت ممكن اتكلم معاك .
نظر اليها قائلا: لوهتتكلمى عن اللى حصل النهارده يبقى مش عايز اسمع حاجة .
هبت حسناء واقفة معترضة على هذه الطريقة التى يعاقب بها شقيقته وحدثته: انت ليه متحولش تتكلم معاها مش يمكن انت فهمت غلط .طب اسألنى أنا حتى وانا هاريحك وأقولك انها كانت بتزعقله علشان يبعد عنها .
محمود بعدم اهتمام : خلاص خلصتى .
حسناء وهى نافذة الصبر : ايوه .ثم اتجهت الى باب الحجرة تفتحه .فحدثها سريعا : راحة فين ؟؟
حسناء وهى ممسكة بمقبض الباب : هاروح اقعد مع امانى واحتمال ابات معاها.
محمود بلهجة صارمة : سيبى الباب وادخلى نامى .
حسناء : أزاى اسبها وهى فى الحالة دى .
محمود بلهجة اشد صرامة : قلتلك سيبى الباب وادخلى نامى .سمعتينى .
استجابت "حسناء" لكلماته وجلست على فراشها حزينة لاجل امانى .
وظلت تفكر حتى غفلت عينيها .فرأها "محمود" .فجلس قليلا حتى أطمئن انها قد نامت جيدا وهم بالخروج من الغرفة ثم اتجة الى غرفة شقيقته .
طرق عليها عدة طرقات ثم فتحت "أمانى" وعلى وجهها أثر البكاء .وما ان رأته فأبتسمت سريعا .
محمود وهو يضمها : أنت فاكرة انى زعلت منك .انا زعلت علشانك لانى بخاف عليكى جدا .المفروض مكنتيش رديتى عليه .لومخفتش عليكى انت هخاف على مين .
فتحت عينيها "حسناء" فلم تجده بالغرفة فخرجت تبحث عنه فوجدته بغرفة "امانى" وسمعته وهو يحدثها فأبتسمت فى نفسها لطيبة هذا القلب الذى لم تغفل عينيه قبل ان يحدث شقيقته ويطيب خاطرها .لم ترد ان تفسدعليهم خلوتهم فعادت أدراجها .ولكن استوقفتها تلك العبارات التى سمعتها من "محمود"
أمانى وهى تحتضنة : ربنا يخليك ليا يا"محمود" .انا عارفة والله انك بتخاف عليه .ثم داعبته قائلة :طيب و"حسناء" ؟
رفع محمود حاجبه اليها قائلا : ده اللى يجى جنب "حسناء" أقتله .
أمانى ضاحكة : للدرجة دى يا"محمود" بتحبها .
محمود عاقدا حاجبيه : ايه اللى بتقوليه ده انت لسه صغيرة على الكلام ده يا هانم.قومى نامى .
ضحكت أمانى بشدة قائلة : أفهم من كده انك هربت من سؤالى .ماشى ماشى بس كل شئ انكشفن وبان .
محمود وهو يداعب رأسها : طب اوعى بقا اما اروح لها قبل ما تقوم ومتلقنيش تتخض ولا حاجة.
أمانى :ماشى يا"محمود" رحلها ربنا يهنيكم ببعض "حسناء" بنت حلال وطيبة اوى
أسرعت "حسناء" للغرفة واقفلتها جيدا وتدثرت فى فراشها سريعا .
دخل "محمود" بعدها بعدة دقائق وجدها نائمة او كما كان يظن انها نائمة .
فأفترش سريره وظل يتأملها ويفكر بها ولا يعلم بأنها هى الاخرى تفكر به وتأمل ان ترى وجهه هو الاخر أمامها فى تلك اللحظة .
فى اليوم التالى أخذت "أمانى" "حسناء" أنزلتها حديقة المنزل لترفه عنها قليلا
جلست معها قليلا ثم رن هاتفها فأخذته وتحدثت الى صديقتها .فقامت حسناء تتمشى قليلا .فوجدت أمامها شاب طويل ملامحه ليست غريبة عنها .توقف الشاب أمامها قائلا : أنت "حسناء" مش كد.ه؟
حسناء بخجل : ايوه .
مد يده اليها قائلا :أنا "احمد" أخو "محمود" .
وقفت "حسناء" أمامه لا تعلم ماذا تفعل فهى لاتسلم باليد أبدا على الرجال .
فى تلك اللحظة كان "محمود" متوجها للحديقة لكى يجلس برفقة الفتاتين وحينما رأه .أمسك يده قائلا: أهلا اهلا بالباشا .
ثم نظر "لحسناء" وعرفها به : ده بقا يا ستى "احمد" اخويا.ثم نظر اليه موجها حديثه اليه : ودى "حسناء" مراتى .وعلى فكرة مبتسلمش بالايد على رجالة .
ثم أكمل محمود حديثه قائلا : بس تتحسد جاى بدرى النهاردة .
نظر احمد أرضا خجلا قائلا : لا ما هو انا جاى اغير هدومى ونازل تانى .
"محمود" وقد تغيرت ملامح وجهه :وانا اللى قلت جاى بدرى تقعد معانا
أبتعدت "حسناء" قليلا حينما رأت حدة "محمود" مع شقيقه .
أكمل محمود حديثه قائلا : أنت مش ناوى تعقل شوية يا"احمد" هتفضل كده مستهتر على طول .
"أحمد" وقد بدا على وجهه الضيق الشديد: يا"محمود" انا الصبح فى الكلية وبعد الظهر كورسات ودلوقتى نازل مع اصحابى شوية .أكسر شوية مود الكلية والمذاكرة ده .
محمود بسخرية : الصبح .انه صبح ده .ده انت بتنام للظهر يا بنى .يعنى مبتشفش الكلية دى خالص .
أحمد بضيق شديد : أنت كل ماتشوفنى كده تزعقلى وتطلعنى كذاب
"محمود" وهو يحاول التحكم فى أعصابه : يابنى انا خايف عليك .عايزك تبقا راجل وتتحمل المسئولية .وتخلص كليتك وتنزل معايا المصنع وتشوف الشغل وتعرف اللى ليك واللى عليك .
أحمد : لا بقا فى دى سبنى براحتى انا عايز اشتغل بدراستى .
محمود: ماشى يا"احمد" مش هاغصب عليك هاسيبك براحتك .بس خلص انت وانجح واعمل بعد كده اللى انت عايزه.
أحمد: إن شاء الله هانجح وهاجيب مجموع كويس كمان وهاشرفك .بس سبنى بقا انزل دلوقتى .
محمود وهو مبتسما له : ماشى يا"احمد" روح ربنا معاك ويبعد عنك ولاد الحرام .
صعد "احمد" سريعا لاعلى لتغيير ملابسه.
أما "محمود" فسار يبحث عن "حسناء" فى الحديقة حتى وجدها تجلس على احدى الكراسى شاردة فوقف بجانبها وحدثها قائلا : مشيتى ليه يا حسناء .
حسناء وقد تفاجأت بوجوده جانبها : مفيش بس قلت تخدو راحتكم ,كمان ميصحش تزعقله ادامى .
محمود: بس انت مش غريبة انت واحدة مننا دلوقتى.
حسناء :بجد انت شايف كده!
أحضر "محمود" كرسيا آخر ووضعه أمامها ثم قرب رأسه اليها هامسا :طبعا انت مش مراتى .
أحست "حسناء" بأنفاسه بقربها فهبت واقفة مبتعدة عنه
.ظل "محمود" يضحك حينما رأها هكذا حتى أختفت من أمامه وحدث نفسه : مفيش فايدة يا"حسناء" .طب أعمل معاكى ايه علشان متخفيش منى كده
بعدقليل صعد اليها فوجدها تقرأ فى أحد الكتب التى أحضرها لها فحدثها قائلا:تحبى أذاكرلك
حسناء بخجل :لا شكرا .
محمود وهو يجلس أمامها:جربينى ومتخفيش بعرف اشرح كويس
حسناء بتردد : هو حضرتك دارس ايه ؟؟
حضرتى كنت فى كلية تربية قسم علم نفس قالها مبتسما رافعا حاجبه
حسناء ضاحكة: بلاش هزار بقا
محمود ضاحكا: بجد والله أنت مش مصدقة .تحبى اجبلك شهادة التخرج بتعتى .
حسناء: لا لا .انا بس بحسبك بتهزر لان عرفت من "امانى" انك بتشتغل فى حاجة تانية خالص ملهاش علاقة بشهادتك.
محمود:مظبوط انا بعد ما خلصت دراسة وقفت مع بابا الله يرحمه فى المصنع .وعرفت كل حاجة عن شغل الالومنيوم وحبيته وبقت هى دى شغلتى خلاص بالذات بعد بابا ما توفى مكنش ينفع انى اغير نشاط المصنع او اسيبه لحد واشتغل بدراستى .
حسناء:جميل جدا انك مغيرتش نشاطه وسبته زى ما هو .على الاقل انت بقيت تعرف كل حاجة عنه.
محمود:بالظبط كده زى ما انت قلتى .وبقيت شايل كل حاجة على دماغى زى ما انت شايفة .لدرجة انى نزلت تانى يوم جيتى فيه البيت
حسناء بأبتسامة رقيقة: ربنا يقويك .ثم اكملت ضاحكة على كده فى اى صلة بين علم النفس وشغلك .
محمود ضاحكا :اكيد طبعا بقدر افهم شخصية الناس اللى بتعامل معاهم .ثم صمت قليلا وأكمل عاقدا حاجبيه : تحبى أقولك انطباعى عنك اول ماشفتك ؟؟
حسناء وهى تشيح بوجهها عنه :لا شكرا.
محمود وهو يداعبها : لا لوسمحتى ده علم .أوعى تكونى فاكرة انى كنت هاقولك انك شخصية أخاذة وسرقتى قلبى اول ماشفتك والكلام ده .لا لا خالص .انا كنت هاحلل شخصيتك بس .شفتى انت ازاى تفكيرك راح لبعيد .
حسناء وهى تخفى أبتسامة أرتسمت على وجهها : معلش ظلمتك .
محمود وهو يقترب منها قليلا :طب مش المفروض تعتذرى بقا عن سوء ظنك فيا.
أبتعدت "حسناء" عنه وأغلقت كتابها قائلة بخجل : أنا اسفة .
هب "محمود" واقفا مصوبا عينيه عليها قائلا : طب خلاص مسامحك .ويا ريت متعمليهاش حجة بقا وتقفلى الكتاب .كملى مذاكرة انا هانزل اقعد مع ماما شوية وهاسيبك تكملى .اسمعى انا مش هاقبل بأقل من أمتياز
أومأت "حسناء" برأسها بالموافقة
فحدثها قائلا : لو حاجة وقفت معاكى نادينى وانا هاشرحهالك ماشى .
حسناء : ماشى .
خرج "محمود" وتركها كى تكمل استذكار دروسها .
أماهى فظلت تفكر فى ذاك القلب الطيب الذى وقف بجانبها ولم يتركها للضياع
أنت تقرأ
رحلة مش سعيدة. للكاتبة: نيهال عوض
Roman d'amourهل تتفق معى انه من الاسهل لأصدقاء السوء أن يأخذوك معهم الى الانحطاط او يوقعوك فى شباكهم رغما عنك أكثر مما كنت تتوقع انت ان تأخذهم لطريق الفضيلة والإلتزام ؟ وكيف سيكون مصيرك بعد الوقوع فى مكائدهم ؟ وهل سيرحمك من حولك ويلتمسون لك العذر ام سيتصيدون لك...