الفصل الرابع

578 15 0
                                    

وقفت "حسناء" بالخارج لا تعلم اى طريق تسلك حتى رأت الشالية المقابل مفتوح على مصراعيه
ونظرت فوجدت والدها وعم "متولى" بالداخل .فحثها "محمود" الذى كان يقف خلفها مباشرا على الدخول .
محمود:أتفضلى أدخلى .
دخلت "حسناء" ووقفت بالقرب من الاب المكلوم تستجديه.لكنه نهرها بشدة وابعدها عنه قائلا :من النهاردة أنت مش بنتى ولا عايز أشوفك .
جثت على ركبتيها امامه متوسلة طالبة السماح .
حسناء: بابا أنا اسفة .صدقنى دى أول مرة أكدب عليك واخر مرة 
لم يستمع إليها ودفعها بعيدا عنه .
والد حسناء : منك لله روحى زى مضيعتى نفسك وضيعتينا منك لله .
وأجهش بالبكاء :أرفع راسى ازاى قدام الناس دلوقتى .
مفكرتيش فينا فى اخواتك طيب .منك لله .أهو بيقول مش هو اللى عمل كده وكمان ابوه شكله غنى ومش همه حاجة خالص .ده كان عايز يضربنى بالنار علشان ماسك ابنه بس .امال لوحاولنا ناخد حقنا بالقانون هيعمل فينا ايه .ثم صمت قليلا وأكمل .وانا هقف ازاى واقول حق بنتى وانت جيتى لحد هنا برجليكى يعنى محدش ضربك على ايدك .ده انت جاية من القاهرة لاسكندرية بنفسك
محمود:أهدى ياحاج بس .أنت سمعت بنفسك قالك صاحبتها كانت مدياها منوم .يعنى كانت غايبة عن الوعى 
والد حسناء: وايه اللى يخليها تيجى معاهم هنا ليه تكذب عليا .اهو كذبها هو اللى وصلها للى هى فيه دلوقتى.اهو كده لو لينا حق ضاع يا بنى خلاص .أنا مقدميش حل دلوقتى غير انى اقتلها واغسل عارى بأيدى .ثم هم بإمسكها من رقبتها 
فلحقه عم "متولى" سريعا وأخذها من بين يديه وحدثه : والله أنا عينى على بنتك من الصبح الوحيدة فى أصاحبها اللى كانت قاعدة فى حالها وباين عليها انها محترمة .عارف انا لوعندى ولاد كنت خدتها منك دلوقتى والله لانى عارف انها كويسة وانا نظرتى متخيبش ابدا فى الناس .لم يكمل عم "متولى" كلماتة حتى فاجاءه محمود قائلا :أسمع انا عندى حل كويس أنا عندى أستعداد أكتب عليها دلوقتى .وبكده ميكنش فى اى فضايح ولا تتضطر انك تقتلها وتروح فى داهية حرام .
نظراليه والد "حسناء" والدموع فى عينيه !!! وأنت ذنبك ايه يا بنى تاخد واحدة زى دى .انت تستحق واحدة محترمة بنت ناس مش واحدة كذبت على أهلها .وفرطت فى شرفها .دى فضيحة يا بنى عايز تجيب لنفسك فضيحة .
محمود:أهدى يا حج بس واستغفرالله وان شاء الله مفيش فضايح ولا حاجة .
كل ذلك و"حسناء" تجهش بالبكاء .وتنظر لوالدها بتوسل شديد كى يغفر لها .
تدخل عم "متولى" فى الحديث موجها كلامه لوالد "حسناء" : ها يا حاج موافق ان الاستاذ "محمود" يتجوز بنتك .
والد حسناء باكيا :موافق هو انا أقدر اقول لا .ده انا المفروض ابوس ايده ورجله كمان انه ستر عليها .روح يابنى ربنا يسترك دنيا واخرة.
ثم هم اليها موجها اليها بعض اللكمات لجسدها النحيل فتدخل محمود سريعا : لا انا كده هخاف اسيبهالك .انت كده هتخلينى اكتب عليها واخليها عندى .اهدى يا حاج متوديش نفسك فى داهية .أهدى.
والدحسناء : انا مش قادر ابص فى وشها خدها انا مليش بنت بالاسم ده خلاص ,ثم هم بالانصراف .و لكن أستوقفه عم "متولى" قائلا:رايح فين يا حاج استنى طيب لما نجيب مأذون ويكتب عليها وتطمن على بنتك انها فى عصمه راجل
والد حسناء وهو مطأطأ رأسه أرضا : أنا مش عايز أشوفها ولا عايز أكون شاهد على كتب كتابها .خليها كده علشان تحس أنها يتيمة وتندم عمرها كله على اللى عملته فينا 
محمود:لوسمحت يا حاج ممكن أتكلم معاك شوية وأمسكه من رسغه وادخله الغرفة المجاورة وأجلسه على أحد الكراسى بها
ثم حدثة :الاول ممكن أعرف أسم حضرتك ايه !!
والدحسناء: اسمى "عبدالوهاب المسيرى" 
محمود:طيب يا عم "عبدالوهاب" .ممكن تسمعنى بقا .وأكمل حديثه :أنا لما طلبت منك ايد بنتك كان علشان ترفع راسك قدام الناس .يعنى مينفعش تسبها وتمشى لازم تشهد على الجواز انا هكتب عليها دلوقتى وهشرفك كمان قدام الناس بس مش دلوقتى علشان عندى فى البيت برده ميعرفوش وأكيد هايتفجأوا بجوازى .فدلوقتى هنكتب الكتاب وبعد فترة هنعمل حفلة صغيرة عندكم فى البيت وتعزموا جيرانكم وقرايبكم وترفع راسك بين الكل .
والد حسناء :أنت مش حاسس بيا يا بنى بكره تبقا أب وتعرف معنى كلامى .أنا خلاص يا بنى مش قادر اشوف وشها تانى ولا عايز اعرف عنها حاجة 
تدخل عم متولى قائلا :أهدى يا حاج "عبدالوهاب" كده .أهدى بس .أكتب كتاب بنتك الاول أطمن عليها وبعد كده امشى وسبها زى ما انت عايز ...........
استعان محمود ببعض الشهود وتم عقد القران على "حسناء" وكان من بين الشهود عم متولى .الذى انبهر بموقف "محمود" وخوفه على حياة اسرة بأكملها من الضياع 
أستأذن الاب المكلوم من "محمود وعم "متولى" ولكن أوقفه محمود وحدثه قائلا: استنى ياحاج "عبدالوهاب ".
أعمل حسابك الاسبوع الجاى هاجى معاها وهنعمل حفلة بسيطة قدام الناس .وكمان علشان اديها بقيت حقوقها يعنى المهر والشبكة وكل حاجة من حقها لازم تخدها
.وقف والد حسناء غير مصدق شهامة هذا الرجل الواقف امامه .حتى انهمرت دموعه ولم يجد ما يتحدث به.
والد حسناء :ربنا يكرمك يا بنى ويسترك دنيا واخرة زى ما سترتنى 
"محمود" وهو يضع يده على كتف والد "حسناء" :متقلش كده ياعمى ولا ايه مش خلاص بقيت عمى ,احتضنه والد "حسناء" .والتفت لعم متولى شاكرا أياه ثم استأذنهم ورحل وهو غائب عن الوعى غير مصدقا ما حل به .
عم متولى موجه كلامة لمحمود: راجل يا بنى والله زى ابوك الله يرحمه .ربنا يكرمك يا بنى 
محمود :اى حد مكانى هيشوف الموقف ده لازم يعمل كده.
عم متولى :ربنا يسترها معاك يا بنى ومع أهل بيتك 
محمود:ربنا يخليك يا عم "متولى" أنا كنت عايز أطلب منك طلب 
عم متولى :أؤمرنى يا بنى 
محمود:مش عايز ماما تعرف اللى حصل هنا 
عم متولى مندهشا :أزاى يا بنى عايز تخبى عنهم جوازك .
أبتسم محمودوحدثة :مش قصدى كده يا عم "متولى "
عم متولى وقد فهم ما يرمى اليه محمود:لا يا بنى عيب .دى حاجة يعنى تأكدها عليه
محمود:مش قصدى ياعم "متولى" بس احنا عايزين نتفق هنقول ايه لماما لانك عارف ماما مش هيدخل عليها خالص انى عرفتها فى يوم واتجوزتها فى نفس اليوم .علشان كده بأكد عليك مهما اتحايلت عليك .هو ده اللى حصل بس شفتها على البحر وكلمت والدها واخدتها معايا القاهرة .هنقول أدامها أنها من اسكندرية علشان متشكش فى حاجة .
عم متولى :حاضر يابنى .ادخل طيب أطمن عليها .أنا شايفها كانت بترتجف جامد 
محمود:أكيد هو اللى حصل لها شوية .ده غير كمان هدومها المبلولة اللى كانت قاعدة بيها .
ثم أكمل قائلا :هو هنا فى غطا كويس 
عم متولى :فى بس مش كتير .بس ان شاء الله يقومو بالغرض .
محمود: طيب لوسمحت ياعم "متولى" ممكن تجبلى كل الغطيان اللى عندك 
عم متولى : حاضر يا بنى .
أنتظر محمود بضع ثوانى ثم أتى عم متولى بالغطيان .
حملهم محمود ثم أتجه للغرفة المتواجدة بها حسناء وطرقها .لم يلقى منها اى أجابة فطرق الباب ثانية وكذلك لم تجبه هذه المرة .فعزم الامر وهم بفتح الباب فوجدها ملقاة على الارض ويديها وارجلها باردة كالثلج .حملها ووضعها فى الفراش ودثرها بالاغطية التى كانت معه 
ثم طلب من العم متولى البحث عن زجاجة الطيب الخاصة به .
عم متولى :ثوانى يا بنى أهى على الكوميدينو .
محمود:بسرعة ياعم "متولى ".
عم متولى وهو يمدها اليه :أتفضل يا بنى .
أخذها "محمود"من يديه وبدأ بسكب القليل على ظاهر يديه ثم قربها من أنفها 
حتى أستفاقت فوجدت "محمود" جالسا أمامها فهمت بالجلوس ولكنه أستوقفها قائلا :متخفيش أنا كنت بفوقك .بس علشان خبطت عليكى مردتيش فدخلت لقيتك واقعة على الارض 
حاولت أن تتحدث ولكن بصوت مبحوح وعلى وجهها الخوف الشديد :أمال مين اللى جبنى هنا على السرير 
"محمود"بجدية وهو ناظر الى وجهها الملائكى :أنا اللى شلتك وحطيتك على السرير 
بدا على وجهها التوتر والخجل الشديد .وبدأت ترتجف يديها وقدميها أكثر من ذى قبل 
فأمسك يديها .فابعدتها عنه قائلة :هو فين بابا .
محمود:بابا مشى من شوية ,وأحنا هنروحله بعد أسبوع علشان نعمل حفلة صغيرة عنده نعلن فيها جوازنا قدام الناس 
حسناء بخجل :أنا متشكرة جدا على اللى أنت عملته معايا .بس صدقنى أنا ثم صمتت وأجهشت بالبكاء .حاولت التكلم ثانيا. قائلة :صدقنى أنا .
فأستوقفها قائلا :أهدى دلوقتى علشان انتى تعبانة بكرة لما تتحسنى نبقا نتكلم
ثم أكمل كلامة :عم "متولى" دلوقتى هيسخنلك الاكل .لازم تأكلى ضرورى علشان تقدرى تقفى على رجليكى .قاطعتة "حسناء" :لا شكرا أنا مش جعانة .
لم يهتم "محمود" لحديثها وأمر العم "متولى" بأحضار الطعام اليها 
حسناء: وهى موجهة نظرها الى الارض :ملوش لازمة حضرتك أنا مش هاقدر أكل أى حاجة 
محمود بصوت صارم : أنا قلت هتاكلى يعنى هتاكلى أنا مبحبش الدلع 
كانت كلماتة الشديدة الصارمة كفيلة بسقوط شلالات من الدموع على وجهها
لم يبدى "محمود" أى تعاطف مع هذه الدموع وتركها وغادر الغرفة سريعا واتجه لحجرة الطعام 
محمود: سخنتلها الاكل ياعم "متولى" 
عم متولى :أيوه يا بنى اهو خلاص سخن .هاصبه بس فى الاطباق 
محمود: تسلم ايدك ياعم "متولى" ,معلش تعبتك معايا .
عم متولى : لايابنى متقولش كده .مفيش تعب ولا حاجة 
وقف "محمود" صامتا حتى أحضر عم "متولى" الطعام ووضعه بالصنية الخاصة به وتناوله منه ثم وقف امام الباب وأستأذن منها بالدخول فأذنت له بعدما عدلت جلستها جيدا .
"محمود"وهو ناظرا اليها :أنا جبتلك الاكل .ومش عايز اعلى صوتى تانى لانك شكلك بتزعلى بسرعة وأنا مش من طبعى أزعل حد منى وصمت قليلا ثم أكمل : بس لو الحد ده مسمعش الكلام هضطر غصب عنى أزعله .ثم أكمل بصوت أكثر حدة :وياريت لما أكلمك تبصيلى بلاش تتجاهلينى لانى مبحبش كده .ها .سمعتينى .
أومأت برأسها بالموافقة وهى لازالت تنظر تحت قدميها .
محمود:ها لسة برده باصة فى الارض .
حاولت التحدث ولكن لم تستطع فكانت فى شدة الحرج منه .تتمنى لو تنشق الارض من تحت قدميها وتبتلعها .
محمود: الظاهر كده أنك هتتعبينى معاكى .ادى اول حاجة أقولهالك ومتسمعيش كلامى 
ثم أطلق تنهيدة قوية كادت تحرقها .وأكمل حديثه :على العموم أنا مقدر اللى انت فيه دلوقتى وعلشان كده أنا هعديها .بس دلوقتى عايزك تاكلى .وشددعلى كلماته .تاكلى كويس سمعانى 
وضع صنية الطعام بجوارها وتركها وانصرف من الحجرة .
أما هى فحاولت التماسك والسيطرة على عقلها الذى كادت أن تفقده وظلت تستغفر ربها باكية وتحاول عدم التفكيرلكى لا تنهار قواها أكثر من ذلك .
جففت دموعها وجاهدت نفسها وحاولت أن تأكل ولو أقل القليل لكى تقف ثانية على قدميها ولكى لا يضايقها بحديثه القاسى مجددا.
بعد فترة ليست بقصيرة أتاها صوت "محمود"من الخارج ليعلن عن قدومه.فوجدها لم تأكل شيئا من الطعام
محمود:ايه ده أنت مأكلتيش كل ده 
حسناء بصوت مرتجف :لا أكلت 
محمود:فين اللى أكلتية .مش باين خالص أنك أكلتى اى حاجة .أنت بتدلعى على فكرة .وهم بالجلوس أمامها وحاول إطعامها بيديه.لكنها أشاحت بوجهها عنه فى خجل 
محمود وهو ينظر اليها : على فكرة أنا زوجك دلوقتى يعنى المفروض متتحرجيش منى 
أمتقع وجهها حينما سمعت منه كلمة زوجك .فأرادت النهوض بعيدا عنه فأمسكها من معصمها 
محمود: راحة فين .
حسناء وهى خائفة وتتلعثم :أنا كنت .فتوقفت كلماتها وكأن لسانها قد عقد ثم أكملت ::
أنا كنت عايزة أغسل أيدى ووشى .
محمود:طيب مش لما تاكلى الاول 
حسناء : أنا أكلت خلاص صدقنى .أنا محتاجة بس أغسل ايدى ووشى 
وضع محمود قبضة يده على فمه ناظراليها بغيظ شديد .
قائلا:يعنى مش هتاكلى .ماشى .تعالى أوريكى مكان الحمام 
خرج محمود وهى وراءه لم تنظر لشىء سوى الارض 
توقف محمود أمام دورة المياة مصوبا يديه عليه قائلا:أتفضلى 
دخلت حسناء دورة المياة وأوصدت الباب من الداخل ثم وقفت أمام المرأة تنظر وجهها وما حل به .ثم أجهشت بالبكاء الشديد .حتى أستدعاها "محمود" للخروج سريعا حينما سمع نحيبها 
"محمود"وهو ينظر لعم متولى الذى وقف هو الاخر جانبه:أطلعى لو سمحتى من الحمام مينفعش تعيطى بالشكل ده جوه
ثم طرق الباب ثانية :فأسرعت بفتحه والخروج منه وعلى وجهها أثر البكاء 
عم متولى : حرام يا بنتى كده .أنت متعرفيش ان العياط فى الحمام غلط
حسناء باكية :أنا ليه يحصلى كده ليه ثم جلست على ركبتيها باكية أنا مستحقش كده أبدا .ليه كده يا ربى .ليه
عم متولى بأسى : حرام يا بنتى اللى بتقوليه ده أستغفرى ربك 
حسناء : أستغفرالله العظيم .أستغفرالله العظيم .يارب خفف عنى .
نظر عم "متولى" "لمحمود" بأسى ثم أشار اليه بأيقافها .لكنها ابعدت يديه عنها 
حزت هذة الحركة فى نفس "محمود" ولكن لم يرد أن يضغط عليها فى حالتها هذه 
فساعدها عم "متولى" على النهوض :هاتى ايدك يا بنتى .هاتى ايدك أنا زى أبوكى لكنها ايضا رفضت وهمت بالنهوض وحدها .
نظراليها "محمود" بعدم تصديق وحدث نفسه وهو سائرأمامها لكى يدخلها الغرفة الخاصة بها 
معقول لاعايزة تمسك ايدى ولا ايد عم "متولى" كمان .معقول يا"حسناء" أنت بالاحترام ده كله طيب ليه .ليه حطيتى نفسك فى الموقف ده.ليه تجنى على نفسك .وعليا.
أفاق من شروده وحدثها قائلا :عايزك تنامى دلوقتى كويس وتستغطى كويس سمعانى علشان متضطرنيش ادخل اطمن عليكى بالليل وأنا مش عايز أقلقك .
أومأت برأسها ثم أستأذن منها وأوصدت الحجرة خلفه حتى سمع بالخارج صوت المفتاح وهو يدور بالباب .
أفترشت السرير ودثرت نفسها جيدا وظلت تفكر كثيرا حتى غفلت عينيهارغما عنها وغاصت فى نوم عميق .
أما محمود :فدخل الحجرة المقابلة لها وأفترش السرير المقابل لعم "متولى" ثم قام ثانية حينما وجد الهرة بجانب السرير فحملها مبتسما وحدثه 
محمود:يااه انا نسيت خالص القطة دى .كويس أنك أهتميت بيها وكويس أنك كنت قافل عليها هنا لانها بتخاف من القطط .ثم شرد قليلا متذكرا رؤيتها فى الصباح خائفة من الهرة .قطع شروده صوت عم متولى : طيب تحب أخدها الصبح اسربها بعيد .
محمود مبتسما :لا خليها بس هنا فى الاوضة .
عم متولى : حاضر يا بنى اللى تشوفه .
ثم تردد وكأنه يريد أن يقول شيئا .فأكمل :لا مؤاخذة يا بنى أنت كده هتنزل القاهرة بكره ولا هتفضل بردك كام يوم .
محمود:أنا عندى بكرة شغل الصبح مع ناس هاروح أخلصه ولو رجعت بدرى وحسيت انى كويس وهقدر اسوق هننزل القاهرة .
عم متولى : ربنا معاك يا بنى بكرة بقا لما تشوفك الحاجة وتعرف 
محمود:أنا هتصل بيها الصبح وهمهدلها الموضوع .
عم متولى :خير ماعملت يا بنى .بس لا مؤاخذة يا بنى انا عارف انك اتجوزتها علشان تنقذ الموقف .هو انت ناوى تسبها يعنى بعد فترة ولا هتعمل ايه
محمود:انا فعلا اتجوزتها علشان انقذها وانقذ كمان ابوها المسكين ده اللى كان هيودى نفسه فى داهية .بس حكاية انى اسبها دى مش عارف والله ياعم "متولى" مفكرتش فيها خالص بصراحة .سبها على ربنا .
عم متولى : ونعم بالله
وضع "محمود" جسده على الفراش وظل يفكربهذا الوضع الجديد الذى أقحم نفسه به رغما عنه حتى غفلت عيناه .
************************************************** ********
على الجانب الاخر 
________
والد ريم ثائرا: الهانم جت ولا لسه .الراجل الحارس اللى هناك قالى مشيت من بدرى يعنى المفروض تكون جت 
والدتها بخوف شديد: جت ياخويا جت جوه .بس ابوس ايدك يا صبرى بلاش تيجى جنبها دلوقتى .كفاية اللى هى فيه .
والدها : اللى هى فيه ,طب واللى هى حطتنا فيه .
والدتها : معلش عيلة وغلطت خلاص .
والدها: عيلة .يا ريت كانت عيلة كنت قلت معلش بكرة تكبر وتفهم لكن دى كبيرة وفى كلية يعنى فاهمة الصح من الغلط .
والدتها : هى حكتلى على كل اللى حصل .البت اللى اسمها "غدير" دى هى اللى لعبت بمخها وقالتلها يوم واحد نتفسح فيه ومحدش هيحس بشئ .
والدها: وهى عبيطة بقا اى حد يقولها حاجة تمشى وراه .
ثم تركها وفتح باب غرفة "ريم" التى كانت جالسة باكية على فراشها .
والدها: بتعيطى ده انت ليلتك سودة .هم بالانقضاض عليها فوقفت والدتها أمامه تمنعه من ايذائها .
والدها : من النهاردة مفيش خروج تانى من البيت ومفيش كلية لحد كده وحلو اوى 
والدتها: أهدى يا خويا بس .البت فى اخر سنة مفضلهاش غير شهر واحد .
والدها: ولا شهر ولا غيره قلت متخرجش من البيت يعنى متخرجش خلاص .
ثم أمسكها من شعرها ووجه اليها بعض اللكمات بوجهها .فأبعدته والدتها عنها بعدعناء شديد .
************************************************** ********

رحلة مش سعيدة.  للكاتبة: نيهال عوضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن