طائر السنونو

298 5 1
                                    


طائر السنونو
كان في بيتنا طائر جميل لونه اسود وابيض صوته عذب وساحر اسمه السنونو ،ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻋﺎﺩﺓ ﻛﺰﻭﺟﻴﻦ ﺫﻛﺮ ﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻳﻄﻴﺮﺍﻥ ﻣﺘﺮﺍﻓﻘﻴﻦ .كنت طفلة آنذاك   انظر  اليهم بذهول واجلس طويلا لاراقبهم بتمعن كيف يبنيان العش  كان يحمل كل واحد منهم بمنقاره قليل من الوحل ليضعه في مكان مرتفع هو حيث المكان الذي يبني فيه العش ثم يعود ويضع قشة واحدة في منقاره ويذهب به لنفس المكان
من يراهم يشعر بسعادة الزوجين والحب الذي يجمع بينهما ،وروح التعاون والصبر الذي  قد يفتقد اليه الكثير منا انه امر متعب وشاق بعد ذلك تضع الانثى اربع بيضات وعندما يفقس البيض يتغير صوت السنونو كأنه يردد اهازيج الفرح ثم يحلق ليجلب لهم الحشرات ليطعمها لأفراخه الصغيرة ، العجيب في هذا كله ان الطائر عندما يقسم الطعام يكون عادل فيعطي للجميع نفس المقدار لكي لا يظلم احد.
عالم الحيوان يقودك للتفكر ويجعلك تقارن بينه وبين عالمنا نحن البشر  
قد يظلمك اناس لا تربطك بهم صلة رحم كصديق مثلا او جار ،لكن ينتابك ألم يغور في اعماقك اذا شعرت بالظلم من والديك وخاصة  عندما  لا يتبعون القوانين الالهية التي وضعت قانون حكيم لكل شيء في هذا الوجود  لتعالج الكثير من الخلافات وتقضي على المفاهيم الجاهلية السائدة في مجتمعنا الشرقي  في زمن الجاهلية
كان يحفر الأب ويرمي بالتراب جانبا ثم تأتي ابنته وهي ترسم ابتسامة البراءة على وجهها الجميل وتمد يدها الصغيرة لتنفض التراب عن ملابس ابيها ولم تكن  تعلم انه يحفر قبرا ليدفن العار ويحث عليه التراب ولا يستمع لصوت بكائها وهي تستنجد وتصرخ وتقول له ارجوك ياأبي اتركني اعيش  هذا ما اقوله حقيقة وليس من نسج الخيال ترى هل كان يملك قلب من حجر بل هو اشد قسوة وتمر السنين لنرى نوع اخر من الظلم يميز الذكر عن الانثى في تقسيم اﻹرت.
نادى اﻹب زوجته وبناته العشرة وابنه الوحيد  
قال :يبدوأني سأفارق الحياة لقد جمعتكم لأبلغكم بوصيتي
كان ثريا جدا
أجاب الجميع بصوت واحد عافاك الله ياأبي واطال الله بعمرك 
قال :انصتوا جيدا لما اقول لقد كتبت كل املاك لأخيكم كي لا يضيع جهدي الذي بذلته منذ سنوات ويذهب هباء 
كانت فرحة ابنه لا توصف ولم تعترض الأم وكان يبدو الفرح على وجهها ولكن
اصاب بناته الذهول  ونظرت كل واحدة بتعجب للأخرى
عندما فارق الحياة ذهب كل ما يملكه لولده الوحيد اما بناته فكانت تتقاذفهم الحياة كأمواج البحر ويمر عليهم اخوهم مر السحاب ليتصدق عليهم من خير والدهم 
ترى الم يقرأ الآية القرآنية في قوله تعالى(...للذكر مثل حظ الأنثيين) وما روي عن رسول الله صل الله عليه واله وسلم(إن الله تبارك وتعالى أرأف على الاناث منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأه بينها وبينه حرمة إلا فرحة الله يوم القيامة  ان الله) لقد ادخل هذا الاب الحزن على قلب عشرة من بناته فماذا سيجيب الله يوم القيامة؟!
إن الله عادل ولا يحب الظلم نعم ان الأب يستطيع في حياته ان يهب امواله لمن يشاء لكن ما ذنب بناته هل هي عقوبة لهن لأن الله خلقهن اناث ، والذي يزيد الأمر غرابة ان الأم فرحت ولم تدافع عن حق بناتها اين ذهب وهج حب الامومة هل وارته تحت التراب ووضعت علية الحجر أم انه الخوف من ان تفقدي رضى ولدك فما كان مصيرك عندما اصبت بمرض الزهايمر اخذك ورماك في دار المسنين ثم جاءت احدى بناتك واخرجتك واحتضنك بكل حب وقامت بخدمتك الى أن وافك الأجل .اما انت ايها الأبن البار هل ستقتدي بوالدك ،لماذا لا تكون انت القدوة لكل الأباء وتقول ان والدي ظلمكم وظلم امي وسوف اعطيكم كل حقوقكم حسب ما نصه القرآن الكريم فعلت هذا لكنت محوت ما فعله والدك ولكنت الابن البار والاخ المثالي والاب الرحيم  لكن مع الاسف لا يوجد من يفكر هكذا في مجتمعا جعل المرأة في المرتبة الثانية من المخلوقات  فكل ما تزرعوه ستحصدوه يوما ما ولكن نحن من سيبقى يصرخ ليعلو صدى اصواتنا  للمطالبة بحقوقنا وبحق كل انثى ظلمت لا لشيء سوى ﻷن الله وضع روحها في جسد إمرأة .
#هاشتاك_قراءة
#حبر_مؤنث
#نرجسةالزمان
آرائكم تهمني تعليقاتكم تسعدني 😊

طائر السنونو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن