حينما يتحول الخيال إلى حقيقة

24 3 8
                                    

هل المظهر الخارجي مهم حقا ؟
البعض منا قد يقول نعم وآخرون سيقولون لا لكنه بالفعل أهم شيء فبه ستمتلك كل شيء وبدونه لن ينظر إليك مخلوق .
بالنسبة لي فقد أدركت هذه الحقيقة منذ ولدت .
لم يكن أحد يأبه لأمري منذ البداية حتى والدتي كان تخطط لإجهاضي لكن الطبيب منعها، بعد خروجي لهذه الحياة بدأت معاناتي الأولى مع عائلتي المكونة من امي والتي كانت تعمل كبائعة في إحدى الأسواق فقد كانت تمنعني من الذهاب للمدرسة وتجبرني على العمل بدلها لكني تخلصت من هذا بعد أن ماتت منذ ثلاث سنوات .
منذ صغري وأنا بدينة حتى أن الجميع كان ينادين ب"البرميل" أو "السمينة" لكن الأمر تطور ليصبح تنمرا في المرحلة المتوسطة وحتى المرحلة الثانوية التي لازلت في سنتها الثانية، كرهت نفسي وكرهت من حولي بسبب هذا .
لقد كنت اتمنى الموت قبل أن انام ولكن يبدو أن الرب يكرهني  (استغفر الله) فهو يحييني مجددا في كل صباح دون أن يستجيب لطلبي .
حسنا في الآونة الأخيرة بدأت العمل كخادمة في منزل عائلة ثرية مع أن هذا العمل يجعلني عرضة للسخرية أكثر من قبل إلا أنه يدر علي مالا يكفي لقضاء نفقات دراستي .
اليوم يتوجب علي العمل لوقت إضافي بما أن أرباب عملي يقيمون حفلا راقصا بمناسبة خطبة إبنتهم المدللة التي صادفا وأنها تمتلك نفس إسمي "كيوكو" هو إسمها .

- هاااااي! أيتها السمينة إذهبي لإخراج القمامة .
- حاضر سيدتي .
لم أعد انزعج من هذا فقد تعودت بالفعل، اخذت القمامة وخرجت من الباب الخلفي لأرميها وأثناء عودت لمحت مشهدا لم يتوجب علي رأيته .
إنها كيوكو السيدة الصغيرة المدللة مع الشخص الذي أحببته يتبادلان القبل، حسنا لم أكن أتوقع منه أن يبادلني شعوري لكن مع هذا فإن الأمر آلمني بحق .
أكملت طريقي للداخل لكن صوت اوقفني .
- لماذا انت هنا أيتها السمينة؟
- (بتأتأة) لقد كنت أخرج القمامة سيدتي .
- (بإشمئزاز) هل هذه الفيلة تعمل في منزلك؟
- ههههههههه نعم إنها خادمة عندنا .
- يع! لماذا لا تطردينها؟ إنها نذير شؤم .
ذلك الصوت تلك الكلمات إنها تختقني، لم أشعر إلا وقدماي تتحركان مبتعدتين عن المكان .
توقفت عند منتزه قريب لأسمح لدموعي بالسقوط لقد بكيت نعم لقد بكيت كما لم أبكي من قبل .

- هاي! أيتها الصغيرة .
إلتفت لمصدر الصوت فإذا به شاب وسيم يقف أمامي مبتسما حقيقة لقد فقدت قدرتي على الإدراك لذا لم أجبه وإنما غطيت وجهي ظنا مني انه سيذهب في سبيله، لكن ولسبب ما لم يذهب وإنما وقف أمامي ليبعد يدي عن وجهي ويعانقني قائلا بحنان :" لا يبكي فلكل مشكلة حل ."
- (تأتأة بسبب البكاء) لكن مشكلتي ليس لها حل .
- لماذا التشاؤم؟ كل المشاكل لها حلول .
- مشكلتي هي وزني الزائد والذي جعل مني أضحوكة في نظر الشخص الذي أحب .
- ما رأيك أن أحل لك مشكلتك .
- ماذا! حقا! كيف؟
- (قهقهة) على رسلك فكل شيء له مقابل .
- ماذا تريد كمقابل؟
- أمممم! أريد مأوا يأويني وثانيا أريد طعاما يسكن معدتي، هذه هي طلباتي .
- حقا! هل انت جاد في مساعدتي؟
- طبعا انا جاد .

يبدو أن حياتي مقبلة على تغييرات كبيرة والسبب هو هذا المجهول الذي ظهر من اللامكان في عالمي .

حينما يتحول الخيال إلى حقيقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن