18

763 36 3
                                    

بداية من رواية سجين البزرج..
للكاتب محمد صاوي

الرواية اكثر جدالا عن الاطلاق اذ انك تمتلك عقل يحدد لك افكار محدودة لا ينصح لك بقرائتها

اسلوب رائع بأفكار مميزة متشوقة لقرائتها

...................................

كواليس البداية!¡

*من أين أتت فكرة رواية سجين البرزخ؟!

البدايةُ كانت عجيبة، حين نظرتُ من نافذةِ منزلي ودققتُ في المارة، قلت لنفسي "ماذا لو قفزتُ الآن؟! هل سأموت؟!"، ولكنني ضربتُ على رأسي ونفضتُ عنها ذلك الهاجسَ العجيب، فحلَّ محله هاجسٌ آخر أكثرَ غرابة "إن كنتُ أحلم الآن وقفزتُ من النافذة، هل سأموت؟!"

تركتُ النافذةَ ودلفت إلى غرفتي، مدَدتُ جسدي على فراشي وسرحتُ بأفكاري، فتذكرتُ حلمًا منذُ يومين، حين وجدت نفسي أركضُ فوق عمارةٍ مكونةٍ من عشرة أدوار، ويركض خلفي ذلك الكائنُ المبهم، ومن ثم ألقيتُ بجسدي من فوق تلك العمارة الشاهقة حتى لا يلحقَ بي، فصرختُ بأعلى صوتي حتى كادت أن تتهتكَ أحباله، وعندما اقتربتُ من الأرض أفقتُ من نومي لاهثًا بكل قوتي، لمَ؟! لمَ لم أمُت؟! ولمَ لم أسقط؟!.. وماذا عن الجموعِ الغفيرةِ التي كانت تنظرُ إليَّ أسفل العمارة، هل اختفَت عندما اختفيتُ وأفقتُ من النوم، أم أن الحلم اكتملَ دون وجودي؟!.. فحدثَ أنني اصطدمتُ بالأرض وتناثرَت عظامي ودمائي ولحمُ جسدي في الأرجاء، ومن بعدِها قام أحدهُم بالصراخ، وآخرُ قد أحضر ورقةً من جريدة اليوم التي كان يتصفَّحُها شخصٌ بجانبِ الطرقات، فتبرعَ بها ليقومَ بتغطيتي!!

تصارعتِ الأفكارُ داخل عقلي وتكاثرت، إذن من الممكن أن أقفزَ الآن وأفيق من النوم.. من الممكن أن تكون حياتي حلم؟! لمَ لا؟!.. عزمتُ على القرار، سأقفزُ الآن وبالتأكيد سأفيقُ من نومي حتى تنتهي تلك الحياةُ المملة، فقبل أن يلمُس جسدي الأرض سأشهقُ برعبٍ لأفيق على سريرٍ آخر في مكانٍ آخر، ولكنني!! ولكنني سأصبحُ بكل تأكيدٍ كائنًا آخر.. أووووووف، جُن عقلي، فيمَ أفكر؟! أيعقلُ حقًا أن تكون تلك هي الحقيقة؟! أن تكونَ حياتك حُلم وعندما تموتُ تفيقُ في مكانٍ آخر في جسدِ كائنٍ آخر لتعيش حياةً أخرى! ماذا لو كنت نملة، أو بعوضةٌ مزعجة، أو ذبابةٌ تُقلق الآخرين ليفيقوا من نومهم؟!.. وهنا فاقَ الأمر حدودَ عقلي، فدلفتُ إلى المطبخِ وأعددت فنجانَ قهوةٍ لأفكر بشكلٍ مرتب..

الاستنتاج الأول: عندما تُقدم على الموت تفيقُ من حلمك.
الاستنتاج الثاني: لا يموتُ الشخص في حلمه أبدًا، وإن ماتَ فهو يموتُ في الحقيقة، لذلك ينبهُك عقلك في اللحظة الأخيرة لتفيقَ من نومك في اللحظة الحاسمة.
الاستنتاج الثالث: من الممكن أن تكون الحياةُ حلمًا وأنت شيءٌ آخرٌ في عالمٍ آخر، تعيشُ حياةً أخرى.

ولكن لحظة!!

ماذا لو حَلم الميت، كيف إذن سيموت؟!

وكانت الصدمة، فسقطَ فنجانُ القهوة من يدي، وركضتُ إلى الغرفةِ وأمسكتُ بالقلم والورقة وشرعتُ في كتابة بعضِ الخطوط، بعضِ المعلومات، بعضِ الاستنتاجات!!

هناك فكرةٌ ليست بالهينةِ هنا تسكنُ داخل عقلي، ولكنها شائكة، ولكن دعنا نتغاضى عن صعوبةِ الفكرة.. الهامُّ حقًا هو الإرهاق العقلي الذي شعرتُ به بمجرد التفكير فقط في الفكرة، ماذا عن كتابتها؟! وماذا عن ذلك القارئ المسكين، وما ذنبُ عقله في خوضهِ معي تلك المغامرةِ التي سترهقُ كل من يلاقيها!

بدأتُ في التحدثِ مع نفسي، ومع ممن حولي، وفي تلك اللحظةِ لم يكُن حولي أحد، فكدتُ أصابُ بالجنون..

هيا لنبحثَ معًا عن البرزخ، ما هي الحياةُ بعد الموت، وما هو الفارق! الفارقُ بيننا وبين الأموات، الفارق بيننا وبين الأوهام!!.. وماذا إن كنا أوهامًا، والحقائق تنظرُ لنا من نافذتها مبتسمةً على بلاهتنا؟؟.. وما هو مفهوم الروح في الديانة البوذية؟ العقلُ الباطن عند الجثة، أينتهى بانتهاءِ حياة الإنسان حقًا؟! أم يستمرُّ معه بعد موته؟!.. هل يُعقل حقًا أن تنامَ لتصحو من نومكَ فتجدُ جسدك يخرجُ من جسدك لتُبصر نفسكَ أثناء نومك؟!

وما هي "المفارقة العقلية": المفارقةُ العقلية شيءٌ من اعتقاد الفيلسوف العظيم نيتشه، عندما أبحرتُ فيه كدت أغرقُ دون رجعة، ولكنها كانت نقطةً هامةً في حياتي، فتوقفتُ أمامه بتساؤلاتٍ كثيرةٍ جدًا، فكنتُ إنسانًا تائهًا لا أعلمُ وجهةً محددة، وبعد أن استطعتُ الخروج بإجاباتي تحولتُ لشخصٍ آخر.

حسنًا حتى لا أُجن.. سأرتبُ تلك المعلوماتِ الثمينةِ في ورقةٍ عريضة، وسأبدأ من هنا في رسمِ الشخصيات، في رسمِ بعض الحكايات، وسأبدأ، نعم سأبدأُ مهما كلفني الأمر، وسأكتبُ ما هو مجنون، بل ما سيركعُ له الجنونُ إجلالًا وتعظيمًا، سأكتبُ تلك الفكرةِ التي ستنهشُ العقل، بل ستلتهمُ التفكير، ستُرهق عقلك، وسيصرخُ ويئِن من صعوبةِ ما سيواجه، ولكن الأمرَ الهامَّ هنا، هي تلكَ المغامرة التي ستحبسُ أنفاسك، بل ستسرقُها.. حتى تنتهي صفحاتُ كتابٍ يسكنُ بين يديك، نجحتُ في كتابتهِ بعد أن اقتربتُ كثيرًا من الجنون، بل كان الجنونُ أنيسَ وحدتي وحروفي وكلماتي.

انتظروا حفل توقيع الرواية الأكثر جدلًا على الإطلاق، سجين البرزخ.. وذلك يوم الجمعة الموافق (2/2/2018) في معرض الكتاب بأرض المعارض، جناح دار إبداع المعرض المكشوف أمام جناح مكتبة ألف، بمدينة نصر صلاح سالم.

يتبع..

#سجين_البرزخ!
#دار_إبداع_للترجمة_والنشر_والتوزيع!
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2018!

#محمد_صاوي!¡

حكم وأمثال أعجبتنيOù les histoires vivent. Découvrez maintenant