طيب ..
أنا محتاج مُساعدتكم جدًا ..
عيد ميلادي كمان يومين و أنا خايف من اليوم دا جدًا
خلوني أحكيلكم من الأول عشـان تفهموني و تقدروا تنصحوني أعمل إيه ؟!
طبعًا كُلكم عارفين إن أغلب الأطفال بيبقالهم صديق خيالي ، أختي التوأم جيسي لمّا كان عندها 3 أو 4 سنين ، كان لها 3 أصدقاء خياليين ، عدد كبير شوية .. مش كدا ؟ ، بس مش دا المُهم ، خلوني أكمِّل ، واحد منهم كان إسـمه السيد سبرينكلز و التاني إسـمه الكابتن فلوف أما التالت و الأقرب لقلبي كانت بتقول إن إسـمه كاتباب و هوّ علي حد وصفها كان عصفور أحمر صُغيّر ، كانت عاوزة تسـميه كاتشـاب بس كُنا صُغيّرين و هي معرفتش تنطق الكلمة فبقي إسـمه كاتباب
أنا كان وضعي مُختلف ، مش فاكر طفولتي أوي بس فاكر صديقة خيالية واحدة كُنت مسميها الطائر الأسـود ، أول مرة في حياتي كُنت أشـوفها كان في عيد ميلادي الثالث ، كُنا بنطفي الشـموع في تورتة عيد ميلادنا أنا و جيسـي لمّا لمحتها واقفة تحت المطر وسـط أشـجار الغابة القُريبة من البيت ، كانت سـت طويلة و نحيفة جدًا ، شعرها الأسـود مبلول بسبب المطر و لازق في وجهها ، لابسة فُسـتان أسـود مقطوع من أماكن كتير ، الفُستان كان بيتطاير مع الهوا لكن شعرها مكانش بيتحرك ، بدأت أحس بالخوف من مظهرها و بدأت أعيّط ، كانت بتبص ناحيتي و رغم إن عينيها مش باينة بس أنا حاسـس بكدا ، صرخت و أنا بشـاور عليها ، كُنت بترعش من الخوف لكن لمّا هُمّا بصوا ملقوش أي أثر لأي حاجة ، بابا حضني و طبطب عليّا و قالي إني بس بيتهيألي مش أكتر
و من بعدها كانت بتظهر ليّا كُل سنة في عيد ميلادنا ، و كُل سـنة بصرُخ من الرعب و أعيّط ، و كل سـنة يبصوا ميلاقوش حاجة و يقولولي إني بتخيّل !
عاوزين تعرفوا بعيّط من الخوف ليه كُل سنة ؟
أنا هقولكم ...
.
كُل سنة كانت بتقرّب خطوة من بيتنا ، حتي لمّا بمسِـك نفسـي و مش ببُص ناحيتها برضه بلاقيها بتقرب كُل سنة خطوة ، و كُل سـنة شـكلها بيبقي مُخيف أكتر ، شعرها بيبقي أخف ، بشـرتها شـاحبة أكتر ، عينيها بدأت تبان و نظرتها المُخيفة كانت مُرعبة جدًا ، جسمها متورِّم بطريقة مش طبيعية ، و جروح مُتقيِّحة مالية رجليها
هدومها شكلها زي ما هي رغم كُل حاجة !
من أربع سـنين و إحنا بنحتفل بعيد ميلادنا السـابع عشـر تجرأت و شـاورت بإيد مهزوزة ناحية الشـباك و سـألت جيسـي بصوت واطي لو هي شايفاها ؟ ، ملامحها إتبدلت و حسـيت إنها بتترعش و هي رايحة ناحية سـتارة الشـباك و بتقفلها بتوتر قبل ما تسـيب عيد الميلاد و تطلع أوضتها
جيسـي عُمرها ما إتصرفت بالشـكل دا أبدًا قبل كدا ...
قررت أدوّر علي النت يمكن أوصل لأي حاجة ...
فتحت جوجل و بدأت أدوّر
الطائر الأسـود ... مفيش حاجة
الجُثة الحية .. مفيش حاجة
المرأة ذات الرداء الأسـود التي تظهر في أعياد الميلاد ... مفيش حاجة
مفيش أي دليل علي أي حاجة !
.
السنة اللي فاتت صحيت بالظبط السـاعة 12:04 ، تقريبًا في مُنتصف الليل ، دا الوقت اللي أنا إتولدت فيه زي ما اهلي دايماً بيقولولي ، مش عارف ليه حسيت إني لازم أبُص ناحية الشباك ، رغم الظلام و الليل شُفتها ، كانت لازقة في زجاج غرفتي ، غرفتي اللي في الدور التاني ، ضاغطة بإيديها و بوجهها علي الزجاج و بتتأملني بنظرات مُخيفة ، نظراتها جمدت الدم في عروقي ، قمت من علي السرير و أنا بترعش و جريت برا الأوضة ، جسمي بيترعش من شـدة الخوف ، جريت في الغابة زي المجنون عاوز أهرب منها ، بس بابا خرج و فضل يدوّر عليّا هو و ماما لحَد ما لقوني بس لمّا رجعنا البيت كانت جيسـي إختفت تمامًا
.
أنا خايف السنة دي من يوم عيد ميلادي
أنا خايف السنة دي عشان هي هتكون أقرب ليّا من كُل سنة
أنا خايف عشان السنة اللي فاتت أهلي لقوني
أنا خايف السنة دي عشان هي هتقدر تدخل أوضتي
أنا خايف عشان السنة اللي فاتت جيسـي إختفت بدون أثر
أنا خايف السنة دي عشان هي هتقدر توصلّي
أنا خايف عشان السنة اللي فاتت المُحققين لقوا آثار دم بتقودهم للجزء المهجور من الغابة
أنا خايف السنة دي عشان هي غاضبة عشان هربت منها السنة اللي فاتت
أنا خايف عشان السنة اللي فاتت المُحققين لقوا جثة جيسي و علي وشـها علامات رعب مش طبيعية
أنا خايف عشان لقوا جثتها جنب جُثة ست طويلة و نحيفة لابسـة فُسـتان أسـود مقطوع !
.
.
.
