1||ريشة رمادية

176 22 2
                                    

ذلك الضوء الساطع،
تلك الرائحة الحادة،
أولئك الناس ذو الملابس الغريبة،
آخر ما آراهُ قبل أن يحيطني الظلامُ من كل صوبٍ و جانب

إستيقظتُ في اللامكان،
لا شيء تحتي أو فوقي،
أطفو في فضاءٍ خالٍ من النجومِ و الأجرام،
لم يطُل تعجبي؛ فقد سبق و أن حاكت مخيلتي هذا الفراغُ من قبل،
المكانُ كلوحة باردة تنتظر من يدبُ فيها حرارة الحياة من جديد،
و يبدو أن الفرشاة بحوزتي.

أولاً، لِمَ لون لوحتي سوداء؟
لِتكن بيضاء

فأصبحت...

إبتسمتُ مُنتشياً، و لم يفارق البريقُ عيناي
تساءلتُ مائلاً لِرأسي

ألا يجبُ أن يكون لمملكتي أساس؟

سقطتُ على شيءٍ أشبه بمحيط من الغيوم،
أصبح صلباً بمجرد وقوفي عليه

مهلاً...هل أنا أقفُ للتو؟
لا بُد من أن هذا أكثرُ أحلامي جنوناً،
أو أنه مجرد حلمٍ سابق لِميعاده

تأهبتُ للقيام بالشيء الذي لطالما أنتظرتُ لفعله،
لقد حُرمتُ منه لسنواتٍ عديدة،
لا أعلم إن كان بمقدوري فعلها؛
فعادة ما ينتهي الحلم في أكثر اللحظات تشويقاً

أطلقتُ العنان لِنفسي لِأتقدم بخطواتي،
كانت قصيرة و بطيئة بدايةً
لكنها أخذت في التسارُع شيئاً فشيئاً،
إلى أن اصبحتُ أعدو
شعرتُ بالحياة لأول مرة منذُ مدة
و كطبيعة الأحوال، لكل مُتعةٍ نهاية
دُستُ على شيء سحبني للخلف
و سقطتُ للمرة الثانية، لكنها لم تكن ناعمة كسابقتها
بل أنني شعرتُ بظهري يتنملُ من شدة الألم
إعتدلتُ جلوساً لِأرى ما تعثرتُ به،

إلتقطتُها مُحدقاً بها بإستصغار
ريشة رمادية؟

خلف قضبان التوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن