2||رائحة حلوى القطن

124 17 7
                                    

كيفَ يمكن لريشةٍ صغيرة أن تتسبب بهذا الألم؟
رفعت رأسي للأعلى؛ لعلها وقعت من طائرٍ ما،
لكن السماء فوقي كانت مِرآة مائية،
لم يُفزعني شكلها بقدر ما أفزعني أنعكاسي عليها

أنا من أوقعتُ الريشة،
من أجنحتي الرمادية الكبيرة،
فتحتهما على أوسع نطاق،
كأنني طاؤوس مُتباهٍ بريشه الخلاب

عليَ إستخدامهما بشكل جيد

إرتفعتُ بهما عالياً،
صرخت بكل صوتي لشعوري بالأدرينالين يتدفق في عروقي،
و بينما أنا في نقطة بعيدة المدى،
أنتابني الطمعُ أكثر؛ أردتُ عالماً مُتكاملاً أعيشُ فيه حياتي التي أخترتها عوضاً عن حياتي الواقعية المليئة بالقيود

إنخفضتُ لِأرى بحيرة زرقاء،
يحُدُّها المرج الأخضر، و الأشجار كثيفة الأوراق
و في الأفق جبالٌ شامخة، يُغطي قمتها الضبابُ الكثيف

هذا مثالي!

لجأتُ لغيمة بيضاءُ مكتنزة لأستلقي عليها،
فالتحليق و إبتكار عالمٍ بهذه الروعة؛ أتعبني قليلاً
كما أن المنظر من الأعلى يبدو آسراً

ضيَّقت عيناي لأتأكد من صحة ما أرآه،
خرجت من بين الأشجار بأعين واسعة منبهرة،
بفستان ناعم باللون النيلي، و شعر بني مُموج يداعب كتفيها،

هبطتُ لها لتلتفت إليَ باسمةً

عالمُك جميلٌ جداً

شهقت بقوة واضعة يدها أمام فمها، و أخذت تدور حولي في حلقات غير مكتملة

يا إلهي!، كيف أستطعت فعل هذا؟، كيف نما لك جناحان؟،
حاولت كثيراً فعلها لكنني كنتُ أفشل دوماً

إكتفيتُ بالتحديق نحوها فارِغاً فكَّي،
مَسَّدتُ على رقبتي، و وقفتُ مُتخصِراً

من أنتِ؟

قهقهت برقة و غطت وجهها بكفيها الصغيرين

يالسذاجتي!، أنا روز

مدت يدها نحوي لِتُصافحني،
بادلتها و أجبتُ عن سؤالها المُتوقع

جونج إن.

من أين أتيتِ؟

أجابت تعبثُ بقدميها العاريتين على العشب الرطب

من العالم المُجاور،
إتبع رائحة حلوى القطن و سوف تجدُه

خلف قضبان التوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن