part 1

80 1 1
                                    

بين تلك الأسرة البيضاء وقف رجل يشهد كل من رآه على أنه أجمل كائنات الأرض وأكثرها وسامة... هل قلت وسامة؟..أين الوسامة منه.. حتى هي تخجل حين يذكر أمامها...كان يترقب طفلا...توتره لم يكن يوصف أنجبت زوجته قبل ذلك ثلاث فتيات وصبي..كلهم بعملية قيصيرة...كان يرى معانتها في سبيل اسعاده الأمر الذي جعله يهيم في عشقها أكثر...بعد برهة..عجت المستشفى بصوت بكاءه...أسعده ما سمع..هاقد جاء مولوده الخامس إلى الحياة..أقبل الطبيب بعبارات الفرح والتبريك:

مبارك لك دانييل أتى الطفل بسلام..

رد بلهفة: أهو صبي فعلاً؟..

أجابه الطبيب بهدوء و قد رسم ابتسامة على وجهه: صبي وسيم بقدرك..

لم يطق الإنتظار..أسرع نحوه يريد أن يرى فلذة كبده..صبي طالما تمناه..كان يحلم بأن ينجب أربعة صبية..ليس له سوى ابنه ذو الأربع أعوام 'لويس'..وأخواتها الثلاث 'إيميلي'و'بيلا'و'لورين'..على التوالي..أسرع نحو تلك الغرفة...يجري وراء صوت لطالما تمنى سماعه..ما إن دلف حتى ارتمى بحضن زوجته'روين'..تارة يقبلها وتارة يعتصرها بين ذراعيه...ما لبث إلا أن سألها

أين ابني؟..

أجابته بوهن وهي تشير إلى ذلك الملاك الصغير: هناك..ينتظر والده..

أسرع نحوه..حدق فيه مطولاً إلى أن قال

إنه أشقر.!!!

ولكن كيف ووالداه ذوا شعر أسود...بدأت الأفكار السوداوية تلهو بعقله..إلى أن قال ببلاهة و هو يحك مؤخرة رأسه

آه..كيف نسيت أمر جده!..

قالت زوجته..لتزيد من استغرابه: وعيناه فضيتان أيضاً..

قال بعدم تصديق: ماذا؟..

__________________________________

ظهر الصباح أخيراً بعد محاولات الليل التي باءت بالفشل...كان ذلك الملاك نائما..خصلات شعره هنا و هناك..لقد طال فعلا..لم لا يقصه؟..ولكنه أوسم هكذا..في الحقيقة حتى لو بقي بدون شعر فهو يظل وسيما جدا...أيقظه صوت أمه تناديه للفطور

إلياس حبيبي هيا تعال..

أجابها وهو نصف نائم: خمس دقائق بعد..

وأكمل نومه الساحر..دلفت أمه لغرفته..وجلست على حافة السرير..وضعت يدها على جبينه..صرخت بعدها قائلة

إلياس حبيبي أنت تشتعل حرارة..

قال بخفوت: أشعر ببعض التعب فقط..لا تقلقي أمي سأكون بخير...

أردفت وهي تجري لتحضر بعض الكمادات الباردة: لا تتحرك سآتي حالا...

زفر بضيق..كم الحمى كريهه...ترهقه ومن حوله..لا تجلب سوى المصائب..والآن سيقلق الجميع عليه بسببها...يا للحظ...عادت مهرولة نحوه..وهي تضع بعض الكمادات على جبينه..ثم بدأت تمسح شعره مرجعة تلك الخصلات الشقية إلى الخلف...ظهر جبينه بدا الآن أوسم بكثييير...كانت عيناه تملأ الدنيا بريقا على بريقها...قالت أمه وهي تتصنع الغضب

جولييت خاصتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن