الانتقام

93 2 0
                                    

كانـ يتأمل في أرجاء شقته قبل خروجه منها ، خروجه الذي لم يحسب له أي حساب، ولكن مادام للظُلامِ وجود في هذه الحياة ، فلن تنتهي المشاكل ، لم تكن لديه أدنى فكرة إلى أين سيرحل، ولكن المؤكد إلى الانتقام، الانتقام ممن ظلمه، ممن قتل أخيه، ممن اختطف اخته التي لا يدري عنها أي شيء إلى الآن، حرمه من طفولته وهو لم يتعدى 7 أعوام، حرمه من اللعب كالأطفال البقية..حرمهـ من التعليمـ حرمه من أحلامهـ وطموحاته منذ الصغر...

تولدت فيه روح الانتقام ممن اساؤوا إليه، ممن افقدوه حنان اخته ، ورعاية اخيه، نظر إلى الشخص الوحيد الذي أحبه في هذا المكان، إنه الحارس!!، حارس الشقهـ. ذهب إليه مسرعاً وقبل رأسه واحتضنه وبكى ، إلى أن جفت دموعه، ابتعد عن حضنه وودعه بنظرة أخيره..

خرج إلى الطريق وأوقف سيارة اجرة واتجه إلى محطة القطار!!

نزلـ منـ السياره بعد أن وصل إلى المحطه وأخرج ما تبقى لديه من النقود ليعطيها للسائق الذي اعترض ولكنه حن ووافق عندما قال له انه لا يملك غيرها، اتجه إلى مقاعد الانتظار ، كادت أن يغفو من شدة التعب ، أغمض عيناه، ولكن سرعان ما فتحها والتفت لمصدر الصوت وذهب له.

ساد (اسمه): ما بك؟ لمذا تبكي؟

الطفل بصوت متلعثم خائف: لا لقد أضعت ماما

ساد: لا تبكي لكي اساعدك بإيجادها

الطفل وهو يمسح دمووعه بذراعه المكشوف: ها قد مسحت دموعي، أين ماما؟

ساد بفطنه: أين كنتـ حين ضاعت منك

الطفل وهو يأشر لجهة الحمامات: كنت هناك ولكني انشغلت عنها بمراقبة الناس والتفت فلم اجدها

ساد: إذن انتظر هنا قليلاً

وجلس ساد مرة أخرى وأخذ الطفل بين ذراعيه وأخذ يداعبه ويلاعبه

ساد: ما اسمك؟

الطفل: جون اسمي جون

ساد: اسمك جميل

الطفل ببراءة: انا لا اريد هذا الاسم انا اريد ان يكون اسمي مايكل

ساد: لمذا؟

الطفل: اريد ان اكون مثل مايكل جاكسون

ابتسم ساد ابتسامه جانبيه وقال: المرء ليس باسمه بل بعقله

الطفل: ماذا قلت

ساد(واضح أنه لم يفهم): لا لم أقل شيئاً

وأخذ يتكلم معه وما هي إلا لحظات قليلهـ

حتى رأى ساد امرأة تركض فيـ كل جهه

عرفـ انها ام الطفل من وجه الشبه بينهما

ولف جون عليها وقال: هل هذه امكـ

جون بفرحه: نعم هي أمي (وذهب يركض ناحيتها وما ان وصل حتى احتضنته بقووووة )

ديانا (ام الطفل): أين كنت؟ ومع من؟ وكيف جئت إلى هنا

جون وهو يأشر على ساد: هذا

ذهبت ديانا إليهـ وشكرتهـ ولحسن الحظ كانوا معه بنفس الرحلهـ

ديانا: جزاء لحفاظك على ابني سالماً ، رحلتك اليوم في القطار على حسابي

ساد: لا شكـ

قاطعته: أنا مصرهـ

وبعد محاولات دامت طويلاً وافقـ وهو بين شعورين، شعور الخجل بأن هذه المرأة سوف تدفع عنه، وشعور الفرح بأن هم دفع هذه الرحله قد انزاح عنه لأنه لا يملك شيئاً..

جاء القطار

ركبـ ساد وبجانبهـ جونـ واخيراً ديانا

ديانا كانت تسمع للأغانيـ

أما جون فكان ملهياً بأكل حلاوياتهـ

التفت ساد إلى النافذهـ

تفاجأ من المنظر

طيور بأشكال وأنواع

عشب أخضر

نهر طويلـ

كانـ يتمنى أن لا يترحكـ القطار عند هذهـ المنطقهـ

ولكن هذهـ منطقهـ للمرور وليستـ للوقوفـ

بعد أن شاهد هذه المناظر

اسند رأسهـ على المقعد وغفت عيناه

وللمره الثانيه يقاطعهـ المضيفـ

:::اتريدون شيئاً

ديانا: كوباً من القهوة لو سمحت، (والتفتت على ساد الذي هز رأسه بلا)

جون: ماما أنا أريد كوباً من الحليب

دياناالتفتت على المضيف): احضر له لو سمحت

المضيف (هز رأسه بالموافقه وذهب)

حاول ساد الرجوع لنومه ولكنه لم يقدر أخرج قلادته الفضيه من جيبه

كانت لغزاً كبيراً بالنسبة له

لم يفهم ما بها

كانت تحتوي على أربع حروف على اعتقاده

كانت باليونانيهـ

لأنه سأل عنها الكثيرين

لم يفيدوه إلا بقول هذه (اللغه يونانيه!!)

تنهد بتعب

وارجع قلادته مرة أخرى

ونامـ من دون شعور.

 

يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 31, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن