" 3 "

41 4 1
                                    

٣
لقد كان شغوفاً بالقراءة مُنذ صغره
لا يعلم لماذا
على الأقل وجد شيئاً يؤنسه في وحدته
ولايسخر منه ولا يُنافق في مشاعره تجاهه
كانت المكتبة هي المكان الوحيد الذي يتكبد عناء الخروج من غرفته ليذهب إليها.

فهو بالتأكيد لايحب الإختلاط ب ( البشر )
ولا أي كائن كان
فقط هو لوحده لا شيء آخر.

يحاول أبيه تغيير هذا الطبع فيه أحياناً
ولكن يعلم أن أبيه لايهتم حقا بشأنه
فقط يقول ذلك ليجد شيئا يتحدث فيه.

تطلق والدآه منذ أن كان صغير
هو الإبن الوحيد
أمه مع شخص آخر ولا تتكبد حتى عناء السؤال عنه
يسمع دائما الناس يقولون أن حب الام لأطفالها مختلف
ولكن من تجربته ؟
هو ليس متأكد من ذلك.

قطع حبل افكاره اللامتناهيه الباص القادم نحوه
ليذهب مره اخرى إلى غرفته التي دفن فيها جميع أفكاره السوداء
يركب الباص ويتأمل المطر من النافذة
هو حقا يكره المطر
لايعلم لماذا الناس يحبونه هكذا ؟؟
على أي حال هذه هي أفكاره الخاصة
ويعلم جيدا أن الناس لن ياخذون جانب افكاره.

| مذكرات ليلة ممطرة |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن