Chapter 1

16 0 0
                                    

الخامسة و النصف مساءً
في منطقة يتخللها الأخضر... يعطّرها البنفسج.. يزيّنها كوخ باللون البني يتوضع في وسط تلك المنطقة؛ هناك كان يجلس علي شارد الذهن و أمامه لوحة بيضاء لم تُلطَّخ بعد بألوانه؛ قاطع تأمله صوت صرير باب الكوخ القديم فالتفت ليراها قادمةً اليه بابتسامتها المليئة بالحب و الأمل حاملةً بيدها قطع من الحلوى الملونة التي لطالما اكلها عندما كان في العاشرة من عمره و لم يتذوقها بعد منذ ذلك اليوم
ياسمين: تفضل عزيزي
نظر لها بطرف عينه قائلاً : أتريني طفلاً أمامك حتى آكل هذا الشيء
ياسمين: سخيف!!
علي: ماذا عن شعرك؟! (أشار الى شعرها المبعثر بطريقة عشوائية)
ياسمين: انه يعجبني هكذا عزيزي.. دع شعري الآن و قل لي(تكلمت برقّة و دلال و من ثم حاوطت يداها رقبته من الخلف بحنان بعدما وضعت طبق الحلوى جانباً) ماذا سترسم؟ (وضعت قبلة خفيفة على خدّه)
علي: سأرسم جمالك.. حبيبتي
ضحكت بخفة بينما حاوطت يداها على صدره و قبّلته بخفّة.
الثانية عشرة منتصف الليل..
في هدوء الليل القاتم
في منطقة مليئة بمتاجرٍ فخمة لبيع قطع قديمة و تحف غالية الثمن
لم يكن هناك أي صوت سوى صوت صرصار الليل
و الضوء الأحمر الخفيف المتوضع فوق كل متجر من المتاجر.
عماد:لا تصدر صوتاً يا غبي!! ما بك ؟!
زياد: اسمع ، لن يُكشَف أمرنا صحيح؟؟
عماد: أجل بالطبع.. اتبعني
بكل بساطة و سهولة.. فُتِح باب أحد المتاجر و انطلقا الى داخلها و كأن شيئاً لم يكن!!
اغلق عماد الستائر و أنار الأضواء
عماد: يا الهي ما هذا الذي أراه؟ انه لشيء لا يمكنك أن تراه حتى في حلمك يا رجل!!
زياد: أجل (أجاب و هو يجول بنظره على كل قطعة)
توجه نظرهما نحو قطعة صغيرة ولكن على الأغلب سعرها لا يقدر بثمن
وضعها عماد في حقيبته الظهرية و أعاد ضبط إعدادات نظام المراقبة حتى لا يكشفا و خرجا وهم في قمة فرحهم بما حققاه !!
الواحدة و النصف منتصف الليل..
خرج من المرحاض و اطفئ الأنوار و توجه نحو زوجته التي كانت تهتم بطلاء أظافرها
علي: دعينا نعود إلى البيت غداً
ياسمين: لماذا؟! لم نمضِ حتى يومان كاملان هنا
علي: أشعر بالضيق و الملل.. غداً نعود لا تنسِ لديّ الكثير من الأعمال لانجزها عزيزتي
ياسمين: حسناً.. كما تشاء
أدار ظهره لها و تناول اللوحة التي قام برسمها في الصباح
علي: أغمضِ عينيك حبيبتي
أغمضت عينيها كما طلب و أدار اللوحة باتجاهها
علي: الآن..
فتحت عينيها بينما هي تطالع جمال اللوحة التي رُسمت باللونين الابيض و الاسود دون أيّة ألوان أخرى ارتسمت ابتسامة مليئة بالحب زيّنت وجهها
ياسمين: يا الهي عزيزي!! أعشقك.. جداً
ابتسم ابتسامة واسعة و وضع اللوحة في مكانها
ثم اقترب منها و احتضنها
ابتعدت عنه و وضعت يدها على ذقنه لتطالعه بنظرات حب
ياسمين: تاريخ اليوم؟
علي: 1/نيسان ذكرى زواجنا الثالث..
ياسمين: يا الهي انت لم تنسى؟! (صفقت بفرح و الابتسامة تعلو وجهها )
وضع يده على شعرها و بعثره بطريقة عشوائية
علي: أحبك.

يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 04, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثلاث سنوات.. و بعد؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن