Hazy || ضبابيّ

596 34 92
                                    

ــ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ــ

لكل دواء داء ، ولكل داء دواء .. أنت كنت كلاهما.

راكضة تحت قطرات المطر الغزير ، رافعة لحقيبتها أعلى رأسها والقبعة توجهت إلى المقهى القريب منها..

فتحت الباب وأنزلت الحقيبة جانباً بينما استقبلتها نادلة المقهى وجهزت لها طاولةً ومنشفة لتجفف بها نفسها..

جلست على كرسيها المعتاد ، أمام نافذة المقهى المطلة على الطريق ، ترى جميع الأماكن من مكانها ولا يُرى مكانها من جميع الأماكن..

دقائق كانت حتى أحضرت النادلة قهوتها المعتادة لتشرع هي بأخذ رشفات بسيطة بين الفينة والأخرى وهي تقرأ كتاباً وتتأكد من وصول رسالة..

حتى حوّلت انظارها نحو النافذة يسارها ، هناك الذي يظلُّ نفسه بمظلته الزرقاء الكبيرة ، او من يحتمي تحت سقف الموقف ، مع مرور سيارتين او ثلاث في الدقيقة ، كان واقفاً هناك بلا حراك..

واقفاً وسط العاصفة ، بملابس خريفية ليست بثقيلة ، بلا مظلة ولا يحرك ساكناً ، يقف على ناصية الرصيف ، يقف ناظراً في الفراغ موليّاًًّ ظهره لها ، كان فقط يقف هناك..

أدارت عينيها نحو كتابها وعادت للسطر الأول ، الفصل الأول في الصفحة الرابعة في قصة قصيرة تتكلم عن حياة محقق في قسم شرطة البلدة..

جذبتها كلماتٌ كمنعزل ، غريب أطوار ، فقد عقله ، وتناسى العالم..

قلّبت عينيها نحو النافذة مجدداً ، وإذا به لازال واقفاً وسط العاصفة على ناصية الرصيف ، أعادت تركيزها نحو كتابها من جديد..

هذه المرة ، وقعت عينيها على كلماتٍ عدّة ، كساعدوني ، استمعوا لما أقوله ، أنا ضائع في الفراغ..

كانت تنظر تارةً للنافذة وتارةً تعاود النظر للكتاب ، تقع عينها على الواقف هناك ، ثم على كلمات تشتت تركيزها وتغذي فضولها ، نظرت لهاتفها قبل أن تنتصب واقفةً وتسأل النادلة عن مظلة لخمس دقائق..

فتحت باب المقهى وأمسكت بالمظلة رافعة إياها ومشت بخطواتٍ واثقة نحو وجهتها ، وقفت بجانبه واختلست بعض الأنظار إليه ، كان وجهه شاحباً ويداه زرقاء ، لا يرتعش لكن يبدو عليه المرض وقد دخلت المياه في ملابسه حتى أصبحت تنسال من يده..

MM Arabic OS Bookحيث تعيش القصص. اكتشف الآن