part 3

79 8 4
                                    

شقة اخرى في نفس البانية
" بنان"

استيقظتُ متأخرة قليلاً، لقد واجهت صعوبة في النوم ليلة البارحة، ضللت في غرفة والدي رحمة الله كثيراً أفتش بين أشياءه، اشتم رائحته، أقبل صُوره، كانت رائحته ماتزال عالقة بين أشياءه برغم مرور أكثر من عام على رحيلة.
في حادث اجرامي لن تغفره الإنسانية أبداً..أغمضت عيني وأنا أحاول أن آمحو صور مقتلة الذي رأيتة في ذاكرتي..أتممت صلاتي، وعندما خرجت من الغرفة رأيت والدتي أمامي ضممتها كثيراً وقبلت رأسها.
والدتي: صباح الخير
بنان: صباح النور
سألتني والدتي بشك: هل نمتِ جيداً؟
اشرت برأسي: لا
تبسمت وضمتني: بنان يا صغيرتي والدك كان سيريد أن يراكِ أقوى من هذه الظروف، تأكدي يا أبنتي أن الضعف لا يعيدهم، هو يقتل ما تبقى فينا من أمل من حياه.. الإرهاب الذي قتلة يا بنان كان يقصد أن يقتل معة بسمتنا وأملنا بالحياه ورغبتنا في الاستمرار..الإرهاب الذي قتلة كان يريد أن يقتلك معه، يقتل فكرك وطموحك، كان يريد أن يحاصرنا في دائرة من الحزن لا نستطيع الفرارمنها..كي لانملك القوة على مواجهته في يوم  من الايام.الضعف ياابنتي سيجعلك تقفين في نفس المكان والدك يحتاجك لمواصله حلمه. ابتسمت لها بسعادة، والدتي تعلم جيدآ كيف تعطيني جرعه امل صباحية
ماهي إلا ثوان حتى أضاء هاتفي المحمول برسالة من منتهى تدعوني للإفطار معها اليوم: أنتظرتك على الافطار، لا تتأخري كي لا اجوع، تعلمين أنني أتحول عندما أشعر بالجوع
تبسمت، فمنتهى هي أقرب صديقاتي، هي ليست مجرد صديقة عادية، هي أنا، هي سعادتي هي قوّتي، منتهى هي ابتسامتي وقت البكاء، هي التي قد تقدمني على نفسها وقت الدعاء، منتهى هي الظل الذي أختبئ تحتة من حرارة الحياة.
مرت ثوان ووصلتني رسالة أخرى منها: يوسف سيأتي أيضاً.
ضحكت بصوت عالٍ، تأملت الدبلة التي تربطني بة، ذاك الشي الصغير الذي يربطني بيوسف. يوسف الذي أضمد به جرحي أداوي به أنكساري، يوسف هو وطني وحلمي الكبير، يوسف هو الفرحة التي أضعتها في زحام الأيام، هو الأمان الذي سرقتة مني أيادي الإرهاب، يوسف هو بسمة صغيرة ترتسم على شفاهي كلما تذكرتة. دعوت اللة أن لا يحرمني منهما أبداً ثم هممت بالذهاب إلى اختاي الصغيرتين لإ يقظهما للاستعداد للذهاب إلى المدرسة. لا يوجد لدى أخ وانا الكبيرة. بعد وفاة والدي اصبحت المسئولة عن الجميع، وبينما أنا أعد الفطور أشغلت المذياع فإذا بي أسمع أخبار عن تلك الجماعة التي تسمي نفسها عصابة الرداء الأبيض. ابتسمت وأنا أسمع المذيع يتهمهم بالخيانة فقد قاموا بتسريب مكالمة أخرى ولكن هذه المره أستهدفوا جنرال جيش له مكانة كبيرة.

في نفس البانية ولكن شقة
"خالد"

استيقظت متأخراً جداً هذا الصباح، فقد كلفني يوسف بكثير من المهام وقد بقيتُ أعمل حتى الثالثة والنصف. من الاستحالة العمل في بيتنا نهاراً فنحن ثمانية إخوة ووالدتي، والدي توفي منذ زمن بعيد وأخي الأكبر مغترب في إحدى الدول العربية وأنا أتحمل مسئولية بيتنا كاملاً..لذلك أنتظر حتى اليل حين ينام الجميع ثم أقوم بعملي.
استيقظت وأنا أشعر بلإنهاك وقبل أن أخطو خطوة واحدة من غرفتي هجمت علي اختاي الصغيرتين التوأم
مها: رغد كسرت لعبتي
رغد:وهي كسرت دميتي بالأمس
وقبل أن أجيب سمعت صوت أختي لمياء
لمياء: اذهبا لتساعدا أمي في الطبخ وأنا سأشتري لكم لعباً غيرها ثم تبسمت وأكملت: فخالد لم ينم البارحة جيداً.
تبسمتُ لها، لمياء هي أحن أخوتي رغم أنها لم تصل إلى السادسة عشر بعد إلا أن لها قلب طفلة وحنان أم وعقل امرأة ناضجة، أحبها جداً وربما تكون أقرب أخواتي وإخواني لي. ضمتني وقبلت رأسي..
لمياء: صباح الخير، استعد فيوسف دعاك للإفطار معة وبالتأكيد ستكون هناك. قالت جملتها الأخيرة وهي تبتسم وتعمز بعينيها. ابتسمت لها..
يوسف هو أجمل هدايا القدر لا أعلم أي شئ رائع صنعتة لأُكافأ بصداقتة.
يوسف هو أخي ودمي وروحي ومعنى آخر للحياة، يوسف هو السند الذي أتكئ علية إذا اتكسرت، هو عيني التي أرى بها حين يعمي الدمع عينيّ، يوسف هو القلب الذي استريح فية من عناء هذه الحياة..
عند كلمة حب تذكرتها زارني طيفها، تأملت صورتها، تلك قطعة من روحي بل روحي التي لا أستيقظ صباحاً إلا من أجلها، أسكن في عينيها، أتنفس بضحكتها أفرح لابتسامتها وأبكي لعبوسها، أضيع في تفاصيلها وأتشتت أمام نظراتها. أنتمائي دمائي وبدايتي ومُنتهاي هي "منتهى" وأي لحن يعزف على أوتار قلبي اسمها..منتهى هي التي علمتني كيف أعيش من أجلها، وأموت فداء للوطن.. قطع صوت تفكيري أصوات صراخ، خرجت إلى صالة المنزل لاجد أخويّ يتعاركان كعادتهما. في الفتره الأخيرة عليها اللعنة من فتنة فرقت بينهما وحولتهما من أخوة إلى أعداء. لعن اللة من أيقظ هذه الفتنة حتى بين أبناء البيت الواحد. وخرجت لهم وأنا أشعر بغضب شديد..
خالد: كفى
عادل: إن تحدثت بسوء مرة أخرى علينا قطعت لسانك.
محمد بقوة: لا تستطيع أتعرف لماذا؟! لا تعرف أذاً دعني أخبرك لماذا لأنك جبان وعبد لقائد جبان مثلك أنتم مجموعة من الجبناء تختبئون خلف أسلحتكم أما نحن فلا سلاح لنا سوى الإسلام وراية الإسلام وقائدي لا يتقاضى ليدافع عن وطنة وقضيتة وإن تجرأت وأخطأت في حقة قطعت رأسك وليس فقط لسانك.
عادل: أسأتم لسمعة الإسلام وخنتم الوطن، أنتم خونة، تقتلون المسلمين وتفجرون بيوت الله.
محمد باستهزاء: لا تتحدث وكأن جماعتك هي من حررت القدس، انتم ايضاً صفحتكم مليئة بدماء المسلمين. ثم لسنا نحن من يحمي سفارة من تسميهم بالكفار أو نحن من نذهب للتفاوض والتحاور معهم.
عادل: لا لستم أنتم ولكن أنتم من يعترفون وتعرفون أنكم من صناعتهم، مجرد عبيد أنتم كآلآت صنعوكم لتدمير الإسلام والأمة العربية.
لم يتمالك محمد نفسة فأمسك بقميص أخية وشده بقوة وقال بصراخ: أسكت.
خالد بصراخ: هيا تقتلا هيا ماذا تنتظرا؟! هيا عادل خذ بحق قائدك واقتل أخيك، خذ بحق قائدك الذي لاتعني له سوى وسيلة يصل بها إلى الحكم. وأنت لا تتردد اقطع رأس أخاك، هيا فقائدك يصعد على رؤوس اليمنيين سلّم الحكم تقاتلا من أجل جماعات تستغلكما ولا تعنيان لهم شيء، تقاتلا من أجل من باعوا الوطن، تقاتلا فليس هناك أرخص من دم اليمنيين إذا كانوا قد فرقوا بينكما وأنتم أخوان، فكيف لا يستطيعون تدمير وطن..وحرب تدمر المنازل كيف لا تمزق الوطن؟!
ولكن بعد أن تتقاتلا اذهب لأميرك واطلب من أخاً يعوضك تستند بة ولن تجد، وأنت أيضاً اذهب لسيدك لتطلب منة قيمة أخاك إن كان يملكها..
سكت الجميع احتراماً لخالد ولكنة تركهم وهو يشعر بغضب شديد وحسره تخنقة، لا يصدق أن أخوية الذين كان يضرب بهما المثل في أخوتهم ومحبتهم يتناحران هكذا. تمنى حقاً لو أنة أعطى من وقتة لهما ليعلمهما القراءه، قراءه الكتب، لا تلك المناهج التي لا طائل منها سوى وزن زائد يكسر ظهور الطلاب وعقولهم أيضاً فهم مطالبون بالحفظ بدون فهم.. المثقفون لا ينجرون وراء عصابات الجهل ولا تنطوي عليهم عباراتهم الكذابه وشعاراتهم المخادعة. ليتة علمهم حب الكتب ليته أطلعهم على التسامح في تاريخ الإسلام. يشعر بالألم على شباب أخوية الذي يضيع من بين يديهم.
كان يجب أن ينجز بعض الأعمال قبل الذهاب ليوسف، فتح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بة وقبل أن يبداء بالعمل أضاء هاتفة باتصال من صديقة يخبره بأخبار المكالمة المسربة تصنع الدهشة وهو يبتسم ابتسامة مشاكسة وبداء بالعمل وفتح حسابة على الفيس بوك.. وكانت أغلب المنشورات تتحدث عن عصابة الرداء الأبيض والمكالمة الأخيرة التي تم تسربيها
" سيكون صدى هذه المكالمة كبير جداً" تبسم وما لبث أن تحولت ابتسامتة لقهقهة.

يتبع..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 15, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُنتَهايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن