المَّوتُ كنارِ السَّعير...؛ يُبَخِّرُ الروح على لَهَبِ ِ العَّويل...، ليسلِبنا نورَ الحياة ويلطِخَ أيامها بدماءِ الرحيل...،
كجمرِ جهنم لا يهابهُ إلا الآثم الدجال...، بحلولهِ عليكَ حملُ الرحال...، والأستعداد لقتال سكراتِهِ أشدَّ القِتال...، ألا وربي هو يقلبُ الكيانَّ حال حلولهِ...، فأنتزع ثغراتِ البؤس وعش خلوته...، ولا تنظُر لعذابِ السكراتِ من مكانكَ وتلطمَ حظكَ نازعاً الأمل مِن كيانك...، إن أمسيتَ عش مساءك كأنما هو أخر مساء...، وإن وجدتَ نور الموت فالحق به متناسياً ظلماتِ الوداع...، عِش كأنما الهواجس والمخاوف منه معدومة، فآعدمها وشاهدها تفقد أنفاسها ولا تجعل نفسكَ بسببه ترتد للوراء...،لا تلبس ظلمته من باب الحياء، وأصرخ أنكَ لا تهابهُ حتى تصل صرختكَ للسماء...، وحتى لو لطمكَ بقتلكَ فزعزع إستقرار خلوته حتى إن تمكن منكَ ، وحتى لو طوى صفحة حياتكَ ولروحكَ أقامَ العزاء...،
أشتمه ولحن له لحن الشجون...، أغظهُ بأخرِ يومٍ لكَ تحتَ شجر الكستناء...، وغني له حتى تهتز الغصون...، وألعب معه الغميضة وعش معه كأنما أخر يومٍ لكَ كقرون...، وإثبت للكونِ أنَّ الموتَ مارٌ بأي لحظةٍ...، فلا تحضر له وعش كأنما هو غير موجود...، أقفز وغني كالمجنون...، وأرقص على ألحانِ أغنيتكَ وأهده الرقصةَ كعربون...،
..لا تعتنق مقولةَ أنا راحلٌ فلماذا أبتسم..
♧♧♧
أُشاطِرُ أيامي مع سُمِ الرحيلِ وأحسبُ ما تبقى لي بالثانية...، أن تكونَ على بنت شفةِ من الموت ليس كما أن تحيا غير عالمِ بموتكَ سخيفٌ حد الجنون...، أن ترى غيركَ يبتسم وأنت غير قادرٍ على الأبتسام...، أن ترى غيركَ يحضر لمستقبله بينما أنتَ لن تحظى بمستقبلٍ لتحضر له لهو أسخفُ قانونِ وضعته الحياةُ بحقك...،
سلفاً تخبركَ بأنكَ بائس لا تعش...، مت...، أرحل وحسب...، أنت مجرد حشرةٍ تبثُّ السمَّ بأجسادِ الأخرين إن حقنت إبتسامتها بينهم...، إن لامستَهم ستنتقلُ لهم العدوى...، فهل أنتَ راضٍ أن يرتدي الجميع الثوب المهترئ الذي لا يقي من سقيع الشتاء كما أرتديت؟...،هل تنتظر أن يرمي الجميعُ أنفسهم بالهاويةَ لأجلكَ أنت؟...،
مصطلح موتى لهو أكثرُ مصطلحٍ يصف أحوالنا فنحن نعيش موتى ونموت موتى لا حياةَ لنا وليس من نصيبنا الأبتسامُ كما غيرنا فحُكِمَ علينا كما يحكم على الجاني بالأعدام...، لكنَّنا سنعدم من دون إرتكاب جريمة...،
جريمتنا الوحيدة أننا مصابونَ بالايدز...، نقاتلُ لألتقاط أنفاسنا ليخبرنا الأطباء في كل يومٍ أنها الأخيرة...، كيف نتدرع بالأمل والتفاؤل والحب وهو غير موجود بقاموسِ من هم مثلنا؟ ليس هذا ما أفكر به أو حتى حزينٌ من أجله،

أنت تقرأ
the Last night || P.cy
Historia Cortaحياتنا مثل الشمس ،لا يمكننا إلتقاطها لألا تغرب ، نحن سنغرب سيحل مكاننا الظلام ولن يتذكرنا أحد لكن الشمس تشرق بالصباح موقظةً الجميع ليرونها . بدأت وأنتهت بـ 14 فبراير 2018