الفتاة العاشرة

77 20 70
                                    


عادَ من الجامعةِ ليجد غرفة المعيشة بهذه الحالة المزرية كالعادة،
ملابسٌ ملقاة في جميع الأرجاء بشتى الألوان والأنواع  ،
المشكلةُ في الأمرِ بأنّها لم تكن لشخص واحد ...
وبالطبع لم تكن له، ولكنّهُ لم يكن متفاجئاً أبداً ..

في الحقيقةِ كان عليه أن يعتاد على الأمر حتّى وإن
كانَ يكره ذلك لأنّه يعلمُ بأنّ كرهه لن يغير شيئاً!

تنهد قليلاً وبدأ يوزع نظراته في أرجاء الغرفةِ بيأس تام  ،
ألقى بحقيبته على الأرض  وأخذ خطواتٍ بطيئةٍ إلى الأريكة
لكي يلقي بجسده عليها ناشداً بعض الراحة

الحالُ نفسه في كل مرة ، ما بـاليد حيلة .. فهو يتشارك المنزل
ذاته مع أعز أصدقائه ..

وهاهو هاري يلعب لعبته المفضلة، لعبةٌ لا نهايةَ لها
فهو بالضبط ذلك النوع من الفتيان الذي
يلعب بمشاعر الفتيات ليحصل على ما يريده
ثم يتخلص منهن ببساطة

لم يشأ نايل أن يتعبَ عقله بالتفكير فهو بالفعل يعلم ما
سيحصل إن حاول ردع صديقه ، فقط المزيد من المشاكل

قام بتشغيل التلفاز وبدأَ بتقليب القنوات بضجر ..
حتى سمع صوت احدى الابواب تفتح ،
تقدّمَ هاري إلى غرفةِ المعيشةِ ليرى صديقه قد عاد بالفعل

ابتسم لهُ براحة، تنهد ومن ثم أخذ طريقه وجلس بجانبه ،
ابتعدَ نايل قليلاً فلم يشأ أن يقترب منهُ بعدما فعله للتو فحسب

خرجت تلك الفتاةُ الجميلة من الغرفةِ ذاتها ..
شعرها البني الطويل الفاتن كان مبعثراً بشدّة،
لقد كانت متوترة ، بل ضائعة ،عيناها تستمر بالتحرك هنا وهناك دونَ أن تعلم مالذي يجب عليها فعلهُ فحسب..
لم تبدو حقاً على ما يرام

رؤية نايل بجانبِ هاري كذلك زادت الامر سوءًا ..
هذا مُحرج!!
هذا ما كانت تفكر به وتعيد الكلمتين ذاتها مراراً وتكراراً في عقلها
حتّى بالرّغم من أنّ نايل لم يحرك عيناه عن شاشه التلفاز أبداً
فلم يستطع النظر إليها حتى ،
ومالذي يستطيع قوله لها ؟

اقتربت للجلوس بجانبِ هاري
فهذا أقل ما تستطيع فعله ،
وقبل أن تفعل وضع يده على الاريكةِ لإيقافِها
"ها نحن ذا .. ومن ثم ألقي بجهاز التحكم جانباً"
تجاهَل وجودها مُحدّثًا شريكَ سكنه الذي لم يُعره بالًا

للحظةٍ تسمّرت واقفةً بصمتٍ وعلاماتُ وجهها تعني الصّدمة،
نظرَ إليها بنظرةٍ باردةٍ خاليةٍ من المشاعر ومن ثم قال بهمس
"يجدر بك الرحيل الآن.."

"أعِد ما قُلته"
أمرتهُ من غير تصديق حتّى أوشكت على خُسرانِ اتّزانِها

هيَ مُختلفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن