~

4K 177 92
                                    



2017- 10 مِن فبراير 

11:45مساءً

.

تكحلة السماء باللون الأسود الداكِن مضيفةً إلي وجنتيها غِيومٍ رُمادي حاملةً قطراتٍ بارِدة معها,اسرَع من خطط مسبقاً بأن يذهب إلى مننزِلٍ يحتضنه من برودة الجو ليلاً و النصف الآخَر قرر الإختباء و رُأيت سقوط الأمطار على شوارِع بوسان الزاهيةِ ليلاً, و منهم ذلِك الذي

خَرَجَ مِن المقهى بعد إنتهاء عمله لليوم... ادار ظهره للشارع خلفه مُرتدياً سماعات اذنه يستمع لمعزوفات البيانو سينفونية فاخرة من تأليف صاحبهُ البارِع مين يونقي ,ممسِكاً بِمقبَض باب المقهى ناوياً غلقه و عِندها الذهاب إلى منزله حيث عائلته الصغيرة التي تنتظره هناك..

احسَّ بِيَدٍ تتحسس كتفِه الأيمَن مِن الخلف كوكزاتٍ متكرِرَ تنبهه بِأنه هنالِكَ شَخصٌ ما يريدُ انتباهه لِثوانٍ معدودة,ادارَ فتى المقهى رأسِه نحو الجه اليُمنى يَتأكد مِن إن كان هنالك احد ما فعلا ام انه يتخيل,لقد كان كل شي حقيقيا...

 يقِفُ خلفه فتاً وَضَع قبضتُه  اليُسرى داخل جيّب معطفِه الثَّقيل, خبئَ ملامح وجهه خلف غرتِه السوداء الطويلة التي تصل إلى نهاية انفِه.. كل ما يظهر لِفتى المقهى هو فم الغريبُ امامه و يبدو بِأن صاحبها تركها جافً تحارب برودة الليل طويلاً..

إعتدل فتى المقهى بوقفتِه يُعطي كامل انتباهه للغريبِ امامه ,إبتَسَم البُرتُقاليّ عِندما رآى الغريب يُدخِل قبضتِه الآخرى إلى منزها الدافي مُتراجِعاً إلى الخلف خطوتان إن لم يُخطِئ, ابعَد السماعات من على اذنِتاه مطفِئاً جِهازِه مُحاكِياً الفتى

:"هل استطيعُ مساعدتك!",اخرَج الأسود قبضتاه من مخبئهما , اصبَح يتحسس وجنتاه مرةً و يُشابِكهما مرةً اخرى يتراجَع خطوتان يتقدم مرةً اخرى يلتفت بِخِفَ يُنزل رأسِه مرةً اُخرى

نطقَ اخيراً بصوتِه المنخفِض :"اُـاريدُ .. كوباً مِـ مِن القهوة..", في حين كان الفتى يُحارب لكي يتحدث ,كان البُرتقاليّ يحاول استجماع الأحرف ببعضها البعض لكي يصل إلى مُراد الفتى, بعد أنتهاءِه من تكوين الجملة في دماغِه

:"ااااه~ تُريدُ كوباً مِن القهوة,ولككني اغلقتُ المقهى بالفِعل ",إبتسَمَ بِأحراج صانِعاً حرب بين يده اليُمنى و شعره البرتقالي الذي كان يتراقَص مع ذَرات الرِّياح البارِدة حولهم

لم يتلقى اي ردةِ فعلٍ مِن الفتى الذي قرر ان يرتدي اللون الأسود من اعلى رأسه إلى اخمد رجليه,لقد ارعَبَ البرتقالي بِسكونه هذا لِذا

Coffeeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن