الثاني

164 23 8
                                    


المتسم ببرائة الملائكة.
- لكن….
حدجه مارك:
-لكن؟!
ثم قال مارك مشجعًا:
-هيا يا فتى لعل هذه الكرات كائنات فضائية، سنكون مشهورين في إكتشافها.
خرجا من نطاق المخيم الأمين وسارا لعمق الغابة،  يتبعان الكرات التي كلما أقتربا منها إبتعدت هي عنهما أكثر حتى توقفت الكرات بمكان معزول تمامًا،  وإذ خلف هذه الكرات ذلك السواد الضبابي الذي تلاشى فأنقشع؛  ليتشكل ذلك المهرج المسخ.
صرخ الطفلين رعبًا لكن زامبوزو رمى بالكرتين تجاههما لتلتف كل واحدة من الكرتين حول ليون ومارك بحبالها   المتوهجة، فرفع ليون وهو يطوح به بالسماء كأنه لعبة اليويو ثم أرفقه بمارك. 
بعد ذلك  قرب إليه ليون الذي لشدة خوفه قد بلل سرواله، ففتح المهرج فمه المشقوق، لتبرز أسنانه المقرفة الحادة و ألتهم  جزءًا  من عنق ليون فتناثر الدم كالمرزاب  هنا وهناك بينما أختلجت أنفاس الصغير وتحشرجت روحه ببلعومه المقطوع لتخرج بتأوه  مرفقًا أيّاها  بصرخة معذبة ثم صمتت أنفاس الفتى وأنسلت تلك الروح البريئة لتلتهمها عيني زامبوزو فألتمعت عينيه الحمراء بشرارة ذات لون أبيض متوهج.
بعد ذلك  توجه لمارك الذي توسل باكيًا وبان الهلع  بمحياه :
- يا إلاهي، من أنت لا تفعل أرجوك؟  لا أريد الموت، أُماااه أين أنت انا خائف؟
هذا أخر ما نطقه ثم  صرخة ألم وعذاب ثم صمت، بعد ان أكمل المهرج على الطفلين وأرتوى من دمائهما و لحمهما، فتح  عينيه وداعبت شفتيه إبتسامة خبث و رضا وشرّ، لكنه سمع أصوات  الرجال المسؤولين عن  المخيم ورافقهم  أصوات الأطفال الجميع ينادي باحثًا عن الصبيين. 
-مارك، ليون ، مارك ، ليون أين أنتما؟
بدأ يتلاشى المهرج ليتحول لذلك الضباب الداكن و يختفي بعيدًا، ليعود هذه المرة لسباته بعد أن أرتوى بقتل الصغار، وقد أنتصف  الليل ليعلن فجر يوم آخر، وقفت سوزي بذهول وهي تنظر أمامها  وقد أنعقد لسانها فلم تقدر أن تستغيث صارخة.
لكنه وعد نفسه حين يعود بعد سبعة وعشرين عامًا، أن يقتل كيفن وسوزي  لأنهما قد شاهداه وكشفا أمره، فكل من يشاهد الأسطورة يجب أن يموت.
نعود لأفراد المخيم المنكوب بعد أن وجدوا  تلك الكومة من العظام و أشلاء متناثرة من بقايا أحشاء ورأسين متدحرجان ومرميان قرب بعض بدا متعانقين دون أجساد.
صرخ أحد الرجال بأنفعال باكٍ:
- آه يا ألاهي، أفترستهما الذئاب! 

كانت سوزي قد  أستعادت نفسها من هول ما رأت فأخذت  تصرخ:
-رأيته  كان يتلاشى ويتحول لضباب أسود، كان ذو وجه مهرج لكن بملامح شريرة وشعر برتقالي. 
نظر المسؤول عن المخيم للبنت دون تصديق، ثم همس بحزن:
- لنتصل بالشرطة أعتقد أن الذئاب أفترستهما على ما يبدو هذا اليوم مليء بحوادث الأفتراس.
أعترضت الصبية: 
-لكن يا سيدي رأيته أنه مهرج تلاشى ليصبح كالدخان الأسود.
بأسى:
- يا أبنتي، أن ما رأيته وهم من وحي خيال؛  ربما بسبب ما شاهدته من بقايا صديقيك أصبتِ بصدمة أما كلامك حول كائن يشبه المهرج فهو  غير معقول أخفظت نظرها باكية بخوف وهمست:
- ربما معك حق!

كان المهرج قبل حادث ليون ومارك وبعد حادث جونثان أفترس  عدة أطفال من البلدة، وقد نسبت الشرطة هذه الحوادث لحيوانات مفترسة مختلفة.

أما كيفن  لهول ما رآه  أصيب بصدمة وهستريا كما أنه شعر بعدم ثقته بنفسه،  لأنه لم يصدقه  أحد  فأصبح منعزلًا منطويًا يخشى الخروج للخارج يستيقظ كل ليلة صارخًا يبكي ويستنجد :
-ذو الشعر البرتقالي قتل جونثان وسيقتلني!

قرر أهله أن يضعوه في أحدى مستشفيات الأمراض العقليه لتصرفاته ألآ منطقية والأقرب منها ألى الجنون.

مرت خمس سنوات وكيفن قد خضع لعلاج كامل أدى به إلى نسيان تلك الحادثه تمامًا .
نصح الأطباء أن يعيش كيفن في بلدةٍ أُخرى وأن يقطع كل أتصالاته ببلدته المشؤومة؛  لئلا يتذكر تلك الحادثة مجددًا.
فأشترى  له عمه بيتًا كبيرًا،  كانت أُم كيفن قد توفيت أثر حزنها الشديد على جونثان الصغير فهي لم تتقبل الأمر أما والده فقد كانت مصيبته ثلاثية مقتل جونثان وموت زوجته  وجنون إبنه لم يكن قويا بتاتًا ولم يتخطى الأمر فأصيب بجلطة ومات أثرها .
عاش كيفن طُول حياته في بيته مع عمه يذهب للمدرسه ويقابل بعض الأشخاص لكنه كان منطويًا نوعًا ما ولذلك لم يكن يخرج إلا قليلًا .
كأن غبار الماضي لا يزال على شرفات بيت ذكرياته المسكون بشبح ذا اللعين   البركانية اللون ذو الشعر البرتقالي.

أما سوزي كانت بين الشك إن ما رأته حقيقة وبين أنه صَوَّرَ لها وهمًا، لكنا أستطاعت الأستمرار  بحياتها بصورة طبيعية وتناست الأمر.

في واشنطن
الساعة  الثامنة صباح 

أصبح كيفن بالعشرين من عمره ذو جسد ضخم وشعر أسود داكن،فكان جسمه  رياضيًا ومتناسقًا  كأنه لاعب كرة قدم محترف. 
دخل كيفن إلى الجامعه وهناك ألتقى بسوزي لأول مرة،  كان معجبًا بها لكنه لم يجْرُّأ على أن يحادثها فهي قد كانت ذات شعبيه كبيرة.
جلس بالمقعد الذي خلفها، وأخذ يراقب خصلات شعرها الذهبية، ويشعر بقلبه يخفق بشكل لم

يعتد عليه.

لاحظت سوزي هدوء ذلك الشاب غريب الأطوار و… .

اسطورة ما بعد السبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن