الرابع والاخير

183 24 17
                                    


ثم تنطفيء وتعلو شفتيه أبتسامة برزت من خلالها أسنان متعطشة لمزيد من الفتك بدماءِ و أجساد ضحاياه، مد أنفه وتنشق الهواء يبحث عن ضالته التي حان وقت أصطيادها قبل نهايه هذا اليوم وعودته لسباته لسنين أخرى.
  بصوت كالفحيح:
- عدت من سباتي هنا لأجل أن نلتقي يا سوزي و كيفن، فما بعد السبات الطويل سيحين وقت الأفتراس، كم أنا أتوق لطعامي البشري المفضل.
  ثم ضحك ضحكة كان لها صدى فزعت له الحيوانات وأختبأت بجحورها.

لكن مالم يكن كيفن يعلمه إنه قد مرت على تلك الحادثه ٢٧ عامًا أي أنها السنة التي يخرج بها ذلك اللعين ليشبع تعطشه للقتل يومًا كاملًا قبل عودته لسباته.

أحتضن زوجته وهو يراقب أبنتهما تلعب بالجوار، غمز سوزي  بعينه وضحك:
- أبنتنا كبرت ما رأيك بأن نجلب لها أخًا؟
وكزته بخاصرته وهي تركض أمامه للبيت وكان هو خلفها.

نسيا  جولي التي  تلعب أمام الكوخ،  إذ بها ترى أرنبًا صغيرًا فتلحق به،  لتضيع ولا ترى للعوده طريقًا جلست أرضًا وأصبحت تبكي بحرقه وتصرخ عاليًا.
- ماما أنا خائفة أين أنت يا أبي؟
أصبح المكان أكثر ظلمة رغم أنه لا زال وقت النهار في أوله
وإذ بها تسمع صوت وقع أقدام مترنحة يأتي من خلفها ليمسكها بيده المبتلة فجأة، التفتت الطفلة لتتوسع عينيها وتصرخ برعب:
- آه النجدة!
صوت رصاصة بددت السكون نظر المهرج للطفلة و ثم للعراف جمس،  فأبتسم بشرٍّ وأطلق ضحكة بدت كأزيز مخيف وأنتهت تلك الضحكة بصوت يشبه فحيح الثعابين حين تنوي الأنقضاض على فريستها.

ثم تحول لذلك الضباب الأسود وأختفى تاركًا عبارة- ما بعد السبات يحين وقت الأصطياة-.
ألقى الرجل نظرة مقت لذلك الضباب المنقشع، وأحتضن الطفلة.
- هيا لأعيدك لأهلك، هل الكوخ الذي بهذا الأتجاه بيتكم؟
أومأت وهي ترتجف وقد كان لنحيبها وقعًا ذكره بلحنٍ بائس النغمات.

(في داخل الكوخ
وفي الوقت ذاته)

نظر كيفن لزوجته وهي رمقته بتوتر:
- كيفن أشعر بقلبي يرتجف، ونفسي تختنق.

ثم وضعت يدها على شفتيها وقد ركزت  النظر  من النافذة لغيمة ضبابية سوداء،  لاتعرف لما خالَ لها بين هذه الكتلة الداكنة في سماء الغابة هناك شيء برتقالي يلتمع كالنقطة الصغيرة، لكنه أختفى مع أختفاء تلك الغيمة.
التفتت بهلع وصرخت بلوعة وهي تركض لخارج الكوخ.

- يا ألاهي، يا رب السماء رحماك، كلا ليس جولي؟

قفز كيفن على صراخ زوجته وركض خلفها، توقفا وهما يلهثان وينظران لأبنتهما  بوجهين قد علت محياهما بكاء فرح أن الطفلة بخير، لكن لايزالا ينتفضان ويهتز جسدهما أثر الصدمة، أحدهما كان متسائلًا هل ما رأته كان أيضًا وهم، والأخر نظر لزوجته بتساؤل ولوم عن سبب صراخها الذي أرعبه، فصرخ وقد بانت تجاعيد جبهته العالية ونبض احد شراين عنقه لشدة غضبه، شمر بيديه بالهواء ومن بين أسنانه  قال غاضبًا:

- اللعنة! لقد أخفتني يا امرأة!
زفر وكأنه يخرج آخر نوبات غضبه لكنه آثر التكلم بهدوء هذه المرة:
- مجنونة! كاد قلبي أن يقع بين قدمي، هل تسمعي أنت مجنونة؟
تدفقت أنهر عينيها لتنساب بسرعةٍ كبيرة على خديها، ثم تتوغل أكثر لتنسكب من نهاية ذقنها  كمياه شلال فتستقر على عنقها ثم تنمحي، إلا إحدى تلك الدمعات كان طريقها لشفتيها فتذوقت ملحتها لكنها بدت لها بمرورة الحنظل همًا و قهرًا:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 07, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اسطورة ما بعد السبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن