الليلة الثانية

69 10 12
                                    

~ ماذا ان كان مصطلح الواقع في ارض الخيال يدل علي مفهوم الخيال في ارض الواقع ؟.. فيصبح الواقع خيالاً و الخيال واقعاً!!~
_______________________
.. جميعهم انا ! جميعهم ينظرون لي باستغراب ! انهم انا !! اصبح جسدي يرتعش من الخوف حتي هوّيت علي الارض .. لأسقط في سريري فازعةً ! في واقعي ! "قد كان كابوس فظيعاً" تمتمت محاولةً تهدئة ضربات قلبي التي اصبحت كالسجين الذي يضرب قفصه !

بعد ان استكان قلبي قليلا ذهبت لاشرب قليلاً من المياه و انا لا ازال افكر في ذلك الكابوس اللعين .. قد كان واقعي لاعلي درجة مع سقوط كل اشكال منطقيته !

انرت غرفتي ولم استطع النوم بعدها .. و من سيستطيع في حالتي ؟
علي كل حال لم يتبقي الكثير علي ميعاد استيقاظي لذا سأنتظر كثيراً .. نظرت لنفسي في المرآة بغموض قليل .. اقسم قد رأيت الظلال ورائي تتحرك ! من الممكن ان تكون هلاوس .. حاولت نفض تلك الفكرة المرعبة عني .. فبمجرد التخيل عادت ضربات قلبي بالتعالي في هلع

كان متبقي علي ميعاد استيقاظي اربع ساعات لن استطيع فيهم النوم من المفترض ان انتظرهم .. فتحت هاتفي لالهي وقتي فوجدت يداي تلقائياً يذهبان لمحرك البحث المشهور جوجل و يبحثان عن الاستيقاظ في الحلم .. وجدت اجابات كثيرة .. جميعها لم ترضيني فإنهم يتحدثون عن شلل النوم ، الجاثوم ، احلام اليقظة .. بالطبع اعلم ماذا يكونون ..لكن هذا كان شعور اخر .. كنت مسيرة كمن في الحلم و لكني في كامل ادراكي و شعوري بالتفاصيل

قررت العمل حتي طلوع الشمس لأُسلي نفسي و لكن غلبني النوم و تثاقل جفناي لافتحهما سريعاً .. لن انام تلك الليلة!

تحركت عقارب الساعة الي ميعاد استيقاظي و كنت مستيقظة بالطبع لأبدأ روتين يومي و تناسيت امر ذلك الحلم المريب .. لاعود اخر اليوم اكثر إنهاكًا من ذي قبل حتي اني لم انتظر ميعاد النوم لأريح جسدي علي السرير كمن لم ينم لمدة عام رغبةً في ان انعم بنوم هادئ .. او هكذا كنت اظن..

___________________________

"يا الهي!" فتحت عيناي علي صوت مألوف يصرخ بتلك الجملة فتتضح لي الرؤية .. لازلت في نفس المكان الذي علقت فيه ليلة البارحة لكن في بعد اخر من ذلك المكان الذي يشبه المطارات لكن بملابس اخري عادية
من كانت تصرخ كانت انا في ملابس بالية تنظر حولها في رعب فتسقط مغشي عليها و تُسحب من تلقاء نفسها الي الجدار ثم تتلاشي صورتها داخله ببطء.. لم اخذ وقتاً طويلا لاستوعب انها كانت انا ليلة البارحة ..
حاولت السيطرة علي خوفي و تحركت مع نُسَخي في ذلك المكان الي ان وجدت ما يشبه البوابة .. لم اري ما خارجه لكني ركضت اليه محاولة في الهروب لأجد نفسي اركض الي بوابة تطل علي سواد مطلق ! حاولت ايقاف قدماي لكنها آبت الوقوف لتعلن لي انه قد فات الآوان! صرخاتي التي تدل علي هلعي تقتل احبالي الصوتية بينما اهوي في السواد التام!

شعرت بأني علي ارض صلبة لكني لم اشعر بوقوعي عليها و كأني كنت نائمة عليها من البداية.. فتحت عيناي بينما تتجمع آشعة الشمس علي عيني لاجفل .. لاحظت اني في ما يشبه الحديقة  او غابة ربما .. لا اعلم حقاً

المكان هنا عبارة عن ارض خضراء كبيرة و تتجمع حوله الاشجار علي شكل دائري ساترة لما خلفها اشعر بأن هناك من او ما يتحرك خلفي لكني لسبب ما حقاً لا اعلمه لا اشعر بالخوف .. بدون مقدمات اجد امامي شخصيتي الكرتونية المفضلة الارنب *باجز باني* يقول لي جملته المشهورة و هو يأكل الجزر "كيف حالك يا صاح؟؟!!!" ثم ركض الي تلك الاشجار لاركض خلفه و ما اكاد اتعدي تلك الاشجار حتي اجد نفس اغمض عيني و افتحهما لأجد اني قد عدت لمكاني نائمة علي ارض الحديقة او الغابة ..

بدأ الخوف بالتسلل الي قلبي دون ان اشعر لاجد ان ضربات قلبي بدأت بالتعالي من جديد .. كيف لم استيقظ بعد؟   نظرت حولي لأجد الكثير من الناس من ظهرهم .. بغض النظر علي انهم مختلفون و ليس كما حدث في المطار .. لكني اصبحت اتشائم من هذه الوقفة .. فسيحدث بعدها مصيبة
و كما توقعت ! جميعهم لديهم صفات مشتركة.. لا يقفلون افواههم .. اسنانهم المثالية و لكن الكبيرة .. ابتسامتهم التي تصل الي الاذنين.. وجههم اللامع ... لحظة؟ وجههم اللامع؟! وجههم بلاستيكي ! صرخت و انا اعود للخلف و خوفي يتغلب علي قدرتي بالتماسك بأعصابي .. اصبح يداي و قدماي يرتعشون من الخوف الي ان اصتدم ظهري بأحد منهم !

اعلم في قرارة نفسي اني في حلم ما و لكن هذا لم يمنع اني قد ارتعبت عندما سمعت صوت ذلك الكائن المبتسم الذي اصتدم بي "مرحباً" صوته كفحيح الثعابين " اتريدين مشروب؟" نظرت ليده الممدودة بكوب به .. ماذاا؟! دماء!! ما ان رأيت الدماء حتي اغشي علي .. و ياليتني استيقظت

فتحت عيني لاجدني في منزل اقاربي .. ذهبت للداخل باحثة عن احد اعرفه حتي وجدت ذلك الشخص المبتسم اللي اعطاني كوب الدماء ينظر الي بنفس ابتسامته .. ركضت للخارج لأجد الكثير منهم .. حاولت ان اخرج حتي وجدت واحدة اعرفها .. تلك الفتاة التي تكرهني في العمل .. ولكن ما باليد حيلة ركضت اليها و اعتقد ان يداي لا تزالان ترجفان "..لينا؟" خرج صوتي متحشرج لتنظر الي بابتسامة هادئة دون ان تفتح فمها دون ان ترد لتتغير ملامحها بسرعة و تطول انيابها لتتحول لثعبان كبير و في لمح البصر اراها ملتفة علي قدمي .. شعرت بألم عضتها و لثالث مرة في حلمي يغشي علي و لكن تلك المرة من الالم ..

و لثالث مرة استيقظ و لكن تلك المرة علي سريري ... و اخيراً ! اعتقد اني استيقظت بسبب صوت المنبه الذي اغلقته حالاً .. قررت النهوض لاتجهز لعملي و انفض ذكريات الحلم عني لأري نقوش ما عجيبة علي حوائط غرفتي .. رأيت تلك النقوش تتراقص لأدرك اني لازلت في الحلم .. نظرت حولي بينما انزل قدمي من علي السرير لتقع عيني علي مرآتي التي بجانب سريري .. بينما انظر انا للمرآة مباشرةً ينظر انعكاسي ليساره .. نظرت حيثما ينظر انعكاسي وجدت انعكاس اخر لأنعكاسي في المرآة امامي ينظر له .. لكن بأعين حمراء و شعر مبعثر و فم يخرج منه الدماء كالشلال ..و فجأة نظر لي الانعكاس الدموي و يبتسم ببطء

لأستيقظ.. اعتقد !

________________________

هايي 😂✋🏻 معلش البارت نزل متأخر شوية .. لا كتير😂💔
المهم .. رأيكم؟ 😌

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رِحلة اللَاوَعي "موقوفة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن