*حَانَ وَقْتُ رُوكُوبِ الطَائِرَة َ*
رفعتُ يدي أودع ُصديقتي الغالية و أنا أقولُ في حزن" سأشتاقُ إليكِ ، سأتصلُ بكِ فور وصوليِ ..." مسكتُ حقيبتي و جريتهَا ورائي وأنا أنظرُ إليهَا و الدموعُ تنزلُ منْ عينيهَا
"مشهدٌ مخزنٌ حقًا"
لقد إعتدتُ عليهَا كيفَ سأعيشُ منْ غيرهَا، لنْ أكفَ عنٍْ الإتصالِ بها ، لكنْ كيفَ سأعوضُ الأوقات التي قضيناها رفقةَ بعضنَا!،
هذهِ المرةُ الأُولى التي أهجرُ فيها بلدي
كيفَ سيكونُ حاليِ في بلدٍ غيرَ بلديِ ! هلْ حقًا سأشردُ مثلمَا قالتْ ليِ صديقتي منْ قبلْ؟
قطعَ تفكيرِيِ تحرُك الطائرَة ، شعرتُ بدوارٍ خفيف، نظرتُ بجانبيِ الأيسر حيثُ كانَ يجلسُ بجانبيِ فَتى وسِيم ذُو شعرٍ أسوَد لامِع يقفُ طُولهُ فَوق عينيهِ لهُ عينَان جميلتَان بُنيتَان ضيقتَان قليلاً يمسكُ بينَ يديهِ كتابًا يبدُوا أنهُ منهمكٌ فيِ قرائتهِ بادرتُهُ قائلةً :"يبدُوا أننَا أقلعنَا !."
نظرَ إليَا بدونِ انْ يكلمنيِ ثُم أدارَ رأسهُ غيرُ مبَالي بيِ
يبدُوا أننِي ظهرتُ سخيفةً لا يُهم
نظرتُ منَ النافذةِ ،شدّنيٍ مظهرُ السحابِ ، نزلت ببصريِ إلى الأَسفلِ لأرَى المناظرَ الجميلةَ تحتنَا
وفي لحظةً أغلقتُ عينيَا أتصور ُالبلدَ الذِي سأصلُ إليهٍ قريبًا ... إلى أنْ أخذنِي النُعاس ... أيقَظتنِي المُضيفة التِي كانتْ تضعُ يدهَا النَاعمة على كتفيِ بادرتْنِي بكلماتٍ لأتنَاول الطعامْ نَظرتُ إلى الطبقِ الموجودُ أماميِ (بعضُ اللّحمِ ، و الخُبزِ ، و الكعكِ) ، أخذتُ قَارورَة الماءِ و شربْتُ منْها القليلْ....
بعد سويْعات وصلتُ إلى المكانِ المحدودِ ... هَا أنَا أقفُ أمَام بابِ المطَار أُفكرُ مَا الذِي سأفعلهُ بعدَ وصوليِ ...
حسنًا أولُ شيئ يجِب فعلهُ هوَ أنْ أستأْجر شُقةٍ جميلةٍ لأبقَى بها ...
وصلتْ سيَارةُ أُجرة أسرعتُ نحوهَا انتظَرتُ حتَّى نزلتْ منهَا المرأةُ ثُم صعدتُها
:"إلى وسطَ المدينة منْ فضلكَ ."
سإِمتُ الجُلوس هنا 😒 لماذَا ينظُر إليَا سائقُ السيارةِ هكذَا ؟ عمَا الصَمْتُ ،قَطعهُ بسؤالهِ :"هلْ أنْتِ منْ هُنا ؟"
أجَبتُهُ :"و هلْ يبدُوا مَظهرِي كذلكَ؟."
قَال:"لاَ."
قُلتُ:" إِذا أنَا لستُ منْ هنَا."
قَالَ:"يَبدُوا أنَكِ فتَاة من أصلاٍ آسياوي."
أجببتُهُ بكلِ برودةٍ:" أنَا عربية."
قَالَ:"الخوفُ مَلمُوحٌ على وجهك."
أجبتُهُ:" متوتِرةٌ قليلاً."
ابتسَم و كأنهُ يسْتهزء
..... و الآنْ وصَلْتُ إلى سيول
قدمتُ لهُ المبلغَ المَطلوب ، إنهُ كثير حقًا يبدُوا أنهُ أضَاف في السعر لأنَنِي لستُ منْ بلده حسنا أمرٌ تَافهٌ لاَ يهمْ
سألتُ أولَ منْ إعترضنيِ:"عذرًا، أينَ تُوجدُ شُقَقُ الإسْتِأْجَارْ.؟" حدق فٍِيا ماليًا ثُمَّ أشَار بإصبعِه إلى نهجٍ تملئهُ الكَثيرُ منَ المبانيِ العاليةِ أسرعتُ دونَ أنْ أشْكُرهُ
يجبُ أنْ أجِد شقةً و إلاَ فسأنَام خارجًا 😨
لنْ أُضيعَ وقتِي .. سأتحركُ
بدأتُ البَحث تنقلتُ بين المنَازل أشاهِدُها مفتوحةَ الفمْ و يأستَ الحظِ أيْضًا
أفرحُ كثيْرا عندما أجدُ شقةً تحملُ لاَفتةً كُتِبَ عليْها للإستِأجَار لكنْ فرحتِي لا تُكتَملُ عندما أقترِبُ لأرَى سِعرها الكَاوي😲😲
ماهذَا الهُراءْ !! ألاَ يُوجدُ شقَتٌ ذَاتُ سعرٍ معقُول ؟ كيفَ و أينَ سأمضِي ليلتِي ؟ هلْ أكُفَ عنْ البحْثِ و أذهبُ إلى فندُق؟ 😣😵😣
و بَيْنما أنَا غَارقةٌ فيِ التَفكيرْ إعترَضتْنِي شُقةٌ جميلةُ المَظهرِ .. أسرعتُ نحوهَا لأرَى سعْرها ... حسنا أنه سعرٌ معقول يمكننِي دفعه بدون أي مانعٍ أخذت رقم صاحبِ الشقةِ المكتوب على اللافتة لأتصِلَ بهَ فيحْضُر بسُرعةٍ.
دخلتُ معهُ الشُقتَ تفحصتُها جيدًا
إنَها حقًا جميلةً و متواضعةً كما أنهَا مُؤثثة .. ماذا أريدُ أكثرَ منْ هذَا
*حسنًا سأستأْجِرُها*
..... تمددتُ على الفراشْ أُفكِرُ في غدًا لديَا كثيرٌ منَ الأُشيَاء التِي كُنتُ أحلمُ أنْ أفعلهَا و الآن و قَد أُتيْحتْ لي الفُرصة سأفعلُ كُلما أريْد، بُقيتُ أفكِرُ إلى أنْ غلبنِي النُعاس و نُمت************************