'مَلاك'

236 14 1
                                    

قطرات مطر ،،شارع قليل الحركة،،و رصيف على الطرف المجاور قد أُمتلئ بأُناسٍ عابرة..

منهم من كان يسير مرتاحاً بمشيه شاكر للمظلة  فوق رأسه .
و بعضاً منهم زاد من سرعة خطواته بذعر محتذي بأيً ما حمله
غير سعيد بهذا اليوم الماطر ..

كانت هيَ تراقب ذلك من خلف زجاج المقهى القابع في نهاية الشارع، تجلس بطاولة صغيرة رّكنت في زاويته مستمتعة بإرتشاف قهوتها الدافئه
تضم كفيها الصغيران حول الكوب بإستمرار تحثهما على الدفء في هذا الطقس البارد .

كانت تعم بذلك السكون الداخلي حتى إهتز الجرس اعلى الباب ليرنّ صوته أرجاء المقهى العتيق بطرازه معلناً عن دخول احدهم!

بشرة شاحبه! ، وخصلاتٍ شديدة السواد
أخذت تتنازل منها قطرات الماء!
ملابس قد التصقت على جسده مبتله! موضحه من خلفها تفاصيلاً مثيرة للإعجاب! ،
وعينينٍ ليست بذلك البعد عن سواد تلك الخصلات من خلفها .

قد بدأت حاله الشخص بوضعٍ مزرِ

لكن ثمه امراً مثيراً للريبه به!

كيف يبدو متزن في جميع خضم ذلك؟

قد رأت العبوس الشديد منذ قليل على وجوه الذين لم يحظوا بما إحتذوا به عن المطر في الشارع .

ألا يشعر بتجمد جسده المبتل؟

وقد تحرك بتلك الملابس السوداء شديدة الغموض نحو طاولة الإستقبال و ليس نحو آلة التدفئه مثلما خمنت
دافعها للتعجب...!

_أهو محصن ضد البرودة!؟

هل هو ملاك أُرسل مع قطرات المطر ليسعف أحدهم ؟

أنتهى من مهمته وسيعود؟

لما إذاً قصدَ هذا المكان؟

أكان يوّد شرب بعض القهوة؟

هل الملائكة تحب نوعاً منها؟

ما نوع القهوة الذي تفضله الملائكة؟

وتحركت من مقعدها دون أن تشعر غارقه بأسئلتها المبعثرة حتى توقفت خلف جسده تماماً!
و تحسست أناملها ظهره باحثه عن أثر أجنحة كما في خيالها..

ولم تتأكد من ذلك لأنه التفّ عليها سريعاً بعدما اغلق سماعة الهاتف وتراجع إلى الخلف وقد ارتسمت على ملامحه علامات الدهشة والتعجب وهو ينظر إليها !

أخفى رأسه سريعاً بوضعه غطاءٍ عليه ثم خرج من المقهى برمشه من عينيها دون أن يُدار بينهما حرف!

تاركها تعجز عن النوم طوال تلك الليلة في سريرها

تفكر...

هل تسنى لها مقابلة ملاك في عالم البشرية؟!

إنتهى..

✨

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ذهنٍ تائِه ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن