لقد انتهت توها من جلسه العلاج الاشعاعي , جسدها لا يقوى على الحراك , كعادتها لم ترضى ان يرافقها احد , سول مين طفله عنيده و تمتلك رأس حجر !اخذت تسير بمحاذات الحائط ببطئ شديد , تعق سير المارين من حولها تمتم ببعض الكللمات تكمل سيرها المنهك الى المصعد .
و كما حدث ذلك اليوم هي رأته , عينايها ابتسمت له رغم بُهتانها و ضمورها .
منذ الوهله الاولى سول مين ذات الاربعه عشر عام وقعت للطبيب مين ذا الثلاثين , و الى الان اليوم هي واقعه له , هي تعلم تماما ان حبها ميت مقدماً و هي اشد العلم بأنها لن تحصد شيء منه لكنها تابعت حبه لسنوات .
سول مين تسكن المشفى منذ ثلاث سنوات , قلبها يحط الدكتور مين ذا الثلاث و الثلاثين عام .
" ها انتَ ذا "
حركت شفتيها الجافه بهذه الكلمات و هو فهم ما قالته , قدماها سارعت اليها , عقله كان يرفض الامر لكن جسده تحرك بامر من قلبه لا عقله , هو اراد تجاهلها اكمال خطته الغبيه بالتوقف عن النظر اليها لكنه فشل , فشل بشكل ذريع !
دكتور مين قام بحملها الى حيث تقع غرفتها الخاصه .
"لم اعد اعلم ان كنت اتحسن ام انني تعودت على هذا الالم "
" اصمتي ستنزف حنجرتك ان واصلتي الكلام سول مين "
اعاد تعليق محلولها على العامود المحاذي لسريرها , عينيه تتفقد المكان , يحاول توفير كل شيء لها , دكتور مين ذا العالم المحطم يحاول جمع شتاته المتناثر حولها .
" احبك .. هذا الامر يزداد سوءا .. "
" سول مين ... "
" احبك بتعب و انطفاء "
" ستنزفين "
" لا بأس "
يداه هجمت على رأسه يعتصره بشده , جسده انحدر يسند نفسه على بابها القذر , يغلق عينيها على اشدهما , يريد ان يختفي , ان ينتهي هذا الكابوس , ان يتحرر من قلبه السيء.
" اود احتضانك , الاختباء داخلك , اخذك و الهرب من الوجود "
" ارجوكِ يكفي , لم اعد احتمل حديثك , الا يجب عليك الخروج لقضاء وقتك الاخير مع عائلتك اصدقائك الاخرين .. لما تقتلين ايامك هنا ! "
" هل وقعت في حب سيء من قبل ؟ لم تفعل صحيح يونغي .. ؟ ذلك مريع يجعلك هدفاً سهلا لمن تحبه , هو يستطع دفعك و قتلك بكلمه و اعاده احيائك بأخرى .. انت لم تشعر بهذا من قبل , لن تفهمني ابدا .. "
دكتور مين قفز من مكانه عندما سمع صوت سعالها الحاد , قطرات قانيه تناثرت من بين شفتيها المتشققه , الاشعاع ترك اثره المريع عليها , النزيف ، الضعف ، الكدمات تغطي وجهها جسدها .
البقع الداكنه تستوطن كل جزء من جسدها , تبدو مريعه كالوحه تالفه لكن داخل عينيه تبدو اجمل من كل لوحات العالم .
" كفي عن العناد , اتوسلك , توقفي عن عبثك , ذلك سيء خاطئ , لا تفعلي هذا رجاءاً , اعتني بنفسك , حافظي عليها لأجل نفسك ... لأجلي .. ارجوك "
هل سبق و رأيت طبيب يتوسل لمريضه ؟
دكتور مين يفعل !
هو يحارب نفسه يوميا , في كل ثانيه تعانق عينيه مريضته المهترئه , سماع اعترافاتها الصادقه يوميا زرع داخل قلبه حبا لم يعترف به ! حبا يحاول محوه قلعه سحقه , يحاول دحره بالمنطق !
" توقفي عن صنع المتاعب لنفسك و لقلبي حاولي النوم الان .. سأبقى بجانبك .. كما السابق "
" ستقبلني .. كما السابق ؟"
لم يرد شيء غير قربها, لم يرغب بالزواج , كل ما اراده هو حمايتها , علاجها , انقاذاها , و حبها , البقاء بجانبها , عيش حياة بسيطه معها , لم يكترث لفارق العمر الرهيب بينهم , او ان علاقتهم لم تكن قانونيه من جميع الاتجاهات .
شفتاه الرفيعه لامست خاصتها المتشققه , لامسها بأرق ما يمكن , يحاول السيطره على نفسه ان لا يفرض نفسها عليها , ان يتعبها فوق نزيفها .
عقله رضخ اخيرا و قلبه اعترف بحبها .
صغيرته لم تغادر قلبه يوما
سول مين امتلكت قلب الدكتور مين حال رؤيته , هي ستبقى عالقه داخله للأبد .
أنت تقرأ
Cancer || MYG
Fanfictionلم يبكِ كما يفعل عادةً، لكنهُ في شرودٍ مُستمر. - مين يونغي - را سول مين • قصة قصيرة . • نهاية حزينة . ● مكتملة