الفصل الثاني - ذبلت

1.7K 154 71
                                    


لقد انتهت توها من جلسه العلاج الاشعاعي , جسدها لا يقوى على الحراك , كعادتها لم ترضى ان يرافقها احد , سول مين طفله عنيده و تمتلك رأس حجر !

اخذت تسير بمحاذات الحائط ببطئ شديد , تعق سير المارين من حولها تمتم ببعض الكللمات تكمل سيرها المنهك الى المصعد .

و كما حدث ذلك اليوم هي رأته , عينايها ابتسمت له رغم بُهتانها و ضمورها .

منذ الوهله الاولى سول مين ذات الاربعه عشر عام وقعت للطبيب مين ذا الثلاثين , و الى الان اليوم هي واقعه له , هي تعلم تماما ان حبها ميت مقدماً و هي اشد العلم بأنها لن تحصد شيء منه لكنها تابعت حبه لسنوات .

سول مين تسكن المشفى منذ ثلاث سنوات , قلبها يحط الدكتور مين ذا الثلاث و الثلاثين عام .

" ها انتَ ذا "

حركت شفتيها الجافه بهذه الكلمات و هو فهم ما قالته , قدماها سارعت اليها , عقله كان يرفض الامر لكن جسده تحرك بامر من قلبه لا عقله , هو اراد تجاهلها اكمال خطته الغبيه بالتوقف عن النظر اليها لكنه فشل , فشل بشكل ذريع !

دكتور مين قام بحملها الى حيث تقع غرفتها الخاصه .

"لم اعد اعلم ان كنت اتحسن ام انني تعودت على هذا الالم "

" اصمتي ستنزف حنجرتك ان واصلتي الكلام سول مين "

اعاد تعليق محلولها على العامود المحاذي لسريرها , عينيه تتفقد المكان , يحاول توفير كل شيء لها , دكتور مين ذا العالم المحطم يحاول جمع شتاته المتناثر حولها .

" احبك .. هذا الامر يزداد سوءا .. "

" سول مين ... "

" احبك بتعب و انطفاء "

" ستنزفين "

" لا بأس "

يداه هجمت على رأسه يعتصره بشده , جسده انحدر يسند نفسه على بابها القذر , يغلق عينيها على اشدهما , يريد ان يختفي , ان ينتهي هذا الكابوس , ان يتحرر من قلبه السيء.

" اود احتضانك , الاختباء داخلك , اخذك و الهرب من الوجود "

" ارجوكِ يكفي , لم اعد احتمل حديثك , الا يجب عليك الخروج لقضاء وقتك الاخير مع عائلتك اصدقائك الاخرين .. لما تقتلين ايامك هنا ! "

" هل وقعت في حب سيء من قبل ؟ لم تفعل صحيح يونغي .. ؟ ذلك مريع يجعلك هدفاً سهلا لمن تحبه , هو يستطع دفعك و قتلك بكلمه و اعاده احيائك بأخرى .. انت لم تشعر بهذا من قبل , لن تفهمني ابدا .. "

دكتور مين قفز من مكانه عندما سمع صوت سعالها الحاد , قطرات قانيه تناثرت من بين شفتيها المتشققه , الاشعاع ترك اثره المريع عليها , النزيف ، الضعف ، الكدمات تغطي وجهها جسدها .

البقع الداكنه تستوطن كل جزء من جسدها , تبدو مريعه كالوحه تالفه لكن داخل عينيه تبدو اجمل من كل لوحات العالم .

" كفي عن العناد , اتوسلك , توقفي عن عبثك , ذلك سيء خاطئ , لا تفعلي هذا رجاءاً , اعتني بنفسك , حافظي عليها لأجل نفسك ... لأجلي .. ارجوك "

هل سبق و رأيت طبيب يتوسل لمريضه ؟

دكتور مين يفعل !

هو يحارب نفسه يوميا , في كل ثانيه تعانق عينيه مريضته المهترئه , سماع اعترافاتها الصادقه يوميا زرع داخل قلبه حبا لم يعترف به ! حبا يحاول محوه قلعه سحقه , يحاول دحره بالمنطق !

" توقفي عن صنع المتاعب لنفسك و لقلبي حاولي النوم الان .. سأبقى بجانبك .. كما السابق "

" ستقبلني .. كما السابق ؟"

لم يرد شيء غير قربها, لم يرغب بالزواج , كل ما اراده هو حمايتها , علاجها , انقاذاها , و حبها , البقاء بجانبها , عيش حياة بسيطه معها , لم يكترث لفارق العمر الرهيب بينهم , او ان علاقتهم لم تكن قانونيه من جميع الاتجاهات .

شفتاه الرفيعه لامست خاصتها المتشققه , لامسها بأرق ما يمكن , يحاول السيطره على نفسه ان لا يفرض نفسها عليها , ان يتعبها فوق نزيفها .

عقله رضخ اخيرا و قلبه اعترف بحبها .

صغيرته لم تغادر قلبه يوما

سول مين امتلكت قلب الدكتور مين حال رؤيته , هي ستبقى عالقه داخله للأبد .

Cancer || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن