الفصل الثالث - بدأت تنطفئ

1.4K 141 78
                                    


اعادت رسم حاجبيها بشكل طبيعي , اضافة بعض الرموش الصناعيه , خط كحل داكن احاطت به جفنها المهترئ , رسمت شفتيها بالأحمر , انهت زينتها بالشعر المستعار , سول مين تبدو صحيه قليلا بفضل العلاج .. و قبلاته .

" انتهيت .. كيف ابدو ؟"

سول مين سألت المدعوا بـ حبيبها لهذا اليوم و الرجل امامها اظهر ابتسامه السكر خاصته .

" كـ أبنتي تماما "

" لنلغي الموعد .. لن اخرج "

" اسف اسف ... لا تغضبي هيا .. كنت امزح فقط "

قهقه بخفه على وجهها المنزعج , عينيه لا تكف عن التهام ملامحها اللطيفه , سول مين لم تكن بتلك الجميله , هي اقل من ان تسمى بجميله حتى , لكن داخل عينيه هي اجمل من كل شيء في العالم .

يده احتضنت خاصتها ليتسللوا خارج المشفى , هذا اليوم سول مين ستقضي اجمل ايام حياتها .

" لما لم تسمح لي بأرتداء فستاني "

" الجو بارد لا فساتين قصيره ستمرضين "

" ابدو كفتى بهذه الثياب .. قبيحه حقا "

" فتاتي جميله دائما لا يهم ما ارتدت "

يداه تحتظن كفها الضعيف , سول مين تبدو كهيكل عظمي حي , عظام وجهها بارزه بشكل مرعب , عينيها جاحظه بسبب ضعف جسدها , تكاد تزن الثلاثين , اضلعها بارزه , مسطحه بالكامل , لا تمتلك اي شعر بأي جزء من جسدها , شاحبه , تشبه الاموات , جسدها يملك رائحه عفنه بسبب العلاج الكيميائي , مليئه بالكدمات , كثيره النزف , خطيره , لا تناسب الحب ابدا , هي ميته حتما لكنه احبها .

احب الطفله التي تشبثت به بأول يوم علاج لها , عشق تلك القبلات الخجله اسفل غطاء السرير , احب كيفيه احتوائه لجسدها اسفل معطفه الابيض , احب كل شيء فيها .

" غرفه النوم الباب الاسود في حال شعرتي بالتعب , الباب الابيض الحمام , تصرفي براحه عزيزتي "

يونغي علق معطفه و خاصتها , اشار لها ان تذهب حيث تريد , و الافضل ان ترتاح هو اصر على راحتها خوفا من انهيارها , ليس كأنه لم يحسب حساب كل شيء , لقد جهز مسبقاً جميع ادويتها و محاليلها في حال حدوث شيء او ارهاقها بشكل كبير .

" لما تبدين ... هكذا "

هو استغرب ملامح وجهها المنزعجه , تبدو كمن داس على مخلفات كلب .

" هل تعش مع زوجتك هنا .. ؟"

لم تفكر مرتين هي رمت بسؤالها بوجهه مباشرتا !

" هذه شقتي الخاصه , لم تطئها امرأه غيرك "

ذقنه يحتل رأسها , يداه الشاحبه تحط خصرها النحيل , يهمس بأشياء لطيفه بجانب اذنها تاره , ينفث بعض الهواء الساخن اسفل عنقها .

هو يحاول اعاده مشاعرها للحياة من جديد , يده تحتظن جسدها بخفه , حملها بسهوله يسندها على حافه الطاوله , شفتاه احتلت جبهتها بهدوء يطبع عليه قبلاته المسالمه .

دكتور مين يعش نعيمه المحرم .

في عمق ظلام المكان , اسفل غطاء السرير المجعد , لا شيء يسمع سوا صوت قبلاتها المفترقه و همساته العاشقه .

هاربان من العالم اجمع .

Cancer || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن