تأثير السفور على طبقة المتزوجين :
وقد آنَ لنا أن نرجعَ إلى طبقةِ المتزوجين لنبحثَ عن آثارِ السفورِ فيها:إن العُرى التي تربطُ بين قلوبِ الرجالِ وأزواجِهمْ تأخذُ في الانحلالِ شيئاً فشيئاً في المجتمعِ السافرةِ نساؤُه. إنَّ المتزوجَ وإنْ كانَ في شبعٍ جنسيٍّ سوفَ تتطلَّعُ نفسُهُ حينَ يرى نساءً أوفرُ جمالاً من زوجتِهِ وأعذبُ حديثاً وأكثرُ رشاقةً، وإنْ قَوِيَتْ أخلاقُه على صيانتِهِ من الانحرافِ فإنها لن تقوَ على منعِهِ من التمنِّي والتحسُّرِ، إنه سيتمنَّى زوجةً كالتي تطلَّعَ إليها رشاقةً وجمالاً، ويزيدُ التمنِّي مع الأيامِ مع مزيدِ الاطِّلاع على السافراتِ الحسان، هنالك تنقلبُ تلكَ الأماني حسراتٍ في نفسِهِ ويغدو ساخطاً على حظِهِ البائسِ، وقلِ الأمرَ نفسَهُ على زوجتِهِ التي شاهدَهَا الرجالُ وشاهدتِ الرجالَ، لا بدّ أن تلقى رجلاً تتوافرُ فيه عناصرٌ تميِّزُهُ وترفعُهُ فوق زوجِها بمراتبِ التفوقِ من وجوهٍ كثيرةٍ، إنها ستخطو الخطوةَ الأولى والثانية وأقصد التمنِّيَ والتحسُّر... لنركِّز الآن انتباهَنَا على تلك الأسرةِ سوف نرى ما يلي:
1-ـ فتوراً في المحبَّة بينهما، إذ قلبُ كلٍّ منهما متعلقٌ بغيرِ رفيقِهِ ولا يرى فيه إلاَّ صاحباً قضى الحظُّ العاثرُ برفقَتِهِ مدى الحياة، إنَّ في هذه الدنيا أزواجٌ كثيرون همْ خيرٌ من هذا الزوجِ وفيها نساءٌ كثيراتٌ هنّ أوفرُ حسناً من هذه المرأةِ، هذه هي الفكرةُ الثابتةُ التي سترتكز في ذهنِ كلٍّ من الزوجينِ في مجتمعِ السفور، وهي تُضعِفُ ولا شكَّ من الروابطِ الجنسيةِ والزوجية.
المستشرق الغربي: أرجوكَ أنْ تشرحَ لي ماهيةَ هذا الضعفِ في الروابطِ الجنسيةِ الزوجية، وهلْ لذلك تأثيرٌ على النسل؟!
العالم المسلم: 2ـ- دلّت المباحثُ العلميةُ على أن هذا الفتورَ بينَ الرجلِ وزوجِهِ ينعكسُ على الاتصالِ الجنسيِّ أسوأَ الانعكاسِ لأنَّ فقدانَ المحبةِ المتأججةِ بين الزوجينِ يقضي إلى ضعفِ النسلِ ووهنٍ في تكوينهِ الفيزيولوجي. وأنَّ المحبةَ إذا نشطتْ وكانت مكينةً تُنتجُ خيراً كثيراً ساعةَ الاتصالِ الغريزي، إذ لها أشدُّ التأثيرِ في إنجابِ أولادٍ أقوياءَ الأبدانِ، سليمي التكوينِ والعكسُ صحيحٌ جداً. وإنَّ هذه العللِ التي تنتابُ الأطفالَ كثيراً ما يرِثُهَا هؤلاءِ بسببِ الجفاءِ المتركِّزِ في نفوسِ الأبوينِ عند اللقاءِ، والمقاربةِ الزوجية.
3ـ- زِدْ على ذلكَ أن أفولَ المحبةِ من سماءِ البيتِ يجعلُ الأولادَ يترعرعونَ في وسطٍ مقفرٍ من الودِّ وهذا ما ينعكسُ في نفوسِهِمُ الغضةَ ويغرسُ في قلوبهمْ وهم على عتبةِ الحياةِ بذورَ القسوةِ ويطبَعُها بطابَعِ الخصام.
4ـ- وأخيراً إنَّ السفورَ يبدِّدُ الرضى من نفوسِ الناسِ كما قلتُ ويبعثُ في قلوبِهِم السُخطَ على الحظِّ والحياة وقد قيل: أنَّ السعادةَ لا تتحقَّقُ في المجتمعِ إلاَّ إذا توفَّرَ عنصرُ الرضى لدى أفرادِه، إذ النادبُ لحظِهِ شقيٌّ ولو كان يتقلّبُ في أحضانِ النعيمِ، فلا شيءَ يبعثُ الهناءَ في الحياةِ كالرضا.
أنت تقرأ
الاسلام دينى
Fiksi Umumهذا الكتاب يحتوي على معلومات عن الحجاب والطلاق واشياء كثيرة في الإسلام. أرجوا أن يعجبكم وأتمنى أن تعطونى رأيكم فيه.