" أنتِ فاشلةٌ، لا أعلمُ كيفَ استحلمتِ الكرةُ الأرضيةُ عدمَ لفظكِ من ثغرها، أمثالكِ يجب أن يموتوا، أخرُجِي فضحتِني بما يكفي ! "
صدحَ ربُ العملِ، و قدْ شوهدَت اماراتُ الهيجانِ في مَلامحهِ المُهترئةِ ! .
" همْ قد تحرشوْا بِي، و إلّا همْ استحَقوْا ما حلّ بهم، هل تودُ أن أصمتَ لمن يتحرشُ بي أثناءَ القيامِ بعملي باحترامٍ، فقطْ لكونهِ شخصًا ثريًا ذا نفوذ، إذًا ليذهبْ عملكَ لقعرِ الجحيمِ ! "
صوتٌ هشٌ أتَى من آخرِ الحنجرةِ، كفَى، فقدْ أترعَ الكيلُ، ليذهبْ عملهُ لقعرِ الجحيم، خرجتْ من الجحيمِ خاصتهُ، لتتهدجَ، و كمْ تمنتْ أن تمرَ عربةٌ ضائعةٌ لتصدمَ بدنها حاملةً إياها بينَ كفي الموت .
يكفيهَا كونُها هامِشًا على الجميعِ، كلامهُ الذِي يخترقُ ذاتَهَا ليبقيَ ثقبًا فيهَا .
لن تتحملَ ذلكَ، فروحُهَا تبكِي شاهقةً، من أينَ تأتِ بالصبر، كلّ الآمِهَا مرتُ أمامَها صريعةً بسرعةٍ، كانتَ أطولَ بكثيرِ من دمعتِها .
أطولَ من قدرةِ تحمِلها، و حملِ كاهِلها المُثقل، من ذلكَ الهمِ الذي أعيا فؤادَها، أطولُ من تلكَ النظرةِ الكسيرةِ التي عُكِست على مقلتها، يدِهَا المُرتعشة، شحوبُ محيَاها المتهالك، شهيقٌ تمنتْ أن لا يلحقَ بزفيرٍ .
أطولُ من عبوسِ ثغرِها، أطولُ من تلكَ القطيراتِ التِي تدفقتْ من الكسيْرتينِ، أطولُ من نشيجِهَا، منْ بؤسِ روحِهَا، و من صرخَتِهَا التي حوتْ ألمًا بكتْ السّماءُ حزنًا عليهِ.
لكمْ ذعرتْ من كلامهِ، كانَ سمًا بدأ ينتشرُ في مُهجتِها، لمَ لم تلفُظهَا الحياةُ من ثغرِها، لمَ لم ترأفْ بروحِهَا التي تبكِي، هلْ سُلبَ منهَا حقُ الموت حتّى!
و فِي أثناءِ تهدِجِهَا، استقامَت حينَ دوى صوتُ طفلٍ يعودُ لابنِ رفيقها سقطَ أرضًا أثناءَ هرولتهِ، رغمًا عنْها رُسمِت بسمةٌ على ثغرِهَا العابسِ منذُ قرونٍ، لتدنو منهُ رافعةً إياهُ، و قدْ نفضَت الثّرى الذيْ صبغَ هندامهُ،
لتسألهُ مرتبةً خصيلاتَ شعرهِ المدلهمةِ بلطفٍ و مرح رغمَ علمِها بالاجابة.
" أينَ ولي امركَ "
أحنَى رأسهُ ليشيرَ بأناملهِ ناحيةَ الرجلِ المستندِ الذي دنى منُ مردِفًا بسكينةٍ
" هذا والدِي، أما أمي فأبي أخبرنِي أن أمّي في السّماءِ، لكنكِ يا خالة جمان جميلةٌ مثلها، هل تصبِحينَ أمي ؟ "
أطلقَتْ ضحكةً نابعةً من فؤادِهَا المتهشمِ، لتنحدرَ تلكَ البلورةُ التي حُبستْ بينَ قضبانِ البقاءِ و الخروجِ، انحدرت حينَ مد الطفلُ لهَا منديلاً كانَ لأمهِ، استنتجتْ ذلكَ من الخياطةِ الذي بينتهُ و والدتهُ ممسكينَ ليدِ بعضٍ مع كتاباتٍ لم تقرأها .
أنت تقرأ
شفا حفرة | A hole After the fall[✓]
Contoكنتُ على شَفَا حفرةٍ مِن الْمَوتِ او أَقَل، و الحَبْلُ يتَدلّى مُرَحّبًا بمُعَانقَتهِ لنَحرِي . _____________ ▪مَعَ تَوقِيعِ الأَمَل . ▪ يومٌ مُبْتَسِمٌ .