..4..

513 28 1
                                    

أنا الان في أمس الحاجة لك
لقد تفاقمت الامور
و انطفئ اخر ضوء في الطريق
لفقد بدأت أفقد روحي
قطعة اخرى من قلبي
اخر سبيل لحياتي..
..........

"اذن سيد جاسم و بوجود شاهد معك انت تريد كتابة منزلك لابنتك أشواق يعني هذا يعتبر خاطئ من ناحية فأنت تمتلد ابنا اخر و يجب تقسيم املاك حسب الشريعة"
"زوجتي لم تلد لي طفلا حقيرا زوجتي ربته و أرجعته رجلا لتنقض عليه امرأة غيرت تفكيره و حرضته علينا بين ليلة و ضحاها"
صاح جاسم بحرقة
ليقترب منه غيث ليهدءه
"اذن سنان هل يمكنك تجهيز الاوراق لقد سمعت طلبات العم انها ليست صعبة"
قالها غيث محذرا سنان من الخطأ ثانية
"هي فالحقيقة يجب عليك فقد ان توقع هنا سيدي و بمأن أوراقك كلها جاهزة فمن هنا لأسبوع سيكون المنزل لابنتك..مبارك لها"
قالها سنان بينما يجمع أوراقه ليرافقه غيث امام الليت و رجع لجاسم
"اذن عمي أستخبرني لماذا تقوم بهذا ام ستفضل عدم البوح به"
تنهد جاسم قبل ان يقول
"غيث ابني انا لن ابقى في هذا المنزل كثيرا و يوم مماتي قريب خاصة بهذا الجسم..."
قاطعه غيث مسرعا
"حسبي الله عمي ماذا تقول"
ضرب جاسم رأس غيث ممازحا له
"لا تقاطعني ياولد..ان أشواق فتاة شابة و أعلم ان معضم الشباب يتمنوها في منازلهم لكنها ضحت بهذا الشيء من شأني و أعلم ان أخاها أحمد سيأتي يوم و يطالب بحقوقه و لن يكون أمر طرد أشواق و تشريدها صعبا عليه خاصة مع وسوسات زوجته له..اذن قبل أن أوصل ابنتي لدرجة المعاناة بعد رحيلي كتبت لها المنزل باسمها و أتمنى فقط أن تجد زوجا مناسب لها و لو ماكانت هناك فتاة في حياتك يا غيث كنت زوجتك لابنتي"
احمر غيث بالخجل قبل ان يردف بأرتباك
"عمي..هي فالحقيقة لا اعلم كيف أقولها لك..لكن أشواق هي المرأة التي أحب...و لم أعلم كيف افاتحك بالامر الا أنك سبقتني و..فالحقيقة لا أمتلك الكلمات المناسبة للتعبير عن ذلك"
ابتسم جاسم عن اصرف غيث فهو نوعا ما يذكره بصباه أول مرة تحدث مع والد حنان رحمها الله
"رضيت عنك و أسلمك ابنتي يا غيث و انا على دراية انها تحت حمايتك و لن تفرط فيها..فقط أسعدها....فرغم انها تبتسم و تمرح مع كل الناس الا انها مازالت طفلة هشة بريئة و لو نفخة ريح تأخدها"
اتسعت ابتسامة غيث ليقترب مقبلا جبهة جاسم
"سأذهب الان عمي لقد تأخرت عن عملي مع السلامة"
"مع السلامة"
ودعه و هو يراقب سرعته
رفع عينيه نحو صورة زوجته المعلقة
"لا تقلقي عليها يا حنان لقد تأكدت و أخيرا ان ابنتنا لن تعاني في حياتها بعدنا ستعيش بسعادة و لن تنهار تماما مثلما قلتي لي"
ابتسم جاسم قبل ان يغمض عنيه
اعتلت على وجهه ابتسامة بعدما شهد بربه و قد أمسك ملك الموت روحه
كان يعلم أن زوجته تناديه
كان يعلم انها قريبة منه
كان يعلم انه سيلتقي بها و لن يطول الغياب
كان فقط يريد ان يستريح
يعلم أنه أكثر عليها كان يسمع بكاءها و شهقاتها ليلا عند قراءتها للقرآن
"أبي..استيقظ..أبي انت لا تمزح معي..أبيي"
دوت صرختها في أنحاء العمارة و هي تهز جسد والدها
ملاحمه بيضاء و الابتسامة تشق وجهه
اقتربت منها خالتها دنيا و هي تبكي
"أشواق ابتعدي عنه لا تبكي أمامه"
قالتها و هي تحاول جرها مع ابنتها منال لإبعادها عن والدها بينما تنتظر حضور ابنها و والده بالإسعاف
"ابتعدي عنيي..ابي يمزح معي كعادته..استيقظ أبي"
صرخت بهم و هي تحاول التمسك بوالدها..التمسك بجتثه
علا صوت بكاءها و شهقاتها ماكان على الجيران الا أن يبكوا على حالتها
كانوا يعلمون مدى تعلقها بوالدها خاصة بعد وفاة أمها
هدأ صوتها لما دخل عليهم غيث مع المسعفين
"لاا..لن تأخده..لا تقتربوا لاا.."
حضنها بقوة و هي تدفع فيه تضربه حتى أنها عضته
دموعه تنزل أكثر و هو يراها بهذه الحالة الهيستيرية
صباح فقط كان يسمع من عمه رضاه بعلاقته معها و الان..الان رحل للأبد
"أبي رحل غيث"
كان هذا ماهمست به قبل أن تخور قواها ففقدت الوعي من صدمتها
حملها نحو منزله مركزا على ملامح وجهها الذابل المحمر من البكاء
يا إلاهي ألن تكتفي هذه الفتاة من عذاب
ستنهار
وضعها على سرير أخته و ناداها لتنزع لها حجابها و تغير ملابسها بمساعدة أمها
....
هاهي استيقظت بعد ساعات من النوم في منزل خالتها
صوت القرآن مرتفع
راحت تمسح الغرفة بنظراتها
حست بالسيروم المعلق أمامها و هو موصول بيدها
نزعته من يدها لتنهض تمشي مترنحة أخدت أول خمار وقعت عليه عينيها
جيد لقد ألبسوها ملاية
خرجت ببطئ من الغرفة و قطرات الدم من يديها تتساقط
كان المنزل مكتظا بالناس
لمحتها منال لتصرخ حالما رأت الدم
أقتربت منها هي و خالتها
"ما هذه الدماء"
صرخت دنيا عليها الا أن هذا زادها سوءا
أمسكت منال بيدها رافعة كمها
لتسقط أرضا منهارة ملامح وجهها متجمدة نحو الباب
"أبي..هل أخدتوه"
همست بحرقة
"سيأخدوه للدفن الآن"
ردت عليها خالتها
"أريد رؤيته أرجوك يا خالتي..أرجوك للمرة الأخيرة"
لم تستطع خالتها رفض طلبها خاصة مع نبرتها هذه
"منال نادي أخاك و أعطيني خمارك سأنزل معها"
اومأت منال لتسرع نحو الهاتف تتصل بأخاها
لحظات حتى خرجت دنيا و أشواق أمام الباب ليقابلهم غيث الذي كان بإنتظارهم
"تعال غيث ساعدني لنوصلها"
قالتها الأم و هي تحاول تحريك تلك الدمية المتيبسة بجانبها
أمسك بيدها الصغيرة الباردة و قطرات الدم عليها
نظر لأمه باستفسار لتومأ له فقط
دخلت للإسعاف و هي تنظر لملامح والدها الحبيب
كان كالملاك بابتسامته
لم تره بهذا الجمال أبدا
نشفت الدمعة من من عينيها تماما
اقتربت منه مقبلة جبهته
كان واقفا أمام الإسعاف هو و أمه
بينما إشتدت قبضتها حتى أبيضت
حب حياته أمامه لم يراها بهذا الضعف أبدا
الآن فقط تحتاج لشخص يحتضنها
شخص يقبل رأسها يربت على شعرها
يهمس بكلام يريحها
هو يفهمها جيدا
مر أسبوع و هي محبوسة في الغرفة لا تريد الإنهيار خارجا
رحل أباها غطاه التراب الان
جالسة في السرير و عينيها متصلة بالقرآن لم تدري كم مر من الوقت و هي تقرأ القرآن
بدأ الناس بالرحيل
و لم يلمح طيف أخاها في المنزل
و لو أتى ستسامحه سترمي بنفسها في أحضانه و لن تتذكر أفعال زوجته و الصفعات التي تلقتها منه فقط لو أتى
دخلت عليها دنيا
و هي تراقب تحركاتها
تفهمها جيدا فقد مرت بهده المرحلة أيضا
لكنها لم تكن بقوتها أبدا
القرآن لم يغادر يدها منذ أسبوع تنام بجانبه و تتركه فقط لتأكل
لا تعلم ماتفعل كيف ستدعها ترحل من منزلها
ستبقى بذلك المنزل بمفردها
ليس عدلا على شابة مثلها
اقتربت منها مقبلة رأسها لترفع أشواق عينيها لترتسم تلك الإبتسامة الحزينة
"انت بخير أشواق"
أومأت أشواق ببطئ
"خالتي هل يمكنني أن أطلب شيء"
قالتها بعدما أغلقت القرآن
"بالتأكيد أطلبي"
ردت عليها دنيا بسرعة
"أريد..أريد ان انام في حضنك الآن"
ابتسمت دنيا على طلبها
لتضع رأسها في حجرها
بقت تربت على رأسها الا أن نامت
حمدت ربها رغم كل شيء
و خرجت من الغرفة مبتسمة
ليقابلها غيث يتساءل عن أحوال أشواق
"اصبحت أفضل الأن لا تقلق بشأنها"
همهم بتفاهم
لتتسع ابتسامة دنيا أكثر
يبدو أن ابنها سيصبح شيء مهما لأشواق
و غادرت نحو المطبخ تحضر شيء لتأكله العائلة
....
هاذ أطول جزء كتبته حتى الان و قررت ضيف أجزاء قبل الخاتمة
بتمنى يعجبكم
شكرا لكل من يتابعني في رواياتي
#wiam

فتاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن