فصل (١)

87 6 8
                                    

ضُوء الْقَمر

في اللَيلَ تَحْتَ ضُوء القمر، وجِدت طفلة حديثة الولادة مرمية في أحدئ براميل النفايات تبكي بصوتً مرتفع؛ سمع أحدَ الاشخاص صوت بكائها،.. .

كانَ رجل كبير في السن ذُو لحيةً بيضاء قد آكلها الشيب بمرور الزمن، وشعراً أبيض أيضا، وعلى وجّه تجاعيد الشيخوخة؛ كان يرتدي سترة سوداء قاتمة قديمة، وحذاء بني قاتم.

عندما بحث عن مصدر الصوت بينَ البراميل، وجدها تبكي وتضعُ ابهامها الصغير بفَمها، ربما تشعر بالجوع تلك المسكينة؛ حُزِنَ على حالتها المزرية، فخلعَ سترته السوداء القاتمة ولفها عليها لِدفَئ جسدها الضئيل، ثم حَملها بينَ ذراعيه وضمها إلى صدره وركض مسرعاً للمنزل.

وصل للمنزل وفتحَ الباب بحذر ودخل للداخل واغَلقَ الباب بهدوء كي لا يزعج زوجته النائمة.

في الصباح

استيقظ العجوز فزعاً بسببِ صراخُ زُوجِته المرتفع؛ وقف بسرعة يركضُ الى زوجته بوجهً قلق وقال بقلق وخوف
-مابالك يازوجتي؟ لما هذا الصراخ المفاجئ!!.

ردت عليه بخوف وقالت
-ا..انظر ..لتلك الطفلة.. من اين اتت؟؟!!

-حسنا اهدئي ياعزيزتي سأخبرك، لكن اجلسي وبعدها اخبرك.

سَحْبَ زوجته بلطف وجلسها على الاريكة التي بجواره وجلس هو على الاريكة المقابلة لها وهو يحمل الطفلة وقال وهو ينظر الى الطفلة بعد أنّ تنهدَ تنهيدةً طويلة.

-لقد وجُدتَها مرمية في براميل المهملات، لكن لم يطاوعني قلبي أن أتركها وأذهب وكأن شيءً لم يحدث، لذا أَخذتها معي للبيت.

نظرت له زوجته وقالت
- مالذي ستفعل بها؟ نحن عجوزان ليس بمقدورنا رعايتها وتربيتها كما تعلم، ثم اننا لسنا محتاجينَ للاطفال.

ابتسم لها ابتسامة لطيفة وهو يداعب الطفلة وقال
- لابأس عزيزتي، سَاستأِجر مرضة ومربية، عندها لن تحتاجين أن ترعيها وحدكِ.

ردت عليه زوجته
- سلمها للشرطة، ربما يجدون لها حلاً.

- لا، لن اسلمها للشرطة، أنها صغيرة جداً، تحتاج للرعاية؛ ثم برائيكِ! مالذي ستفعله الشرطة لها؟.

- لا أعلم؛ ربما يسلمونها لدار الايتام او يتبناها عائلة شابة؛ او شيئاً من هذا القبيل.

تنهد العجوز ووقف وهو يحمل الطفلة بين ذراعيه وقال
- لِذهبَ وأبحث عن آمرأة مرضعة تقبل بترضيع هذه الطفلة.

نظرت له زوجته بأنزعاج
-حسناً، افعل ماشئت؛ لكن تبقى مسؤولية الطفلة على عاتقكَ.

نظر لها مطولاً، ثم فتح الباب وخرج من المنزل وهو يحمل الطفلة منطلقاً بَاحثاً عن أمراةٌ تتبرع بحليبها لهذه الصغيرة.

______________________________

انتهى الفصل الاول.
اتمنى ان ينال اعجابكم هذا الفصل.

ودمتم برعاية لله.


ضُوْء القَمْر؛ نُوْرسِينَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن