ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻀﻊ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻭ ﻓﻜﺮﺕ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻛﻲ ﺗﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻭ ﺗﺒﺮﺃ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻘﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺔ
ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺍﻥ .. ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ .. ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﻤﻊ ﺣﻮﺍﺭ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻠﻢ ﺇﺣﺪﻯ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ : " ﺍﺍﺍﻩ ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻳﻨﻲ .... ﺃﺟﻞ ﻟﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺠﻮﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺇﺑﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻣﺎﺕ .... ﻣﻌﻚ ﺣﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻏﺒﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ... ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻗﺘﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ... ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺮﺙ ﺛﺮﻭﺓ ﺇﺑﻨﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ .... ﻓﻜﺮﺕ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺘﻠﺘﻪ ﺳﺄﺑﻠﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭ ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺿﺮﺏ ﻋﺼﻔﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ ﻭﺍﺣﺪ .... ﻫﻬﻬﻬﻬﻪ ﺃﺟﻞ ﺃﻧﺎ ﺫﻛﻴﺔ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺫﻟﻚ .... ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .... ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﺃﺳﺘﺴﻠﻢ ﻭ ﺳﺄﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺇﻥ ﺃﺿﻄﺮﺭﺕ ﻟﻘﺘﻠﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ... ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻛﻢ ﺃﻛﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ .. ﺟﻴﻤﻴﻦ ﻭ ﺯﻭﺟﻲ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻤﻴﺎﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﺨﻠﺼﻬﺎ ﻣﻨﻲ "
ﺗﺼﻤﺮﺕ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﻤﻌﻪ .. ﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺗﻜﺮﻫﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ !! ﻟﻴﺲ ﻟﺤﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺳﺠﻨﻬﺎ .. ﺇﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻭﻣﺘﻬﺎ .. ﻣﺴﺤﺖ ﻣﻘﻠﺘﻴﻬﺎ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭ ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺖ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ .. ﺇﺭﺗﺒﻜﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻣﺼﻄﻨﻊ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ ﻫﻨﺎ؟ ﻟﻤﺎ ﺃﺗﻴﺘﻲ؟
ﻋﻘﺪﺕ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ : ﻭ ﻟﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ؟ ﺇﻧﻪ ﺑﻴﺘﻲ ﺃﻳﻀﺎ
ﻗﻄﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺎﺫﺍ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺃﺧﻴﺮﺍ؟ ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ؟ ﻫﻞ ﺳﺎﻣﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ؟ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﺳﺄﻗﺘﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻲ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ : ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﺑﻲ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ : ﻣﺎﺫﺍ؟؟؟
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻱ ﻭ ﺗﺴﻤﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺸﻤﺲ .. ﺃﻣﻲ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺟﻴﻤﻴﻦ .. ﻟﻘﺪ ....
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ ﺑﺼﺮﺍﺥ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻪ؟ ﻫﻞ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﺪﺍﻋﻚ ﻭ ﺃﻗﻨﻌﻚ ﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻪ؟ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻧﻚ ﻏﺒﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺃﻣﻲ ﻛﻔﻰ .. ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﺣﻘﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ : ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺮﻛﻠﻪ ﺑﻌﻴﻨﻲ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺟﻴﻤﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺕ ﺣﺘﻰ .. ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺘﺴﻤﻴﻤﻪ ﺑﺎﻟﻜﻮﻛﺎﻳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺰﻗﺖ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ
ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺟﻔﻦ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﻬﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ : ﻫﻞ ﺗﻈﻨﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻏﺒﻴﺔ؟ ﺍﺍﺍﻩ ﻓﻬﻤﺖ ﻫﻞ ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ ﻣﻌﻪ؟ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻫﻪ ﻟﻦ ﺃﺳﺘﻐﺮﺏ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺃﻣﻲ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﻙ : ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻣﺨﻄﺌﺔ؟ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﻠﻴﻪ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﻟﻦ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﻲ ﻭ ﻟﻦ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻷﻱ ﺷﺨﺺ ﺑﺈﻳﺬﺍﺋﻪ .. ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ .. ﻭ ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺮﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺬﺍﺋﻪ ﻷﻧﻚ ﺳﺘﺠﺪﻳﻨﻨﻲ ﺃﻗﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻚ
ﺃﻟﻘﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ
.
ﻛﺎﻥ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﻟﺴﺮﻳﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺍﻙ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ .. ﺑﻘﻲ ﻟﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺴﻘﻒ ﻟﻜﻨﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻌﺪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺧﻄﻮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺯﺣﻒ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ .. ﺣﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﻭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻃﺎﺭ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ .. ﺯﻓﺮ ﺑﻤﻠﻞ ﻭ ﻋﺎﺩ ﻟﻤﻜﺎﻧﻪ .. ﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺷﻌﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ .. ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﻟﺴﺤﺒﻪ ﻛﺎﺩ ﻳﻘﻊ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ .. ﻭ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻧﻔﺬ ﺻﺒﺮﻩ ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺻﺮﺧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﻠﻢ ﻋﻦ ﺇﻋﺎﻗﺘﻪ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ .. ﻓﺴﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺗﺎﻳﻜﻮﻧﺪﻭ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻬﺮ ﻭ ﻳﻬﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺻﺎﺭ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻘﻌﺪﺍ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﺴﻂ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺇﺗﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﺯﻓﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻧﺰﻭﻝ ﺩﻣﻌﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﺴﺤﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺻﺮﻳﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﻔﺘﺢ ﺗﻼﻩ ﺻﻮﺕ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺗﻘﻮﻝ : ﺁﺳﻔﺔ ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺻﺤﻴﺢ؟
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻜﻠﻒ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﺳﻮﺟﻴﻦ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻷﺟﻠﻲ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺍﻭﻩ ﺳﻮﺟﻴﻦ ! ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﺘﻲ
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺫﻟﻚ .. ﻭ ﻻ ﺗﺒﺪﺋﻲ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺧﺎﺻﺘﻚ ﺍﻵﻥ
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺳﺮﻭﺍﻝ ﻭ ﻗﻤﻴﺺ ﻧﻈﻴﻔﻴﻦ ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻫﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﻗﻠﻴﻼ
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻟﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﻷﻱ ﻣﻜﺎﻥ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪﺍ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺘﻨﺰﻩ ﻗﻠﻴﻼ
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺣﺴﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ .. ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ
ﻫﻤﻬﻢ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻛﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻭ ﺑﺪﺃ ﺑﻔﻚ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﺑﻴﺠﺎﻣﺘﻪ ﻟﻴﺨﻠﻌﻬﺎ ﻭ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﺎ ﺟﻬﺰﺗﻪ ﻟﻪ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺗﻬﻢ ﺑﺨﻠﻊ ﺳﺮﻭﺍﻟﻪ
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺳﺄﺳﺎﻋﺪﻙ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﺮﻭﺍﻟﻚ
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻳﺎﺍﺍ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺟﺎﺩﺓ؟ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻫﻞ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻨﻲ؟ ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ !
ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ : ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻸﻣﺮ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ
ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ : ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻓﻘﻂ
ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﺇﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﻗﺎﺋﻼ : ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺷﻔﻘﺔ ﺃﺣﺪ !
ﻋﻀﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ
ﻣﺴﺢ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻩ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ : ﺃﻧﻈﺮﻱ ﺃﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﻟﻚ ﻛﻲ ﺃﺳﺎﻋﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻭﻗﻔﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺒﻜﺎﺀ : ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ .. ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺴﺒﺒﻲ ... ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺯﻓﺮ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﺑﻐﻀﺐ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻌﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ .. ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻌﻠﻘﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻛﻲ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺃﺣﻀﺮﺗﻪ ﻷﺟﻠﻪ ﺳﻮﺟﻴﻦ .. ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻨﻪ ﻣﻘﺪﺍﺭﺍ ﻗﻠﻴﻼ .. ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺨﺒﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﻮﺟﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﻟﻪ ﻭ ﺃﻭﺻﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻐﻄﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍ ﻭ ﺗﻐﻠﻖ ﻧﺎﻓﺬﺗﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ .. ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﻌﺠﺰﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﻲ ﺑﻪ
.
ﻋﺎﺩﺕ ﺳﻮﺟﻴﻦ ﻟﻐﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ .. ﺗﻘﻠﺒﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺎﺭﻙ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﺮﻫﺎ ﻭ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ .. ﻗﺒﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ .. ﻟﻢ ﻳﻐﺐ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ .. ﺭﻣﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ﺑﻐﻀﺐ ﻟﻌﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ .. ﺃﻧﺎﺭﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﺟﻠﺴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺑﻤﻠﻞ .. ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﺧﻄﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﺎﺭﻙ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻭ ﺗﻨﺎﻡ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻌﻜﺲ .. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻭ ﺳﺘﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ ﻳﻨﺎﻡ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ .. ﻋﺪﻟﺖ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﻭ ﺭﺷﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﻭ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺣﺬﺭﺓ ﻟﻐﺮﻓﺔ ﺷﻴﻮﻣﻴﻦ .. ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﻧﺎﺩﺕ ﺑﺈﺳﻤﻪ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﺋﻢ .. ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﺘﺴﻠﻠﺔ ﻭ ﺇﺳﺘﻠﻘﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ .. ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﺤﺎﻭﻁ ﺧﺼﺮﻩ ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻫﻮ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺇﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻧﺎﻋﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻪ : ﻫﻞ ﺃﺗﻴﺖ؟ ﺇﻧﺘﻈﺮﺗﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ..
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺳﻮﺟﻴﻦ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﺪﺍﻋﺐ ﺷﻌﺮﻩ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻳﺘﺴﻠﻠﻬﺎ ﺿﻮﺀ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺻﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ .. ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺳﻮﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ .. ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﻛﻞ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ .. ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﻲ ﻳﺮﻯ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻟﻴﺸﻬﻖ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻳﺮﺗﺪ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻔﺰﻉ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻌﻠﻴﻨﻪ ﻫﻨﺎ؟ !!!
.
.
رأيكم ؟